حالة من الهلع اجتاحت العالم مع انتشار فيروس "زيكا"، فرغم انه فيروس غير قاتل، ورغم ان اعراضه تظهر علي مصاب واحد فقط من بين كل 5 مصابين، إلا ان التشوهات التي يسببها للأجنة والمواليد، ومعدل انتشاره السريع علي اتساع 30 دولة في شهور قليلة، كان سبباً لأن تعلن منظمة الصحة العالمية حالة الطواريء.

ورغم تمركز الفيروس بشكل رئيسي في الامريكتين و منطقة الكاريبي، الا أن ظهور حالات اصابة في الدنمارك وايرلندا، دفع منظمة الصحة للتحذير من امكانية انتشاره في اوروبا خاصة في فصلي الربيع والصيف. المخيف ان هذا الفيروس الذي لم يظهر له مصل حتي اليوم، لايهدد فقط صحة الانسان، ولكن بات يهدد صناعة السياحة ايضاً بعدما أصدرت بعض الدول تحذيرات من السفر للدول الموبوءة.

فدولة كالبرازيل تعاني من كساد وبطالة وتعتمد علي السياحة بشكل كبير، تتوقع الغاء سفر ملايين السياح والذين كان من المفترض ان يحضروا كرنفال "ريو" والاوليمبياد هذا العام. كذلك اعلنت منظمة السياحة في بلاد الكاريبي عن الغاء عدد كبير من الرحلات اليها بسبب زيكا. الي أي مدي انتشر هذا الفيروس وسبل مكافحته وما يثار حوله من شكوك يناقشها هذا الملف.

فيروس زيكا الذي اثار الرعب في العالم مؤخرا ينقله البعوض وتشير اصابع الاتهام الي بعوضة تدعي «الزاعجة المصرية»، وهي من نفس عائلة الحمي الصفراء والنيل الغربي. وبعكس البعوض الناقل للمالاريا التي تتغذي ليلا فإن هذه البعوضة تقتات غالباً في النهار.

وقد اكتشف هذا الفيروس لاول مرة في اوغندا عام 1947 في القرود ثم تم اصابة البشر به في 1952 في اوغندا وتنزانيا.. أعراض هذا الفيروس هي الحمي والطفح الجلدي والصداع واحمرار العين والالم العضلي وآلام المفاصل والصداع.،ولكن الخطورة الحقيقية تكمن في ان 80% ممن يصابون بهذا الفيروس لا تظهر عليهم اعراض المرض، فالأعراض تظهر في شخص فقط من بين خمس أشخاص، وليست واضحة بشكل قاطع الفترة الزمنية منذ الاصابة بالفيروس وحتي ظهور الاعراض ولكنها قد تصل لعدة ايام.

ورغم اختفاء المرض لسنوات الا انه عاود الظهور عام 2014، حيث انتشَرَ شَرقاً عبر المُحيط الهادئ ثُم إلي بولينزيا الفرنسية، وظهر مرة أخري في 2015، منتشراً في المكسيك وأمريكا الوُسطي ومنطقة البَحر الكاريبي، وَأَمريكا الجنوبية، لِذلك تَم تحديده كَمرض وبائي.

ومع بداية 2016 انتشر الفيروس بجميع أنحاء الأمريكتين، ليصل إلي البرازيل ثم يزحف إلي 24 دولة أخري. ففي فنزويلا وحدها اعلن الأطباء ان اعداد المصابين بفيروس زيكا قد يصل إلي 400 الف مصاب.

أما في البرازيل فقد اعلنت وزارة الصحة البرازيلية بالفعل عن 4074 حالة اصابة مؤكدة، فيما اعلن مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن عدد الاصابات في البرازيل يتأرجح ما بين 500 ألف و 1.5 مليون شخص. اما في الولايات المتحدة فلم يتم تسجيل سوي ما يقرب من 30 حالة اصابة.. في الوقت نفسه حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ما بين 3 إلي 4 ملايين شخص مرشحون للاصابة بالفيروس في الأمريكتين فقط خلال العام الجاري. ومع تسجيل أول حالة انتقال للفيروس عبر ممارسة الجنس بمقاطعة "دالاس" الأمريكية، وفقاً لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، فإن عدد الإصابات مرشّح للزيادة.

ومؤخرا وصل زيكا الي أوروبا حيث اعلنت اسبانيا عن اكتشاف ٧ إصابات مؤكدة بالفيروس من بينها سيدة حامل وهي الحالة الأولي التي تظهر في أوروبا. كما أعلنت السلطات في نيكاراجوا ان ٣ سيدات في أشهر حملهن الأولي أصيبن بالفبروس وتم رصد ٢٩ حالة إصابة حتي الآن وفي اندراوس تم رصد ٦ حالات إصابة جديدة ليصل عدد الإصابات الي ٣٢٠٠ حالة.

وشهدت السلفادور أكثر من ٧ حالات إصابة وحثت النساء علي تجنب الحمل حتي ٢٠١٨ وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من انه هناك احتمال ان ينتشر البعوض الذي ينقل الفيروس إلي جميع دول الأمريكتين، فيما ظهرت حالات أخري خارج نطاق هذه المنطقة مع تسجيل حالتين في ايرلندا، وحالة في الدنمارك.