من الموقع الذي تمثله المملكة السعودية التي اختارها الله أن تكون مقراً لانطلاق الدعوة الإسلامية من خلال الوحي الذي نزل علي سيدنا محمد «عليه الصلاة والسلام».. قرر أحمد القطان السفير السعودي بالقاهرة استئناف نشاط الصالون الثقافي الذي كان صاحب مبادرة إنشائه هشام الناظر السفير السابق.. بندوة عن حوار الاديان والحضارات.
اتصالا بهذه العلاقة اختار السفير القطان ان يكون المتحدث في أول لقاءات صالونه.. العالم الإسلامي صاحب الفكر المتجدد المستنير الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق. كان موضوع الندوة ما هو مثار علي الساحة الدولية من اتصالات وحوارات واجتماعات للتقريب بين الأديان تحت عنوان «حوار الأديان والحضارات».
قال الدكتور زقزوق إن أهم ما يحتاجه الدين الإسلامي ليس تجديد الخطاب الديني فحسب وإنما الذي يحتاجه هو تغيير الفكر الديني وفقا لما قضي به القرآن الكريم. أشار إلي أن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان والأديان وكل مكونات الخليقة علي أساس التنوع وهو الأمر الذي يجب ان تكون قاعدة لأن يسود التفاهم والوئام بين كل المنتمين للجنس البشري وأديانه السماوية.
استشهد لتأكيد هذا الرأي بما جاء في الآية الكريمة بالقرآن الكريم التي تقول: « إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا». ما جاء في هذه الآية هو الدعوة إلي التعارف والعيش السلمي. حرص الوزير الاسبق علي توضيح الدور الذي قام به المسلمون لنقل الثقافات والحضارات. تمثل ذلك في دورهم بشأن نقل مضمون الحضارة اليونانية إلي كل الدول الأوروبية باعتراف علمائهم. أشاد بعلماء الإسلام المجددين المستنيرين الذين كانت لهم بصماتهم في تجديد الفكر الإسلامي . اشار إلي أن ما نواجهه حاليا يحتاج بشدة إلي أمثال هؤلاء العلماء.
وحول ما تم اثارته في اللقاء من تساؤل عما تواجهه عملية التجديد للمسيرة الاسلامية من عقبات نتيجة الخلافات بين السنة والشيعة. قال زقزوق انه كانت هناك جهود تُبذل من جانب العلماء المجددين للتقريب بين المذهبين ولكنها توقفت في ظل حالة الجمود التي انتابت الفكر الإسلامي الذي أصبح سببا لكل المشاكل التي نعيشها حاليا.
كان السفير أحمد القطان قد افتتح فعاليات الصالون بالتأكيد علي أن اختلاف الدين والثقافات لا ينبغي ان يؤدي إلي النزاعات والصراعات. قال ان المآسي التي شهدها التاريخ البشري لم تكن بسبب الاديان ولكنها كانت بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع الاديان السماوية والعقائد السياسية . تحدث عن ان المملكة السعودية في عهد خادم الحرمين الملك سلمان تؤمن بتعزيز حوارات الحضارات والثقافات وبضرورة تعميق المعرفة.
قال القطان ان المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان وراء الدعوة للحوار بين الأديان من أجل تقديم الصورة الصحيحة للإسلام مغايرة لما يطرحه المغرضون والمفسدون .اشار إلي ان المملكة مازالت في تبنيها لهذه المبادرة التي تقوم علي الدعوة للعدالة والتسامح وأن يسود الحب والتنوير كل أنحاء العالم. اضاف الي ان الجهود السعودية امتدت إلي الأمم المتحدة متمثلة في دعوتها للاجتماع الذي عقدته لمناقشة وبحث المبادئ التي تحقق هذه الأهداف.
استعرض السفير ما بذلته السعودية من أجل تعظيم الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات وتتويج ذلك بإنشاء مركز الملك عبدالله لهذا الغرض في فيينا.
اتصالا بالأهمية التي توليها المملكة لهذه القضية كانت الدعوة لهذه الندوة التي تناقش قضية هامة.. واعقب كلمة السفير وحديث زقزوق.. حوار مهم بين الحاضرين من رموز الثقافة والصحافة حول أهداف وسبل اثراء هذا الحوار علي المستوي الإقليمي والدولي.