رغم مأساوية سقوط طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط وهي في طريقها من باريس إلي القاهرة.. ورغم الحزن والأسي الذي تملكنا وطال كل المحبين لمصر المحروسة.. إلا أن الحادث تحول إلي علامة مضيئة في مسيرة الانتماء الوطني للشعب المصري.
هذه المشاعر الفياضة تجلت في هذا التضامن المنقطع النظير مع عناصر الكارثة سواء كانت مصر للطيران المرفق الوطني للنقل الجوي بتاريخها العريق أو بضحايا الحادث الـ ٦٦ الذين كانوا علي متن هذه الطائرة المنكوبة. ان ما تم ابداؤه من جانب جموع الشعب وطوائفه تعبيرا عن الدعم والمساندة انما يؤكد الوقوف صفا واحدا في مواجهة التحرك لانتهاز أي فرصة لاستهداف الدولة المصرية والتشهير بها.
خير صورة علي هذا الموقف الشعبي المصري ما لقيته الدعوة التي أطلقها الإعلامي البارز أسامة كمال في برنامجه «القاهرة ٣٦٠» بقناة القاهرة والناس لتنظيم مسيرة تجسد صورة للانتماء الوطني. ان حرص بعض الوزراء وكبار المسئولين علي المشاركة في هذه المسيرة التي اتسمت بالاقبال وتصاعد الرغبة في انجاحها.. يعد شيئا يستحق التقدير.
من ناحية أخري فلاجدال ان مصر للطيران التي تواجه ظروفا في غاية الصعوبة منذ أحداث الفوضي والانفلات الأمني المصاحبة لسطو جماعة الارهاب الاخواني علي ثورة يناير ٢٠١١.. يستحق أن يساندها ويدعمها الشعب وكل الشرفاء في كل أنحاء العالم.
هذا الزخم الشعبي أدي إلي عزل أصحاب المواقف الشامتة الحاقدة التي عبرت عنها شراذم الخوارج الفاقدة للهوية الوطنية المصرية والمتحالفة مع الأعداء والكارهين لمصر وشعبها. لم يكن متوقعا علي ضوء القيم المصرية الأصيلة التي يظهر معدنها النفيس في الملمات والشدائد من هذه الفئة الضالة الضئيلة العدد والقيمة أن تكون علي غير ما فضحته سلوكياتها.. ما تم ترديده من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلي جانب التحريض والمشاركة فيما تنشره وسائل الإعلام المعادية من أكاذيب يؤكد خيانتها وتآمرها المفضوحين.
ليست هذه الروح التضامنية التي أبداها ويبديها الشعب المصري تجاه مصر للطيران وضحايا طائرة باريس سوي تأكيد لأصالة هذا الشعب وإصراره علي السير في طريق التحدي وصولا إلي ما يستهدفه من رفعة ونهضة. كم أتمني أن تتحول هذه الطاقة من الانتماء والولاء إلي مزيد من الحماس الجارف الذي يتم ترجمته إلي تبني كل ما يؤدي إلي تحقيق هذا الهدف. من المؤكد ان الجنوح الإيجابي إلي العمل والإنتاج وأداء الواجبات هو الطريق السليم لترسيخ القوة والاستجابة للآمال والتطلعات في حياة آمنة وكريمة.
ان مصر التي باركها الله دونا عن كل بلاد الدنيا في كتابه المبين ستبقي بإذن الله محروسة رغم أنف المتآمرين والحاقدين والمعادين.