تنطلق اليوم عجلة بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم للدوران مرة أخري في موسمها الجديد للمسابقة 2015/2016.

وتعود المسابقة لمسارها الصحيح بالتزامن مع عودة الهدوء للشارع المصري.وبعد توقف لموسمين عادت الحياة لملاعبنا رويداً رويداً خلال النسخة قبل الماضية من دور بمجموعتين فاز به الأهلي باللقب ، ثم أعقبه دوري آخر ضم لأول مرة في تاريخ البطولة 20 فريقاً بسبب إيقاف قرار الهبوط ليتوج به الزمالك بعد غياب دام ما يقرب من 11 عاما ليستقر الدرع في ميت عقبة.

أما هذا الموسم فيأمل الجميع أن يشهد استقرارً أكبراً وعودة مكتملة لكافة جوانب البطولة المكونة من 18 فريقا فقط بعد هبوط 5 فرق وصعود ثلاثة فقط يمثلون أندية القاهرة ومنطقة القناة والصعيد والوجه البحري .

وهناك بعض المخاطر التي تطارد هذه المسابقة من ثلاثة جوانب قد تكون على صلة ببعضها البعض ، الأولي تتمثل بمطالبة الجماهير المتعطشة خلال الفترة الماضية سواء مع النصف الثاني لدوري الموسم الماضي أو الأيام القليلة الماضية التي سبقت انطلاق النسخة الجديدة للبطولة بالعودة لمدرجات الاستادات ومؤازرة فريقها من أرض الملعب بدلاً من الجلوس خلف الشاشات التليفزيونية ، وهو ما شهد تفاعلاً كبيراً ليس فقط من جانب روابط المشجعين للأندية المختلفة والتي تطلق علي أنفسها "ألتراس" ولكن من جانب المشجع العادي ، إلا المشهد القاسي الذي حل خلال مباراة الزمالك وإنبي في افتتاح النصف الثاني بالموسم المنقضي وراح ضحيته نحو 22 قتيلاً آخر من مشجعي القلعة البيضاء أثر بشكل كبير على قرار كاد أن يعلن عنه بعودة الجماهير بشكل تدريجي وبأعداد محددة تبعاً لموافقة الجهات الأمنية ولم لا بشكل كامل مع بداية هذا الموسم الذي من المتوقع في جانبه الثاني أن يحتدم فيه صراع المنافسة علي لقب الدوري بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك .

ويسعي الأهلي لاستعادة معنوياته وحصد الألقاب من جديد بعد موسم للنسيان أضاع فيه لقبي الدوري وكأس مصر وبطولة الكونفدرالية الإفريقية واكتفي فقط بمسابقة السوبر المصري الذي أقيم منذ أيام لأول مرة خارج الحدود وعلي أرض عربية وهي ملعب هزاع بن زايد بمدينة العين الإماراتية وسط عودة حميدة لجماهير الزمن الجميل غير المتعصبة والتي تضم كافة الطوائف من شباب ونساء وأطفال وشيوخ في منظر أعاد للأذهان الشكل المثالي للتشجيع دون حدوث أي شغب أو اعتداء على ملاعب.

بينما يأمل الفارس الأبيض في الحفاظ علي صحوته ومدرسة الفن والهندسة التي فتحت أبوابها من جديد وسط آمال وطموحات أكبر لجماهير لم تغفل ولو لمرة عن مساندة فريقه في أحلك الظروف وأصعبها ، ولعل ما شهدته مباراة السوبر والتي حسم الأهلي لصالحه بنتيجة 3 / 2 تنبئ بموسم جديد علي صفيح ساخن ، علاوةً على عودة منتظرة للإسماعيلي الذي دعم فريقه بلاعبين أصحاب مهارات وخبرات وفي مقدمتهم محمود عبد الرازق " شيكابالا " وباقي الفرق الجماهيرية أو المنتمية لمؤسسات بعينها وأبرزها الإنتاج الحربي العائد لدوري الأضواء والشهرة بعد موسم قضاه بين المظاليم ، إلا أنه جاء هذه المرة مغيراً جلده بلاعبين علي أعلي مستوي وعلي رأس جهازه الفني شوقي غريب مدرب المنتخب الوطني الأول السابق وأمله كبير في المنافسة علي دخول المربع الذهبي.

كما يعتبر الجانب الثالث والأخير جزأ لا يتجزأ عن باقي الركنين الآخرين ، فبدون حكام لا يمكن أن توجد مباراة من الأساس، ففي ظل منافسة قد تكون مشتعلة قبل أوانها سيكون حكم أي لقاء سواء كان طرفه الأهلي أو الزمالك أو أي مباراة أخري ذات حساسية معينة تحت ضغط كبير متأثراً بالعوامل الماضية من سخط جماهير في حالة ارتكابه أخطاءً قد تتسب في ضياع نقاط من فريق يسعي للمنافسة علي اللقب أو فريق آخر يحاول أن ينجا بنفسه من دوامة الهبوط لدوري القسم الثاني ، بخلاف مشاكل البث الفضائي المتكررة كل موسم ، ورغم كل هذه الأمور إلا أن الجميع يتفق علي أن هذا الموسم قد يكون أفضل مواسم هذا الدوري منذ بدأ شرارته الأولي عام 1948.