هناك خلل أساسي عند بعض حوارييي 30 يونيو، فهؤلاء يظنون أنه لولاهم ما نجحت هذه الثورة وفاز هذا الحلف حيث يعتبر توفيق عكاشة أنه مفجر ثورة 30 يونيو ويسير الزند علي خطاه كما قال أحد أقاربه، وهذا الظن جعلهم يتخذون من مشاركتهم في 30 يونيو حصن أمان يستترون خلفه وحصانة تنجيهم من سوء ما يفعلون، ولعل الأمر اقتصر علي تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني من جانب عكاشة أو التجاوز في حق رسول الله صلي الله عليه وسلم علي لسان الزند، بل تعداه إلي الاعتداء علي القانون واستشراء المحسوبية، فقام رئيس جامعة الأزهر السابق بتزوير حكم قضائي كي يستمر في منصبه عاما معتمدا علي رصيده في دعم 30 يونيو، ولم يكتف بذلك بل قام بتعيين زوجته ( عميدة سابقة بنفس الجامعة) كمستشارة له وحين انتقده الإعلام كان رده: ألم تقف في وجه مظاهرات الإخوان؟. لقد اتخذ العديد من هؤلاء الحواريين الإخوان شماعة لتبرير أخطائهم وفشلهم في أداء أعمالهم، فاشتعال سعر الدولار سببه الإخوان، وانهيار الاقتصاد هم وراءه، وهم من قتلوا الطالب الإيطالي، وتسببوا في غرق الاسكندرية بداية هذا الشتاء، واعتمد كل هؤلاء علي قاعدة: اهمل في عملك وافعل ما يخدم مصالحك، وستكون مشاركتك في 30 يونيو شفيعة لك، والأسوأ من ذلك أن البعض كان يتم اختيارهم في المناصب الوزارية علي أساس مؤهل واحد هو الولاء والبراء لثورة 30 يونيو دون معايير الكفاءة والقدرة علي الإنجاز وحل المشاكل المهولة التي تثقل كاهل مصر، وقد يكون ذلك مسوغا مفهوما عند اختيار الإعلاميين ليتولوا مناصب قيادية، لكن بالنسبة للوزراء الفنيين، فان مصر تحتاج في تلك اللحظة إلي أصحاب الخبرة والعلم والرأي الرشيد والحكم الموضوعي المتزن علي الأمور، حتي يتجاوز البلد المحنة التي يعيشها، فماذا يفعل الولاء والمشاركة في 30 يونيو عند التعامل مع نقص الدولار وتدهور سعر الجنيه وانهيار السياحة وغلاء الأسعار وسد النهضة. الولاء يجب أن يكون لهذا البلد وبنائه وتعميره، فمصر هي صاحبة الفضل علي كل من فيها من أعلاهم شأنا إلي أدناهم. دعونا من الأخسرين أعمالا « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا «. مصر ليست لحلف دون آخر، لا فضل لـ 30 يونيو علي 25 يناير، أو العكس إلا بالإخلاص والتضحية والعمل الجاد البعيد عن السباب والتهريج والتشرذم الذي يشق المجتمع إلي «ينايرجيه»و « يونيوية». كفانا انقساما بين التواريخ الذي جعلنا نتشاحن ونتخاصم ويهدر بعضنا دم بعض، يجب ان نتجاوز ذلك فالبلد في لحظة فارقة وفي أشد الحاجة لجهد كل من فيها، تحتاج لمصالحة بين المخلصين من الطرفين. أرجو ألا يخرج عليّ من يقول: انت بتقول «مصالحة» يبقي انت اللي قتلت بابايا».