عرض الفنان محمود مختار تمثاله نهضة مصر في معرض باريس ، وكان من بين من شاهدوا التمثال هناك الطبيب حافظ عفيفي الذي خاطب جريدة الأخبار مثنيًا على ما قدمه مختار لبلاده .

وقال عفيفي إن ما قدمه مختار لبلاده أقام دليلا على أن الفنون الجميلة التي تعد ميزان الرقي المعنوي لم تمت فى مصر ، واقترح على الأخبار أن تدعو إلى الاكتتاب لإنشاء تمثال نهضة مصر ليوضع فى أحد ميادين العاصمة .

أُعجب أمين الرافعي بالفكرة واحتضنها وكرس قلمه لخدمتها والدعوة إليها فى جريدته " الأخبار " ، وأصبحت الفكرة حديث الناس فى كل المجتمعات ، وسمع المصريون للمرة الأولى عن المثال محمود مختار الذي أبهر الفرنسيين مدة ثماني سنوات .

وبدأت التبرعات تنهال على أخبار اليوم وبعث واصف بطرس غالي بك تأييدا للاقتراح واكتتب بمبلغ عشرين جنيها ، وتبرع كل من الأمير عمر طوسون ويوسف كمال بمبلغ 500 جنيه ، واكتتب صاحب الفكرة الطبيب حافظ عفيفي بعشرة جنيهات ، بينما اكتفى النحاس باشا بجنيهان .

وزار سعد زغلول والوفد المرافق له فى باريس المعرض الذي أقامته الحكومة الفرنسية ، وبعث بخطاب إلى مختار مهنئا ولما نشرت الأخبار خطاب سعد انهالت التبرعات على أخبار اليوم وكان من بين المتبرعين ويصا بك واصف وطلعت حرب وأحمد شوقي وإسماعيل باشا صدقي وغيرهم .

ولما وصل الاكتتاب إلى أكثر من 4 آلاف جنيه تشكلت لجنة برئاسة حسين رشدي باشا رئيس الوزراء كانت مهمتها تنظيم جمع التبرعات وتقدير تكلفة التمثال والنظر فى تنفيذ المشروع .

ولما زارت أم المصريين صفية زغلول المعرض طالبت مختار بطبع صورة التمثال على تذاكر بريد لتباع بمصر وتضاف حصيلة البيع إلى الاكتتاب ، ونفذ مختار الفكرة فورا وأرسل التذاكر إلى أخبار اليوم التي حددت سعر التذكرة بخمسة قروش ونفدت الكمية عن آخرها .

ونجح الاكتتاب نجاحا يفوق الوصف وصب التمثال فى باريس وأزاح الملك فؤاد بيديه الستار عنه فى ميدان المحطة عام 1928 .

نشر فى أخبار اليوم 28-6-1952