فضولي دفعني أن أنبه الأم فناديت علي الجرسون وسألته كيف سمح بتواجد هذا الطفل في هذا الجو.. علق قائلا أنا لن أكون أشد حناناً من أمه

حتي المحافظون أصابتهم حالة من التبلد، لم تعد صحة الإنسان تهمهم أو يهمهم أن نعيش في بيئة نظيفة من التلوث، صحيح أن الشيشة هي مصدر رزق للمقاهي أو للمطاعم وأنا لا أطالب بمنعها علي اعتبار أنها المزاج العالي للصبيان والبنات بعد العواجيز.. لكن هل يمنع من أن تكون مقصورة علي الأماكن المفتوحة بحيث تكون هناك أماكن لغير المدخنين حتي ولو كانت داخل الأماكن المغلقة.. كل شيء ممكن لكن ماذا نقول للسادة المحافظين وعندنا وزير بيئة مسكين لا يهش ولا ينش لأنه لا يملك العضلات التي يتمتع بها محافظ مثل اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة، ولا أعرف لماذا انكمش بعد أن تولي حقيبة المحافظة.. لماذا لا يضع يده في يد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة الذي يشد في شعره لأنه لم يجد مسئولا يسانده في تنقية الجو من التلوث، فمعروف للجميع أن وزير البيئة رجل عالم يستخدم جميع الوسائل العلمية في عمله علي اعتبار أن الإدارة المحلية في كل محافظة تتولي تنفيذ خططه ومع ذلك لم يسمعه أحد..
- وزير البيئة سوف يسعد عندما يري اللواء كمال الدالي وهو يصدر سلسلة من القرارات بإغلاق المحال العامة التي تسمح بتدخين الشيشة في الأماكن المغلقة، المصيبة هو يعلم أن جميع المطاعم والمقاهي التي في الدقي والمهندسين تتباهي في تقديم الشيشة للزبائن علنا في الداخل والخارج يعني أماكن مغلقة وأماكن مفتوحة ولا يهم إن كانت تضم أطفالا صغارا مع أهاليهم أم لا..
- وهنا اسمحوا لي أن أروي لكم مشهدا مؤلما رأيته بعيني.. حيث كنت مدعوا علي العشاء من جانب أحد الأصدقاء في مطعم بالمهندسين، وتصادف أن نجلس بجوار شلة من البنات بعضهن متزوجات هكذا فهمت من الحوارات عن الأزواج.. المصيبة أن واحدة منهن كانت تصطحب طفلها الرضيع ولا يهم دخان الشيشة الذي كان يغطي وجه هذا البرئ.. فقد كانوا ستة وكانت أربع شيش تخدم علي الستة والدخان بغزارة وكأن الذين يدخنون رجالة وليسوا بنات من شدة النفس يعني محترفات في سحب الدخان.. فضولي دفعني أن أنبه الأم فناديت علي الجرسون وسألته كيف سمح بتواجد هذا الطفل في هذا الجو.. علق قائلا أنا لن أكون أشد حناناً من أمه.. حاولت أتكلم مع الأم منعني أصدقائي وقالوا أنت بتتكلم عن واحدة، تعالي شوف اللي بيحصل في المقاهي علنا لدرجة أن فيه أطفالا بيقلدوا الام والأب في الشيشة.. حزنت وأمضيت بقية السهرة مهموما..
- هذه الرواية أهديها لمحافظ الجيزة اللواء كمال الدالي الذي توقعنا بعد اختياره محافظا للجيزة أن تكون له بصمة علي صدر المحافظة بتفعيل قانون التدخين ومنع التدخين في الأماكن المغلقة.. فالمحافظ عليه مسئولية كبيرة يوم أن يقوم بتفعيل القوانين سينصلح الحال علي الأقل يجبر الجميع علي احترام القانون فالذي أعرفه أن معارض السيارات غير مرخص لها إلا لو كانت المساحة تتسع لسيارات للعرض أما أن يكون مكتبا وعرض السيارات في الشارع فلا تمنح هذه الشركة ترخيصا لكن للأسف معظم معارض السيارات حصلت علي تراخيص بالفهلوة ومن الأبواب الخلفية وهي لا تملك مساحات لعرض سيارتها.. حتي الجراجات تحولت إلي بوتيكات ومحلات.. معني أن الحكومة تأتي في محافظة مثل الجيزة برجل عسكري فهي تأمل أن يحدث انضباط في الشارع المصري، ليس مطلوبا أن تخرج الحملات المرورية لكلبشة السيارات لكن تقنين الشارع المصري هو الأهم فنحن علي أبواب الصيف والمطاعم والمقاهي سوف تستغل الأرصفة إذن الانضباط مطلوب من الآن وعلي المحافظ أن يختار لجانا حتي يمنع الرشاوي وفرض إتاوات علي المخالفين بغرض حمايتهم..
- علي أي حال الأمل في محافظ الجيزة والقائم بأعمال محافظ القاهرة لايزال حياً.. فنحن في انتظار أن تكون لكل منهما بصمة في الشارع المصري بتخصيص أماكن لغير المدخنين في الأماكن العامة سواء التي داخل قلب القاهرة أو التي علي النيل ثم المهندسين والدقي.. نريد أن يتألق اسم الدالي كما كان متألقا وهو مسئول عن الأمن العام.. هل يسمعني سيادته.. أنا شخصيا من المعجبين بشخصية اللواء كمال الدالي أيام ما كان مسئولا عن الأمن الجنائي في الجيزة واستحق تصعيده، ولو كنت في مكان وزير الداخلية ما سمحت لنفسي أن أوافق علي خروجه إلي المعاش وهو في أحلي سنين عطائه، ربما تكريمه كمحافظ كان من الأسباب التي ردت لهذا الرجل اعتباره عن سنين العطاء.. لذلك الشارع الجيزاوي في انتظار ابن الجيزة أن تكون له بصمة وقد يبدأها في تفعيل التراخيص.. يا ريت يبدأ بالقهاوي والمطاعم.. ويحقق حلم وزير البيئة في بيئة نظيفة..