لماذا يخافون إلي هذه الدرجة من مالك عدلي (لا في إيده سيف.. ولا تحت منه فرس)؟ لماذا يلقي وحيدا في حبس انفرادي، غير مسموح له بالخروج منه ؟ كيف أصبح أحد أبرز المحامين الحقوقيين في مصر، مدير وحدة العدالة الجنائية بالمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، خطرا علي الأمن العام؟ من هو مالك عدلي الذي تم اعتقاله دون مقدمات، دون أسباب، دون عنف، دون تخريب، دون إرهاب.. فقط بسبب رأيه المعلن والصريح، أن الجزيرتين (تيران وصنافير) مصريتان.. بسبب اختلافه السياسي، تحول إلي معتقل سياسي خطر، يهدد أمن مصر واستقرارها.. وتحول المحامي الشاب، المفوه بالقانون والتاريخ (بحسب وصف وكيل النيابة الذي تولي التحقيق معه فور اعتقاله، علي مدي 4 ساعات متواصلة) إلي خطر علي الدولة.. معتقل في سجن المزرعة، ممنوع عنه الزيارة، داخل زنزانة لا يدخلها الضوء، محروم من الخروج من الزنزانة بشكل نهائي، إلي جانب إيذاء بدني مخالف للوائح كمتهم رهن التحقيق، وبحسب صرخته في المحكمة أمام القاضي والحضور (لقد تم إجباري علي ابتلاع دواء غير معروف، وحقني بمخدر أفقدني الوعي)!!
مالك عدلي ليس مجرد أحد أبرز المحامين الحقوقيين، وليس مجرد (محامي الضحايا) المدافع دائما عن حقوق المعتقلين والمظلومين البسطاء من الناس، لكنه التجسيد الأمثل لممارسات أمنية ظالمة، ولتضييق حاد علي الحريات، انتهي بسجن 51 شابا، في مظاهرات 25 أبريل المعروفة (بجمعة الأرض) بالحبس 5 سنوات... 5 سنوات من أعمارهم الصغيرة، وأغلبهم لايزالون طلبة يدرسون.. 5 سنوات لمجرد أن خرق الصغار قانون التظاهر، فعوقبوا بخرق مستقبلهم!!