يعجبني في الدكتور مهندس محمد شاكر وزير الكهرباء إصراره علي النجاح، وامتلاكه أدوات مهنته ووزارته، ومن يتابع الوزير ونشاطاته مع منظومة العمل بالوزارة يدرك انه اجتاز الصعاب وربما يكون الفضل لتفهم الرئيس السيسي لأهمية مايقوم به ليصبح مع وزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي الأقرب إلي بؤرة اهتمام الرئيس، فلا يمر أسبوع دون اللقاء بهما.
ومع ذلك تبقي مشكلة تحصيل مستحقات الدولة من فواتير الكهرباء والمياه والغاز، وللأسف الضرر من ذلك يصيب المواطن والذي يدفع صاغرا فواتير غير صادقة وغير صحيحة، مثلا المحصل يتقاعس عن اداء مهمته وتتراكم الفواتير ويتم تحميل غرامات عليها وتتغير شريحة المحاسبة ويفاجأ المواطن بمبلغ ضخم لا يقدر علي سداده، وتحدث خناقات بين المحصلين والمواطنين قد تتسبب في ارتكاب جرائم قتل او تدفع المواطن إلي الانتحار لضيق اليد.
ومن عجب ان المشكلة الآن نقص المحصلين، بينما في عصر العلم والتكنولوجيا يتم سداد الفواتير من خلال الانترنت او البنوك او ماكينات التحصيل الفوري، وقد عجبت لتصريح الدكتور شاكر في مجلس النواب والذي قال فيه : «إن الوزارة أخذت قرارًا بأن يكون كافة عدادات الكهرباء بنظام الدفع المسبق والذي يقضي علي أغلب المشكلات التي تواجه المواطنين والمتعلقة بقراءة العدادات وقيمة الفاتورة وعدم ذهاب الكشافين» وقال «قد يحدث أن هناك بعض قراء العدادات بيقعدوا علي القهوة ولا يقوموا بدورهم، وذلك لأن عددهم أقل من عدد المشتركين».ربما نسي الوزير ان بعض إدارات الكهرباء تحولت إلي مقاهي ايضا، وأصبحت « قهوة المحصلين «، لكن اعتراف الوزير يعجبني ويؤكد وجود نية للإصلاح، نفس الوضع ينطبق علي الماء والغاز، وكافة ادارات الإيرادات، كلها تحتاج إلي تطوير وإعادة تنظيم عمل من خلال الوزارات او الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، المواطن الذي يسعي إلي سداد مستحقات الدولة يجب ان تعامله الدولة معاملة حسنة.
دعاء : رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَي الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (آل عمران 250)