اعتبر مصطفى أمين أن الكتابة للسينما ليست صناعة ، وإنما هي فن ، ويكفي الشاعر أن ينظم قصيدة واحدة ، ويكفي الرسام أن يرسم لوحة واحدة .

وسئل مصطفى أمين عن عدم كتابته للسينما بعد رواية " فاطمة " ، قال إنه لم يؤلف فاطمة وإنما ارتجلها في جلسة مع أم كلثوم عندما طلبت منه أن يكتب لها قصة للسينما وأعطته ورقة وقلم ، وبدأ عملاق الصحافة يكتب وكلما انتهى من ورقة التقطتها أم كلثوم وقرأتها وبعد ثلاث ساعات كان قد انتهى منها .

ومرة أخى طلبت كوكب الشرق أن يكتب لها مصطفى أمين موضوعات الأغاني لفيلم " فاطمة " الأمر الذي أفزعه قائلا " لم يبق إلا أن تطلبي مني أن أغني ! إني أعتقد أن الغناء أسهل كثيرا من كتابتة موضوعات للأغاني .

وألحت أم كلثوم على مصطفى أمين فراح يفكر في ماضيه الغرامي وتذكر حسناء أمريكا التي أثارت إعجابه فسألها إن كانت غير مشغولة غدا وبعد غد وبعد بعد غد فقالت نعم فقال لها إذن أريد مقابلتك غدا وبعد غد وبعد بعد غد ، وكتب هذا الحوار لأم كلثوم واقترح موضوع أغنية " أقابله بكره وبعد بكره وبعد بعده .. " ، وأعجبت أم كلثوم بموضوع الأغنية وطلبت المزيد ، ففكر في باقي أغاني فيلم فاطمة مثل " لغة الزهور ، وصباح الخير ، وأصون كرامتي ، ونصرة قوية " وغيرها ، وبعدها قرر مصطفى أمين عدم الكتابة للسينما مرة أخرى .

ثم فاجأت أم كلثوم مصطفى أمين بطلب آخر ، حيث طالبته بكتابة بعض المشاهد الغرامية بينها وبين أنور وجدي ، ليكتشف أن مهمة الحوار أخطر من كتابة القصة ، وما أن انتهى حتى استدعاه المخرج لحضور التصوير ، ليجد مهمة أشد وأقسى من التأليف أو اختيار الأغاني أو كتابة الحوار ، حيث ظل مدة شهر يتردد على الاستوديو ، وأخيرا انتهت القصة ونجحت .

وعلى الرغم من إعلانه وقتها أنه انتهى كمؤلف سينمائي ، إلا أنه كتب العديد من القصص التي تحولت إلى أفلام سينمائية ، ومسلسلات إذاعية .

آخر ساعة 9-12-1953