في انتظار إلقاء المهندس شريف اسماعيل رئيس الحكومة لبيانه أمام مجلس النواب. تجدر الاشارة والرزق علي الله إلي أن نظرة الشعب لهذه الحكومة إنها «بلا طعم ولا رائحة».
هذا يعني أنها لم تقدم ما يمكن أن يُذكر لها بالخير. إن أهم ما يمكن أن يوصف به أداء معظم وزراء هذه الحكومة باستثناء حالات فردية إنه باهت يفتقد لمتطلبات الانجاز ويعوزه الحماس الذي يستهدف تحقيق الاهداف. ليس ما أقوله افتئاتا ولا تجاوزا وإنما هي الحقيقة الأليمة التي تسود الشعور العام السائد. إن ما أقوله لا يعبر عن موقف شخصي.. حيث إنني أكن كل الاحترام والتقدير لمعظم شخصيات هذه الحكومة رغم فشلهم في مجال مسئولياتهم.
رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل تملكته الشجاعة أخيرا بإقدامه علي مصارحة الشعب خلال الاعلام بالمشاكل التي تواجه الدولة . إنه بهذه الخطوة ارتضي القيام بدور المحلل لتمرير ما هو منتظر من إجراءات وصفها بالأليمة. إن ما يثيرني هو الإجابة عما يتم تداوله من تساؤلات عما فعلته حكومته للتخفيف من حدة هذه المشاكل التي سوف تزيد من آلام ملايين الموطنين.
إن هذه الحكومة لا تستطيع الادعاء بأنها وراء الانجازات المحققة. الجميع يعلم أنها ما تمت إلا بمبادرات من الرئيس السيسي الذي اعتمد في تنفيذها علي عزيمة وانضباط الهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة وقدرتها علي تحمل المسئولية بكل اقتدار.
الكل يعلم ويدرك أنه ما كان يمكن للأيادي المرتعشة لوزراء هذه الحكومة أن يكون لها دور في هذه الانجازات التي تحتاج بعض الوقت لجني ثمارها.
هذه السمات السلبية التي أصبحت مرتبطة بالاخفاقات في معالجة ملفات أساسية كالزراعة والتعليم والصحة والبطالة وكذلك الاستثمار الذي مازال قانونه يتعثر . لا علاقة لهذا الأداء السيء الذي شهدته الشهور التي تولت فيها الحكومة مسئولياتها بأي خبرة أو امكانات فردية يمكن أن تكون متوافرة لبعض اعضاء الحكومة وانما سبب ذلك يعود الي غياب الشجاعة والثقة والانسجام والتعاون والفكر الخلاق .
لا يكفي ما صرح به المهندس شريف إسماعيل رئيس هذه الحكومة لإصلاح هذا الخلل من وجود نية لإجراء تعديل في بعض المناصب الوزارية سواء قبل أو بعد إلقاء بيانه أمام مجلس النواب بهدف تحسين الصورة.. المهم هو القدرة علي صنع التوليفة داخل الحكومة لتقديم ما يحقق التقدم والرضا والسعادة للشعب. ليس من تفسير للقاءات التي اجراها مع الصحافة والاعلام والنواب سوي محاولة لتسويق حكومته إدراكا لما سببته من إحباط للشارع المصري.
إن الشعب وبعد ثورة 30 يونيو واستكماله لخريطة المستقبل كان يتطلع ويطمح في أن يكون هناك تغيير حقيقي في الاداء الحكومي بالشكل الذي يساهم في تحقيق آماله في تقدم الوطن والحياة الكريمة. نعم لا أحد ينكر أن المشاكل التي نعيشها هي محصلة تراكمات مستمرة علي مدي سنوات طويلة.. ولكن الشعب كان يطمح بعد ثورتين أن يتم اختراق هذه المشاكل بحلول تتصف بالفاعلية التي يصاحبها الرفق به في تحميله بمزيد من الاعباء .
كان علي هذه الحكومة أن تتحرك بإيمان وثقة محورهما أن لاحل لهذه المشاكل دون المبادرة باتخاذ إجراءات حاسمة وشجاعة تفتح الطريق أمام الاستثمار وتشجيع الانتاج. هذا الامر يتطلب حسن الأداء والفهم الحقيقي للامور والقيام بحملات توعية في الاوساط الشعبية بأن لاتقدم دون عمل وعرق.
فإن تجربة الحكومة في تقديمها قانون الخدمة المدنية لمجلس النواب كانت فاشلة وهو ماتمثل في عدم الموافقة علي اقراره . ما حدث يؤكد أنه كان هناك تقصير من جانب الحكومة في تسويق هذا القانون من خلال عرضه للمناقشات المجتمعية الواسعة . هذا التعثر كان متوقعا في ظل رأي عام لم يتم إقناعه بأهمية ما جاء في هذا القانون والذي كان يتطلب الشرح الوافي وتجنب بعض المواد الخلافية .
علي كل حال فإننا نرجو ولصالح الاستقرار الذي تحتاجه في هذه المرحلة دولتنا المصرية بشدة.. أن تتمكن هذه الحكومة من إزالة الكثير مما يشوب أداءها.. فهل يمكن أن يتحقق لها النجاح في تغيير صورتها التي أحبطت الشارع المصري؟