مصر مستهدفة.. هذه حقيقة لا يمكن انكارها.. ليس من هدف من وراء هذا الاستهداف سوي حصارها ومنعها من القيام بدورها الريادي الحضاري في منطقة تثير الأطماع. يدخل ضمن هذه التوجهات الاستعمارية العنصرية التدخل في الشئون الداخلية والسعي للسيطرة والهيمنة. هذا الاهتمام يتمثل في العمل علي تقييد حرية التحرك المصري لما له من تأثير ثقافي مستمد من البعد التاريخي والتراثي. من الطبيعي أن تدعو هذه الحقيقة الراسخة إلي تواصل المسلسل التآمري الذي محوره ممارسة لعبة القط والفأر.
هذه اللعبة تأخذ اتجاهات وأشكالا متعددة ولكن الهدف واحد وهو إشاعة أجواء القلق وعدم الاستقرار باعتبارها الوسيلة الفعالة لتعطيل مسيرة النهوض. تفعيل هذا المخطط يعد ركيزة لاستمرار نفوذها وتسلطها بما يخدم مصالحها. انها وحتي تصل الي ماتريد تعمل وفق نظرية التباديل والتوافيق في تعاملها مع عناصر هذا المخطط تحقيقا لهدفها.
في هذا الشأن وبعد أن واجهنا وفضحنا استخدام أنشطة جمعيات المجتمع المدني المشبوهة والمأجورة.. وتجنيد بعض الشباب للقيام بمهام «الفوضي الخلاقة». هذه الجهات التي تقف وراءها أجهزة مخابراتية وجدت في اختراق مجلس النواب الجديد - أحد افرازات ثورة ٣٠ يونيو- فرصة جديدة لممارسة نشاطها.
تمثل ذلك في تحركها لاستقطاب بعض هؤلاء النواب للانضمام إلي برامج ما يسمي التدريب والتأهيل لممارسة مهمتهم.. لا يمكن أن يكون خافيا ما وراء هذا التحرك من أخطار علي الصالح الوطني. ما يحدث كان دافعا للدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب للتحذير من هذا الخطر والتهديد بتحويل هؤلاء النواب إلي لجنة القيم. أشار في إطار تناوله لهذه القضية إلي أن المجلس سيقوم بتنظيم واعداد دورات لتدريبهم علي القيام بمهامهم الدستورية. قال ان هذه الخطوة سوف تضمن حمايتهم من ان يكونوا ضمن مخطط التآمر علي ما هو منوط بالمجلس من مهام تشريعية وطنية.
ان ما أشار إليه رئيس مجلس النواب أمر خطير لابد من حسم وحزم في التصدي له قبل ان يستفحل ويصل إلي ما لا نتمناه. أي مواجهة لوأد هذه المؤامرة تتطلب في نفس الوقت ان تصاحبها عملية توعية وشحذ للمشاعر الوطنية لدي النواب لزيادة حصانتهم ضد محاولات اختراق مؤسسات صنع القرار علي مستوي الدولة.
حول هذا الامر سبق لي ان كتبت بعد الانتخابات النيابية مطالبا امانة المجلس والاحزاب بضرورة اعداد دورات تثقيفية وتأهيلية للاعضاء. اعتقد لو كان قد تم الاخذ بهذا المقترح لاصبح الامر صعبا امام ما يجري تدبيره والتخطيط له.