أخطر ما في سوق الإعلانات، أن لا عقل ولا منطق.. لا رسالة ولا هدف.. مجرد مصالح وحسابات، فلوس وميزانيات وأطماع.. وكل شيء مباح، وكل عجيب جائز، وكل غريب ممكن، مادام سوف يحقق مساحة أكبر من الكسب والمنفعة.. كل شيء صالح للاستخدام والدعاية، حتي لو كانت رسالة شكر إلي الله، أو رسالة دعاء وابتهال، من الممكن أن تتحول إلي إعلان مدفوع الثمن، يكتب في مساحة بارزة، بالبنط العريض علي صفحات الجرائد ويثير الانتباه والسؤال.. هذا ما حدث بالفعل.. رسالة شكر إلي الله، أرسلها صديق إلي صديقه الناجي بمعجزة إلهية، بعد أن تأخر سفره ليوم واحد من باريس إلي القاهرة علي الطائرة المنكوبة..!
الإعلان هو الأول من نوعه، من حيث هو رسالة شكر إلي الله مدفوعة الثمن علي صفحات الجرائد.. هل يحتاج الدعاء إلي الله إلي إعلان ؟ هل يحتاج الحمد والشكر إلي قيمة مالية مدفوعة ؟.. هل تحتاج العلاقة بالله إلي وسيط، والي رسالة علنية مكتوبة، وفعل استعراضي، أشبه ببرقيات التهنئة إلي المسئولين في المناسبات والأعياد الرسمية، تنطوي في الأغلب علي رسائل أخري وحسابات ومصالح، لا علاقة لها بالتهنئة الفعلية، أو بالدعاء، أو بالرسالة إلي الله !
الإعلان عجيب غريب في فعله الاستعراضي، مفتقد المعني والهدف.. ولعله أيضا يفتقد الكياسة ومراعاة مشاعر
الناس وأحزانهم لفقدان 66 ضحية في حادث الطائرة، حين ينشغل بالناجي الوحيد، دون حتي دعاء بالرحمة علي ضحايا الطائرة!