في القرآن الكريم آية تقشعر منها الأبدان، يضع فيها ربنا سبحانه وتعالي من يغلق مسجدا علي رأس قائمة الظالمين، يقول سبحانه «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَي فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (114) سورة البقرة.
وقد كتبت مقالين من قبل عن إغلاق المساجد وأهمية متابعتها حتي لا تستغل في أعمال التطرف والإرهاب، وأكدت علي ضرورة أن تكون هناك قبضة قوية من الأوقاف والأزهر علي المساجد، لا أن يتم إغلاقها، وبحيث لا تمنع الصلاة فيها علي أوقاتها، وتكون في نفس الوقت مرشدا ومنيرا للمصلين خاصة الشباب، من خلال الدعاة المستنيرين، الفاهمين لأسس دينهم والمعايشين لتطورات الحياة وما فيها من جديد، يجب ألا ننسي أننا شعب متدين بفطرته، نحتاج إلي من يأخذ بيدنا لتحسين سلوكياتنا التي انهارت في السنوات الأخيرة، فالدين عماد الدولة، والحفاظ علي الثوابت الدينية دافع قوي لاستراتيجية بناء مصر الجديدة.
ومن عجب سعي البعض إلي إلغاء مادة ازدراء الأديان من القانون، وتبرير ذلك بحرية الاعتقاد حسب نص الدستور، وأتساءل هل حرية الاعتقاد تعني التهجم والتهكم علي ديانة أخري ؟!، أرجو أن ننتبه إلي أن ذلك يعني هدم الدولة بادعاء الحرية، كما أرجو ألا تفسر تصرفات البعض علي أنها حرب ضد الإسلام، لما ينجم عنها من تهييج لمشاعر الأغلبية الكاسحة من الشعب المصري، كل ما أرجوه الحفاظ علي استقرار مصر وأمنها القومي ووسطيتها، وليعلم من يمنح نفسه صفة مبدع أو مفكر أن الإبداع والفكر الحر لا يعني التهجم علي مشاعر الناس وطعنهم في معتقدهم، عسي أن يفهموا ويعوا !.
دعاء : اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلي النار مصيرنا. اللهم اختم بالصالحات أعمالنا وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.