مرسي والإخوان المسلمين من السجون لقصر الرئاسة 2012- ص 06:05:12 السبت 29 - ديسمبر أحمد الشريف من الظواهر الفريدة للثورات العربية أنها بدأت تفرز مسؤولين على مستوى الرؤساء والوزراء والمسئولين كانوا قبل سنوات في غياهب السجون أو المنافي. وكان كثير منهم لا يحلم أن يعيش مستقراً في بلده دون ملاحقات أمنية فضلاً عن أن يتولى منصباً بل أن يصبح رئيساً، ولم تعد ظاهرة نيلسون مانديلا وحدها هي الظاهرة الأبرز في العصر الحديث؛ حيث خرج الرجل إلى الرئاسة في جنوب أفريقيا بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً في غياهب السجون، وأصبح مثلاً لكنه سبقه كثيرون، على مدار التاريخ، وسوف تتميز الثورات العربية بهذا الإفراز الفريد. والملفت للنظر هو خروج الرئيس محمد مرسي من السجن إلى كرسي الرئاسة، حيث كان تعرض مرسي للاعتقال أثناء مشاركته في المظاهرات التي رفضت تحويل المستشارين هشام البسطويسى وأحمد مكي للتحقيق، فقبض عليه برفقة عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وقضى 7 أشهر في السجن حتى أفرج عنه في 10 ديسمبر 2006. وفى صباح يوم 28 يناير 2011 تعرض مرسي للاعتقال بعد قيام قوات الشرطة بإلقاء القبض عليه مع 34 من أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتم ترحيله لسجن وادي النطرون لمنعه من المشاركة في المظاهرات القائمة بميدان التحرير في هذا الوقت، وخرج مرسي من المعتقل 30 يناير بعد فتح السجون وهروب قوات الأمن منها. وبعد ذلك قرر حزب الحرية والعدالة خوض رئيسه لانتخابات رئاسة الجمهورية، ودفع بـ د.مرسي في السباق الرئاسي بعد استبعاد المهندس خيرت الشاطر ليصبح مرسي المرشح الرسمي الذي خاض الانتخابات الرئاسية في الجولتين الأولى والثانية محرزاً المركز الأول ليصبح مرسي أول رئيس مدني في تاريخ مصر. ونسبت تقارير صحفية مصرية إلى مصدر مقرب من عائلة الرئيس المخلوع حسني مبارك أن الأخير دخل في مرحلة هذيان منذ أكثر من ثلاثة أيام ويطالب بأشياء تعود إلى حقبة توليه منصب الرئاسة. ونقل هذا المصدر عن أطباء المركز الطبي العسكري بالمعادي -حيث يقيم مبارك- أن الأخير طلب منهم عدة مرات -أثناء هذا الهذيان- أن يطردوا "الإخوان" من القصر الجمهوري فورًا، وأن يودعوهم السجون حتى يعود إلى القاهرة. وقد عانت جماعة الإخوان المسلمين أيضا، كما هو حال سائر التيارات الإسلامية، أشد المعاناة في حقبة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكانوا دائمًا ما يتعرضون لحملات اعتقال غير مبررة، فضلا عن الحظر الرسمي الذي كان مفروضا على أنشطة الجماعة. وبعد ذلك تقلد العديد منهم مناصب قيادية في الدولة، وأصبحوا رجال خروج من السجون للجلوس في المناصب السياسية ، بل وتعدوا ذلك للجلوس في قصر الرئاسة، وتبقى هذه ظاهرة لم تحدث منذ مئات السنين.