بادرة خير نرجو أن يستمر ويتواصل.
قضت محكمة مستأنف الجيزة بإلغاء أحكام الحبس لمدة ٥ سنوات الصادرة بحق ٤٧ شابا بتهمة التظاهر في ٢٥ ابريل الماضي.
واكتفت المحكمة بالغرامة المحكوم بها وقدرها ١٠٠ ألف جنيه لكل شاب من المتهمين.
الغرامة كبيرة بلاشك، وعدم سدادها يعني أن يظل الشاب في الحبس لشهور!! ولعل جهود المحامين أن تنجح في تخفيض مبلغ الغرامة أو الغائها حتي يمكن إخلاء سبيل هذه الدفعة من المتهمين في مظاهرات ٢٥ ابريل. ولعل باقي الشباب المحكوم عليهم في نفس الأحداث «وعددهم يفوق المائة» يلحقون سريعا بهذه الدفعة من المفرج عنهم بحكم القضاء.
ولاتعليق بالطبع علي أحكام القضاء ولكن المسئولية الوطنية تقتضي منا جميعاً ألا نترك فرصة مثل هذه، للتأكيد علي أن حائط الصد الأساسي لمواجهة أعداء الوطن هو وحدة كل القوي الوطنية التي خرجت في يونيو لتحمي الدولة وتستعيد الثورة وتقضي علي حكم الإخوان الفاشي والعميل.
والمسئولية الوطنية تقتضي منا جميعاً أن نبذل كل الجهد لنبني جسور التفاهم مع شباب كان في المقدمة مع ثورة الشعب في ٣٠ يونيو، وقبلها في يناير. ومكانه الطبيعي الآن أن يكون في المقدمة في معارك البناء والتنمية، وفي حربنا القاسية ضد الإرهاب والتآمر الذي يريد منع مصر من بناء الدولة الحديثة ومن تحقيق أهداف الثورة في العدل والحرية والكرامة.
الشباب الذين أفرجت عنهم المحكمة في قضية التظاهر في ٢٥ ابريل، هم نموذج من شباب ينتمي للثورة ويتحرك بوازع وطني وبحماس أجيال لاتجد من يحاورها حواراً جاداً حول مستقبل الوطن الذي هو مستقبلها.
ولاتري من يضع أمامها بكل أمانة المشاكل والتحديات التي يواجهها الوطن لتشارك -عن قناعة- في تحمل مسئولية مواجهتها.
هذه الأجيال تري الانجازات التي تتم سواء في البناء والتنمية، أو في مواجهة إرهاب الإخوان والدواعش، أو في استعادة دور مصر..لكنها تصطدم حين تري الوجوه القبيحة التي تمثل أسوأ ما ثار الشعب عليه في يناير، تعود لتحاول- بأموال الفساد ونفوذه- استعادة الماضي الكئيب.. علي حساب مصر ومستقبل شعبها.
المسئولية الوطنية تحتم علي الجميع أن يبذل كل الجهد مع هذه القضية بفهم سياسي وليس بعقلية الموظفين، وبإدراك حقيقي أن شباباً كان في المقدمة في ثورتين عظيمتين، لن يقبل أن يري عواجيز حزب الفساد يعودون، ولن يقبل أن يأتيهم «الفتي بدران» من أمريكا شايل سيفه ليكرر مطالباته الهزلية بأن نعترف به زعيما لحزب الأكثرية ورئيسا لوزراء مصر، دون أن يقول له أحد أن مصر أكبر من هذا الهزل بكثير!!