قال وزير الصحة الأسبق ورئيس الجمعية المصرية للأنف والأذن والحنجرة، د. أحمد سامح فريد، إن أول مؤشر لضعف السمع عند المواليد هو عدم توقف حركته عند صدور أي صوت.

وأوضح د. فريد خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد السبت ٦ فبراير، بالتعاون مع شركة "ميدل"، على هامش المؤتمر الأول لزراعة القوقعة في مصر ودوّل الخليج العربي، أن هناك برامج للمسح السمعي يتم تطبيقها على كل المواليد في المستشفيات المصرية، مضيفا: "ذلك لا يقلل من دور الأم في متابعة المولود وملاحظة ردود أفعاله".

وأوضح أن الطفل يبدأ في تحريك عينيه تجاه الصوت في عمر ٣ أشهر، ثم يتحرك برأسه تجاه الصوت في عمر ٥ أشهر، كما أن تأخر الكلام من أهم مؤشرات ضعف السمع، ثم يأتي بعد ذلك التأخر في الدراسة.

وأكد أهمية دور الإعلام في رفع الوعي لدى أولياء الأمور والمواطن المصري بصفة عامة بأهمية الكشف المبكر لحالات ضعف السمع، بالإضافة إلى توعية المواطنيين بأهمية التبرع لمساعدة الدولة ومنظمات المجتمع المدني في تبني علاج أكبر عدد من المرضى من خلال زراعة القوقعة في سن مبكرة، مطالبًا بتوحيد جهة لتلقي التبرعات المخصصة لتمويل جراحات زراعة القوقعة.

من جانبه، قال رئيس المؤتمر الأول لزراعة القوقعة وأستاذ الأنف والأذن بكلية طب القاهرة د. محمد الشاذلي، إن نجاح عمليات زراعة القوقعة لا يتوقف فقط على نجاح الجراحة، بل يعتمد في المقام الأول على تأهيل الأطفال وأسرهم بأهمية مرحلة تنمية المهارات التي تتم بعد الزراعة، إضافة إلى اختيار المريض المناسب من حيث الذكاء واستعداده لاستخدام السماعة الخارجية المصاحبة للسماعة الداخلية، إلى جانب مرحلة التحضير التي تسبق الجراحة والتي تتضمن الأشعة والتحاليل.

وتابع: "مصر بها حاليا ما يقرب من ٧٠ جراحا يقومون بعمليات زراعة القوقعة، وعمل مؤتمر اليوم على تنمية مهاراتهم من خلال نقل كل جديد في العالم"، مشيرًا إلى أن هُنَاك من ١ إلى ٦ من كل ١٠٠٠ مولود في العالم يعانون من ضعف السمع، بينما ترتفع هذه النسبة في مصر إلى ١٦ من كل ألف بسبب زواج الأقارب وبسبب عدم مُتابعة الحمل وتناول أدوية غير آمنة أثناء الحمل.

وأوضح الشاذلي، أن من ينجحون في زرع قوقعة من ضعاف السمع لا يتعدون ١٦٠٠ طفل من أصل ١٠ ألاف يحتاجون لهذه الجراحة، مطالبا المجتمع المصري بالتبرع ودعم هذه الجراحات التي يؤدي نجاحها إلى التقليل من الإعاقات التي تمثل عبئا إضافيا على الدولة.

من جهته، أكد أستاذ الأنف والحنجرة بكلية طب القاهرة ورئيس وحدة زراعة القوقعة بقصر العيني، د. أسامة عَبْد النصير، أن كلمة السر في نجاح جراحات زراعة القوقعة هي رفع مستوى الوعي المجتمعي وزيادة المعلومات المتاحة لدى الأسرة لمعرفة الظواهر التي يمكن أن تكشف الإعاقة مبكرا، بالإضافة وصول الخدمات الطبية بمستويات مرضية لجميع محافظات وقرى وضواحي الجمهورية، مضيفًا أن مساهمات المجتمع المدني في مجال زراعة القوقعة تصل إلى ما يقرب من ٥٠٪ من تكاليف العمليات.

كما أعربت الرئيس التنفيذي لشركة ميدل، عن سعادتها لتطور مستوى الأطباء المصريين في هذا التخصص وكذلك زيادة أعداد المستشفيات والمراكز التي تجري جراحات زراعة القوقعة، وأيضا زيادة أعداد مراكز التأهيل، مؤكدة إصرار الشركة على دعم هذا التخصص في مصر لما لها من أهمية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

في السياق ذاته، قال المدير الإقليمي لشركة ميدل، تامر الشحات، إن ميدل كانت من أول الشركات التي قررت المساهمة في رفع مستوى الوعي لدى المواطن المصري بضعف السمع وكيفية الوقاية منه وخاصة في محافظات الصعيد، كما أنها تشارك في مبادرة لرفع وعي 9000 مواطن بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، علاوة على إنشاء مركز لتأهيل زارعي القوقعة يقوم بتدريبهم بالمجان لمدة من 3 إلى 6 أشهر.