قبل أن نغلق دفتر لقاء النكسة الزملكاوي في سوسه هناك أسباب كثيرة كانت وراء سقوط الزمالك بالخمسة في ذهاب منافسات الدور قبل النهائي للكونفيدرالية .

يأتى فى مقدمة هذه الأسباب حالة الهرج والمرج التي خلفتها عملية الانفتاح الإعلامي لنجوم الفريق مع نحو 40 إعلاميا رافقوا البعثة إلى تونس فى مباراة مهمة ومحطة فارقة كانت تحتاج لمزيد من التركيز والعزلة .. وأسباب أخرى تتمثل في اﻵتى :

أولا : غياب العدالة الفنية التي وضعت الحارس المتوهج جنش على دكه البدلاء ومنحت الأفضلية للحارس أحمد الشناوي الغائب عن اﻷجواء التنافسية قرابة الشهرين وكان يستوجب على البرتغالي فيريرا المدير الفني ومن خلفه مدرب الحراس أيمن طاهر الانتصار للعدالة مثلما حدث فى لقاء القمة بنهائي كأس مصر والتي ظهر فيها جنش أكثر حماسا وجدية وتألقا من الشناوي الذي يتحتم عليه سرعة استعادة التركيز والجدية والدخول فى منافسة شريفة مع جنش والكل يعلم إمكانات الشناوي لكنها ليست حاضرة على الأرض الواقع ..لم يكن من المعقول أن يلعب الشناوي على حساب جنش فى ظل تألق الأخير ومساهمته بقوة فى بلوغ فريقة منصة التتويج والاحتفاظ بالكأس للمرة الثالثة على التوالي .

تخلى فيريرا وطاهر عن العدالة فى المعايير فكان السقوط زريعا ومؤلما وقاسيا ودفع الفريق بالكامل ضريبة أخطاء واضحة فى مركز حراسة المرمى الذي يمثل نصف قوة أي فريق ..دفع الزمالك ضريبة العدالة المفقودة بسبب أخطاء الشناوي فى أكثر من ثلاثة أهداف وأخرى مشتركة مع المدافعين .

ثانيا : الضجة الكبرى التي تسببت فى خروج بعض النجوم عن تركيزهم وعلى رأسهم المهاجم الخطير باسم مرسى في إعقاب رغبة جمهور الوايت نايتس السفر إلى تونس ومرورهم بعقبات في مطار القاهرة وأخرى فى مطار قرطاج .. وأخذت حدوتة الوايت نايتس أكثر من حجمها وخلفت أجواء سلبية أثرت في أداء اللاعبين .. وإذا كانت رابطة الوايت نايتس تعشق الزمالك إلى هذا الحد فيجب عليهم أيضا ان يضعوا مصلحة فريقهم فوق كل اعتبار والشواهد السابقة لحالة التوتر فى علاقتهم برئيس الزمالك المستشار مرتضى منصور ليست فى صالحهم بعدما مد لهم رئيس النادي ونجلاه أمير و احمد مرتضى اياديهم في أكثر من مناسبة لبدء صفحة جديدة يكون شعارها تشجيع الزمالك ومساندته بشكل مثالي وحضاري وتزيين انتصاراته بالهتافات الحماسية التى تعزز مفهوم ان الانتماء أخلاق وحضارة وروح خالية من العنف والدمار و يعد موقف رئيس الزمالك عندما رحب في أوقات سابقة ببدء صفحة جديدة مع الوايت نايتس بالتنازل عن دعاويه القضائية ضدهم هو اكبر دليل على صدق نواياه لكن الوايت نايتس لم يستثمر الفرصة فعادت الأجواء المتوترة التي ألقت بظلالها على الفريق وظهرت بشكل واضح فى أجواء لقاء سوسه .

ثالثا : الحرب الباردة والهادئة التى اتبعها مسئولو النجم الساحلي والعقبات التي وضعوها للفريق وكانت ابرزها يوم الجمعة الماضي قبل يومين من المباراة عندما أعطوا للزمالك ملعبا متهالكا وملئ بالحفر والمطبات للتدريب عليه وهو ما اكتشفه إسماعيل يوسف وطالب بتغييره وكان يتحتم على هانى زاده عضو المجلس الذي سبق البعثة بيومين ان يرتب لتلاشى مثل هذه العقبات ولكن زاده اكتفى بالفسحة والنزهة والمداخلات التليفزيونية ولم يلتزم بالمهمة المفترض أنه غادر من أجلها .

رابعا : حكم المباراة الذى بدا متحاملا على الزمالك وحرمه من ضربة جزاء صحيحة لنجمه حازم أمام كانت ستقلب موازين المباراة خاصة وان احتسابها كان من الممكن بنسبة كبيرة جدا ان يصحح أوضاع الزمالك بالتعادل ﻷنه كان متخلفا بهدف لهدفين الى جانب ان اللاعب رقم 5 الذي عرقل حازم كان حاصلا على الإنذار الأول واحتساب ضربة الجزاء كان سيتسبب فى طرده وكان سيكمل النجم مباراته بعشرة لاعبين مما كان سيؤثر فى مجريات المباراة أداء ونتيجة .