يشعر أهالي سيناء خاصة مدن رفح والشيخ زويد والعريش أن أمد القتال قد طال ضد العناصر الإرهابية وأنهم قد أصابهم الأذي في حياتهم وأرزاقهم وهم يعرفون أن الجيش والشرطة يقومان بعملية دقيقة ومعقدة لاستئصال سرطان الإرهاب من سيناء دون أن يصاب برئ من عملية دحر الإرهاب والقضاء عليه.
بعض هؤلاء الأهالي وبعض المهتمين بهذا الأمر يقترح إنشاء أسوار حول مدن رفح وزويد والعريش وبها بوابات ويتم حراستها وفحص الداخلين والخارجين من هذه المدن.
وفكرة الأسوار هذه تعني ببساطة محاصرة الأهالي والحد من حركتهم في السعي للرزق وقضاء المصالح كما أنها تعني ببساطة أيضا أن الإرهاب قد انتصر وأحاط بالأهالي وعزل هذه المدن عن محيطها ومجال عملها عن باقي سيناء تمهيدا للقضاء علي من فيها.
والأسوار لا تمنع استخدام الهاون الذي يطلق داناته من خلف السور علي أي هدف داخل المدينة مما قد يثير الذعر والخوف في نفوس الجميع داخل سور المدينة كما يمكن لطلقات ر ب ج إختراق السور وعمل فتحات فيه والنفاذ منها لداخل المدينة.
والسور يحد من حركة قوات محاربة الإرهاب الموجودة داخل المدينة ويقطع اتصالها بالقوات خارج المدينة ويصبح دخولها وخروجها مراقبا تماما ومستهدفاً من الإرهابيين.
لا للأسوار لأن يوم النصر النهائي علي الإرهاب قادم قريباً جداً ولـتأثيرها السلبي علي الروح المعنوية للقوات والمواطنين لأن من داخل السور هو الأضعف ومن هو خارج السور حر الحركة يلحق كل الأذي بالمواطنين خارج السور وداخله ويتلقي الإمداد بالرجال والسلاح بكل حرية.
ولا لتهجير المواطنين الذين يتمسكون بأرضهم وبيوتهم وزراعاتهم لسنوات طويلة من حرب الإرهاب الأسود ولا لترك أي شبر من أرض سيناء يطمع فيها الطامعون من كل لون والتنمية الشاملة لسيناء قادمة ومعها ملايين المصريين لنصرة إخوانهم أبناء سيناء.
إننا نثق تماما في قيادات القوات المسلحة والشرطة وفي قدراتهم علي التعامل مع ملف الإرهاب في سيناء وفي مصر كلها بكفاءة تامة وحرص علي أمن المواطنين الشرفاء وعلي أرزاقهم وأولادهم وممتلكاتهم.
العريش ـ درس 1956
بدأ العدوان الثلاثي علي مصر يوم 29 أكتوبر 1956 حيث اعتدت فرنسا وبريطانيا علي بورسعيد واستغلت إسرائيل الفرصة واحتلت سيناء ومنها مدينة عريش.
كانت هذه أول مرة تحتل فيها القوات الإسرائيلية مدينة العريش بعد حرب 1948 لذلك نشطت المقاومة الوطنية للفدائيين في مدينة العريش ضد القوات الإسرائيلية في النصف الأول من شهر نوفمبر 1956.
فجأة أعلنت إسرائيل حظراً للتجول في أحد أيام نوفمبر 1956 إعتباراً من منتصف الليل واحتل الجنود الإسرائيليون أسطح جميع بيوت العريش وحاصروا البيوت من الأرض ومنعوا المواطنين تماماً من الخروج من منازلهم.
قام جنود إسرائيليون آخرون باللبس المدني بتفتيش البيوت بيتاً بيتاً وجمعوا كل الأسلحة والذخائر واعتقلوا المشتبه فيهم من المواطنين وقادوهم إلي سجن خاص بهم.
بعد هذه الواقعة لم تحدث حادثة واحدة ضد الجيش الإسرائيلي حتي تمام انسحابهم من سيناء أوائل عام 1957.
والآن يتحصن الإرهابيون في البيوت في قلب مدينة العريش والمواطنون لا حول لهم ولا قوة خوفاً من بطش الإرهاب وانتقامهم.. هذا ما رواه لي زميلي من أهل العريش حيث كان في الإعدادية في العريش عام 1956 وأهله الآن شبه محاصرين في بيوتهم في مدينة العريش.
وبالطبع يمكن للجيش المصري أن يفعل ذلك الآن ويفتش البيوت في العريش مرة واحدة أثناء المنع التام للتجوال ومصادرة كل الأسلحة والذخائر والقبض علي الإرهابيين وإلا سيستمر مشهد القتل اليومي للضباط والجنود بلا رحمة وسيستمر مشهد الجنازات العسكرية لرجال الجيش والشرطة.
مطلوب من الجيش أن يقسو جداً مرة واحدة ويجمع كل الإرهابيين ويفعل بهم ما يشاء أخذاً بحق الشهداء الكثر.