بالصدفة بالصدفة وجدت رمضان يقترب. ورغم أن معتقل الإمساكية يتردد الحديث عنه منذ عامين فهذه رسالة منه عن طريق أخيه مصطفي العطار حملها لي الفيس بوك مثل غيرها «
«.... انا شاب عمري ٣٤ عاما محام بالإسكندرية، ابن وأخ لأخ وأخت وزوج وأب لطفلين أكبرهما ٧ سنوات والاصغر عمره ٩ أشهر وقد ولد وأنا في محبسي لا أعرفه ولا يعرفني، اسمي كريم محمود نصر العطار ويطلق علي أصدقائي «كريم العطار» تم القبض علي يوم ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ من المنزل والتهمه محاولة قلب نظام الحكم وتعطيل الدستور والدليل تحريات جاء فيها أنني وغيري كنا نتدرب علي السلاح ونخطط للإستيلاء علي البلد في يوم ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤ ماسمي بجمعة رفع المصاحف، وبعد ذلك تم القبض عليّ. بعدها ب ٤ أو ٥ ايام وكان هذا عجيبا فكيف تركوني أتمرن وأتدرب ثم جاءوا للقبض عليّ ! والأعجب أنه وفقاً لمحضر التحريات أنا لست محاميا وإنما أنا عامل سنترال ! الدليل المادي الذي قدم ضدي ودون أن تضحك أو تسخر هو « إمساكية رمضان لعام ٢٠١٢ « علي ظهرها صورة الرئيس السابق محمد مرسي ! تخيل ياسيدي متهم بقلب نظام الحكم والحرز لديه أمساكية رمضان لعامين سابقين. لم يجد الضابط الذي فتش بيتي أمامه إلا كتابين للدستور ، آخر دستورين ٢٠١٢ و٢٠١٣ فأخذهما ومن يومها إلي الآن عام وخمسة أشهر، سبعة عشر شهراً ٥٤٧ يوماً ٣٢٨٢٠ ساعة في سجن برج العرب.
. مات من أهلي من مات ولم أكن في شرف وداعه وأكرمني الله بابن لم أكن في استقباله، والأدهي من ذلك والأمر أني خلال تلك الفترة لم أر القاضي، ما يقرُب من عام ونصف يؤجل لك وكل هذه التأجيلات أعلمها وأنا في سيارة. كأن القاضي يعاقبنا لأننا نتأخر عليه وكأننا جايين من بيوتنا مش جايين بعربية ترحيلات المسئول عنها هي الداخلية عام ونصف في سجن لا ينادي عليك إلا يا إرهابي، عام ونصف تسرق أغراضك باسم القانون في سجن برج العرب تتغير اللائحة للسجون في اليوم مرتين أو ثلاثا فتكون مدة الزيارة بها ١٠ دقائق أحياناً وتتغير اللائحة بتغير الضابط ومزاجه بأقصي مدة ٣٠ دقيقة من وقت أول فرد دخل القاعة والتي يدخلها في الزيارة الواحدة أحياناً 80 فردا أو أكثر. ومن المشاهد التي تستفزك عندما تذهب لإستلام كيس أغراضك بعد الزيارة «شوال الزيارة» لتجد أحد المخبرين يضع يده في أغراضك وهو يشهر مطواه يبحث عن أي شئ يأكله وبعد استلامك كيس الزيارة تلاقيه ناقص أكل أو لبس جديد او علاج وهكذا ! والصدمة الكبري عندما رأيت المخبرين كيف يعاملون الشيالين الذين يساعدونك في حمل الزيارة ويذهبون بها إلي باب العنبر الذي أنت فيه ناهيك عن مكينة الحلاقة التي يحلق بها عنبر مكون من ١٨ زنزانة كل زنزانة بها ٢٧ فردا دون تعقيم كارثة، والفئران التي أصبح حجمها غريبا والحشرات التي رأيت لها اشكالاً وألوانا لم أرها في حياتي.
ماذنبي في ما يجري وللعلم أنا من أكثر الناس حرصاً وحباً لهذا الوطن، عشت عمري لا أنام إلا علي مسلسل رأفت الهجان وجمعة الشوان بدون مبالغة كل يوم أحلم بمصر قوية رائدة متطورة. سامحني إن كان كلامي غير مرتب فأنا معتقل في سجون الظلام ومنعزل تماماً عن كل الحياة بقالي سنة ونص».
بعد أيام يهل رمضان الكريم الذي كنت أتمني أن يذكرنا بما هو أجمل. كريم رأي القاضي أخيرا وغدا يوم النظر في حكمه وأتمني أن يكون لهذه الرسالة صدي ويري كريم العطار وغيره من المظلومين النور ، متي ينتهي قانون الحبس المفتوح ويتم تغيير قانون التظاهر لينتهي الحزن في البلاد؟