تسبب فيروس «زيكا» الذي ظهر مؤخرًا، في حالة من الذعر في الأوساط الأوروبية والأمريكية، خاصة بعد ازدياد حالات الإصابة به على مستوى العالم.
وينتقل فيروس «زيكا» عن طريق البعوض، ويتعرض الأشخاص المصابين بالفيروس لحمى خفيفة وطفح جلدي والتهاب في الملتحمة، وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين يومين و7 أيام.
وارتبط فيروس «زيكا» بالتسبب في تشوهات للأجنة حال إصابة النساء الحوامل به، نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على حجم الجماجم ويحد من نمو الدماغ مما يضع حياة الأطفال في حاجة دائمة إلى الرعاية المستمرة.
قرار بتجنب الحمل
وناقشت الصحف الأمريكية والبريطانية أزمة الفيروس الجديد من وجهة نظر مختلفة، حيث إن الدول المنتشر بها الفيروس أصدرت قرارا بتجنب الحمل لمدة تتراوح من 6 أشهر إلى عامين، في حين وجود قوانين صارمة بمنع الإجهاض وعدم توافر وسائل منع الحمل.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن نشطاء دعوا حكومات أمريكا اللاتينية لإعادة النظر في سياسات وسائل منع الحمل والإجهاض بسبب انتشار فيروس زيكا، بسبب الخوف من ارتفاع معدلات وفيات المرأة من حالات الإجهاض غير الأمن فضلا عن الزيادة المتوقعة في الأطفال المصابون بتلف الدماغ.
الإجهاض الآمن
نائب مدير لتنظيم الاتحاد الدولي للأبوة، جيزيل كارينو، قال "إننا ندعو الحكومات إلى تسهيل الحصول على وسائل منع الحمل، وخاصة لمحدودي الدخل، كما يجب نشر خدمات الإجهاض الآمن، حيث يجب القيام بحملة توعية للنساء في المناطق المصابة ليعرفن عن مخاطر «زيكا» وإدراك الخيارات المتاحة في حالة الحمل" .
ويخطط معهد الأبحاث البيولوجية الأخلاقي النسائي في البرازيل، طبقا للصحيفة البريطانية، لرفع قضية إلى المحكمة العليا لضمان الحصول على وسائل منع الحمل، واختبار التشخيص المبكر للحمل، والحق في الإجهاض الآمن والقانوني عند اكتشاف تشوهات الجنين.
ويعتبر الإجهاض غير قانوني في البرازيل باستثناء حالات الاغتصاب، ولدى أمريكا اللاتينية قوانين الإجهاض الأكثر تقييدا في العالم، حيث يتم الإجهاض بأسلوب غير شرعي وغير أمن.
تجنب الحمل
وطرحت مجلة "تايم" الأمريكية، سؤال لماذا لا تستطيع النساء في أمريكا اللاتينية تجنب الحمل طبقا لنصحية مسؤولون حكوميون في البرازيل وكولومبيا والإكوادور والسلفادور خوفا من أن انتشار فيروس «زيكا» المسبب لتشوهات الدماغ للأجنة.
وأضافت المجلة الأمريكية، أن الإجهاض غير قانوني في معظم أنحاء أمريكا اللاتينية، بجانب الحاجة لكميات كبيرة من وسائل منع الحمل يعتبر سببا في جعل قول النصيحة أسهل من تنفيذها.
ولفتت المجلة الأمريكية، إلى أنه في كل من أمريكا الوسطى والجنوبية، يوجد 3 دول فقط جعلت الإجهاض قانوني هم أوروجواي، وجيانا، وجويانا الفرنسية ولكن باقي الدول تسمح بالإجهاض فقط في حالات الاغتصاب أو زنا المحارم أو إذا كانت حياة الأم في خطر، حسب البلد، ولكن المكسيك وكولومبيا وبنما يسمح للأمهات بإنهاء الحمل بسبب ضعف الجنين.
وذكرت "تايم"، أن في السلفادور، يمنع الإجهاض في جميع الحالات، حتى في حالة الاغتصاب أو في حالة الحمل الذي يُعرض حياة الأم للخطر.
زيكا يفرض التغيير
وناقش موقع قناة "دابليو تي كي أر" التابع لشبكة "سي بي أس" الأمريكية، مشكلة دولة السلفادور التي لديها 5397 حالة مصابة بفيروس زيكا، وأعلنت عن توقف الحمل لمدة عامين.
وذكر الموقع، أن السلفادور تجرم الإجهاض بغض النظر عن الظروف، ويمكن للمرأة أن تواجه عقوبة السجن بسبب الإجهاض، واعتبارا من عام 2008، استخدمت حوالي 73 في المائة من النساء في السلفادور أشكال متعددة لتحديد النسل، بما في ذلك تعقيم الإناث.
وتتطلب باقي الوسائل روشتة طبية، كما تباع في مواقع محددة، والسلفادور تقدم إعانات محدودة للغاية لاستخدام الواقي الذكري، مما يجعل منع الحمل أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة للأسر الفقيرة.
وتوقع الموقع الأمريكي أنه في حال انتشار المرض في نطاق واسع تتوقع منظمة الصحة العالمية، فأن البلدان مع قوانين مكافحة الإجهاض الصارمة مثل السلفادور يجب أن تغير من سياستها.