الملك فاروق آخر ملوك مصر ، حكم البلاد 16 عاما حتى أجبر على التنازل عن العرش بعد أن انطلقت شرارة ثورة يوليو 1952 .

ولد فاروق فى 11 فبراير سنة 1920 ، واهتم الملك فؤاد بتربيته لدرجة مبالغ فيها من الحرص حيث جعله محاصر بدائرة ضيقة من المتعاملين معه تضم أمه وأخواته الأميرات و المربية الإنجليزية ( مس اينا تايلور ) .

أصبح فاروق وليًا للعهد وهو صغير السن، وأطلق عليه الملك فؤاد لقب «أمير الصعيد» في 12 ديسمبر 1933.

عندما بلغ فاروق سن الرابعة عشر تقرر سفره إلى بريطانيا و تم إلحاقه بكلية وولوتش العسكرية ولكن نظراً لكون فاروق لم يكن قد بلغ الثامنة عشر وهو أحد شروط الالتحاق بتلك الكلية فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليمه خارج الكلية على يد مدرسين من نفس الكلية ، و في تلك الفترة واثناء وجود الأمير فاروق في بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد وقد أصبح على فراش الموت وقد بدأت القوى السياسية تستشعر حالة الملك المريض وبدأت تستعد لما بعد ذلك وبالطبع كانت بريطانيا من اكثر القوى السياسية قلقاً على الوضع فاقترحت تشكيل مجلس وصاية مكون من ثلاثة أعضاء هم : الأمير محمد علي توفيق وهو ابن عم الامير فاروق وقد كان ذو ميول إنجليزية وكان يرى دائما أنه أحق بعرش مصر والثاني هو محمد توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء الأسبق وهو من رجال القصر والثالث هو الإمام الاكبر الشيخ المراغى وعندما علم الأمير فاروق بشدة مرض والده الملك فؤاد ورغبته في أن يرى ابنه فطلب العودة إلى مصر لرؤية والده و وافقت بريطانيا بعد تردد على عودة فاروق إلى مصر في زيارة ليعود بعدها لاستكمال دراسته إلا أنه وقبل أن يسافر فاروق إلى مصر لرؤية والده كان والده الملك فؤاد الاول قد لقى ربه وذلك في 28 أبريل سنة 1936.

ولما وصل إلى سن 18 سنة تم تتويجه رسميا كملك رسمى للبلاد وتولى العرش منفردا دون مجلس وصاية ، واستقبل الشعب المصري كله الملك الشاب استقبالا رائعا نابعا من قلوب المصريين الذين احبوا الملك الشاب وكانت القلوب كلها تعطف عليه لحداثة سنه ولوفاة ابيه وهو بعيد عنه وفى بلاد غريبة واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد أبيه الذى كان ينظر اليه على أنه ملك مستبد وموال للإنجليز ، بالاضافة إلى كون فاروق هو أول ملك مصري يتولى الحكم منذ عهد الفراعنة .

تزوج الملك فاروق بالملكة فريدة في 20 يناير سنة 1938 وذلك بعد قصة حب جمعت بينهما وخاصة بعد رحلة أوروبا في سنة 1937 حيث كانت تلك الرحلة سببا في تعميق العلاقة بين الملك الشاب وبين ملكة المستقبل وقد كان ثمرة ذلك الزواج هو ثلاثة بنات هن الاميرات فريال وفوزية وفادية ، وفى 17 نوفمبر سنة 1948 وقع الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة إثر خلافات كبيرة بينهما .

ثم وقع الاختيار على ناريمان صادق في 6 مايو سنة 1951، لتكون ملكة المستقبل ، وانجبت له الولد الذى كان يتمناه ، وذلك في 16 يناير سنة 1952 .

استمر حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر وفى يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة ( وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم ) وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه ، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار و الذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته و إعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها .

وتوفي فاروق في ليلة 18 مارس 1965، وكانت وصيته أن يدفن في مصر وتحديدا في مسجد الرفاعى ، و رفض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الإستجابة لطلب الأسرة بتنفيذ وصية الملك الراحل .. فتم الإعداد لدفنه في روما.

وبعد إلحاح شديد استجاب جمال عبد الناصر لوساطة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ووافق على أن يتم دفنه في مصر لكنه اشترط ألا يدفن في مدافن مسجد الرفاعي. في منتصف ليلة 31 مارس 1965 وصل جثمان الملك فاروق إلى مصر ودفن في تكتم شديد في حوش الباشا حيث مقبرة جده إبراهيم محمد علي باشا في منطقة الإمام الشافعي.

في السبعينيات وافق الرئيس محمد أنور السادات على طلب الأسرة وسمح بنقل رفات الملك فاروق إلى مسجد الرفاعي ، تم نقل الرفات ليلًا تحت الحراسة الأمنية المشددة إلى المقبرة الملكية بالمسجد في القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل.