رغم كل الجهود التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة من أجل الخروج من عنق الزجاجة ووضع خطط ومشروعات استراتيجية عملاقة يصعب رصدها، خيم على البعض اليأس وعدم الرضا، والمتهم الرئيسى فى هذا الشعور يقع على الإعلام والقنوات الفضائية التى تتعمد عرض السلبيات والحوادث وتبثها بخلفية موسيقية حزينة كأننا فى مأتم كبير. وقد نسى أو تناسى هؤلاء ما كان عليه حال مصر يوم تسلم الرئيس السيسى السلطة.. ولهؤلاء أسوق إليهم جزءاً من خطاب تسليم السلطة الذى ألقاه سيادة المستشار الجليل ماهر سامى يوسف نائب رئيس المحكمة الدستورية آنذاك علهم يفيقون ويتذكرون حال الوطن فى تلك الأيام السوداء جاء فى الخطاب: باسم هذا الوطن العظيم مصرنا الغالية الذى لا نكاد نحس قداسته إلا بعد أن يضيع منا فنفيق من غفوتنا ونبدأ نرتاع ونرتاع وتتوه خطانا نركض فى كل اتجاه بحثاً عن الوطن المفقود، ونكتشف أن الوطن تسرب من بين أيدينا انسياب الماء من بين الأصابع وأن أيدينا قد تشققت من لفحات الهجير وصفرت راحاتنا من أثر الوطن.. ما عاد هناك وطن.. حتى أعلن البعض وفاته. لكن مصر أبداً لن تموت.. باسم الشعب المصرى الذى لم يدرك البعض قدره بحق فأسقطه من حسابه زمناً طويلاً وظنه غافلاً أو عاجزاً أو يائساً بعد أن طال صبره وصمته فإذا بالمارد ينتفض ثائراً هادراً تتفجر عروقه بالغضب والتمرد والرفض متوهجاً بالعزيمة والإصرار لأن يسترد الوطن الغائب ويستعيد له كرامته باسم أرواح الشهداء التى تطل علينا فى هذه اللحظة من عليائها فى السماء تصوب عيونها صوبنا بنظرات تسكنها الغبطة والرضا.. بما قدمته لمصر هذه التى امتزجت ماؤها الزكية بتراب أرضها الطاهرة فمات أصحابها كى تحيا مصر ونعيش نحن.
لقد استطاعت ثورة ٢٥ يناير أن تهز أركان النظام السابق لكن أصحابها لم يمكثوا طويلاً فرحلوا قبل أن يحققوا ما ثاروا من أجله فوقعت الثورة أسيرة فى قبضة جماعة انقضت عليها وفتكت بها ومزقتها أشلاء مثل ما مزقت الوطن كله.. وكانت ثورة ٣٠ يونيو ثورة شعب ضاق بما حل عليه من خراب وتعرض له من غدر وظلم.. وفى لحظة الخطر الداهم الذى هدد الوطن بالسقوط احتضن الجيش الشعب متوحداً مع نبض الجماهير وأزاح القهر والاستبداد.
وبالطبع لم يتطرق هذا الخطاب لجرائم الإخوان قبل ثورة ٣٠ يونيو وما حدث من تخابر وخيانة ومحاولة التفريط فى أرض الوطن واستدعاء الأعداء وقوى الشر على مصر وتجويع الشعب لم يذكر أزمة الوقود وأنابيب البوتاجاز ورغيف الخبز وانقطاع المياه والكهرباء وغياب الأمن والأمان وهروب الشباب من وطنهم إلى المجهول.
تناسى البعض كل هذه المشاكل التى اختفت الآن وأصبحت النغمة السائدة الآن مافيش فايدة البلد بتقع الاقتصاد فى أزمة شديدة والجنيه فى الأرض.. وبمناسبة الجنيه المصرى تمر كندا بموجة ارتفاع شديدة فى الأسعار وصلت إلى ٤٠٪ وانخفض الدولار الكندى أمام الدولار الأمريكى بحوالى ٥٠٪.
ومن أغرب فقرات فضائية البؤس واللطم ان انتقلت إلى احد منافذ بيع المواد التموينية، وصورت الكاميرا خلو المخزن تماماً من أى سلعة، ثم انتقلت الكاميرا إلى مخزن آخر لتظهر تريللات عملاقة محملة بآلاف صناديق الزيت.. ويسأل أحدهم: لماذا لا تفرغون الحمولة داخل المخزن؟ ليأتى الرد المخجل نحن ننتظر الأوامر من المحافظة!! ما يعنى أزمة مفتعلة فى الوقت الذى تركز فيه الكاميرا على ولولة النساء والرجال بوتيرة متكررة كما لو كانوا ملقنين.. عصابة تعمل لتكدير الجو العام.
وعندما يتحدث الرئيس إلى شعبه ببساطته المعهودة وتلقائيته ويقول لو ينفع: أتباع لاتباع.. تأتى التعليقات غير المهذبة لعدم فهم ما يقصده الرئيس.. فهو يقصد أنه ليس الرجل الذى يباع أو يشترى من أحد.. ما ينفعش.. هو رجل مبادىء وحب شديد لبلده أراد لوطنه أن يكون حراً مستقلاً بغير تفريط فى شبر واحد من أراضيه.. النقيض.. رجل يحترق وآخرون فى حالة هزلية وانفصام من أجل مصالحهم.
أياد قذرة تلعب فى الظاهر والخفاء لا تيأس.. حلمهم اللعين اختطاف هذا البلد وحكمه.. لا يستطيعون الآن شيئاً.. لكن أعينهم على انتخابات الرئاسة القادمة.. حلم إبليس فى الجنة.