قال مدير معهد الطب التجديدي في كلية ويكفورست الطبية، د.أنطوني عطا الله، إن التطورات المتسارعة للتقنيات في الحقل الطبي تحمل مستقبلا واعدا في مجال الطب التجديدي، مع إدخال تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، واستعمالها في تشكيل وهندسة وزراعة بعض أعضاء جسم الإنسان، مثل البشرة والأوعية الدموية وغيرها.

وسلط عطا الله ــ في محاضرة ألقاها بعنوان «ماذا بعد طباعة الأعضاء البشرية ــ على هامش فعاليات اليوم الثالث للقمة العالمية للحكومات التي تعُقد في دبي ــ الضوء على تاريخ زراعة الأعضاء البشرية التي بدأت مع أول عملية زراعة كلية في العالم في 1954، مشيرا إلى أن الجسم البشري يتجدد بطبيعته، حيث تتغير البشرة كل أسبوعين وتُستبدل خلايا الدماغ كل 20 عاما.
وأضاف أن الطب التجديدي يرتكز على أخذ عينة من أنسجة الجسم ومعالجتها وتوفير البيئة الملائمة لها لتنمو، ومن ثم زرعها في المكان المصاب، مشيرا إلى أن هذه العملية تأخذ بشكل عام حوالي ستة أسابيع لتكتمل.
وأوضح، أن هناك أربع مستويات لمدى صعوبة تشكيل وزراعة الأعضاء البشرية، فعلى سبيل المثال تعتبر بشرة الإنسان الأقل تعقيدا في هذا الخصوص، تليها الأوعية الدموية، ثم أعضاء مثل المثانة والمعدة، بينما الأكثر تعقيدا هي أعضاء مثل القلب والكبد، مشيرا إلى أن التحدي الذي نواجهه الآن يكمن في كيفية توسعة إنتاج الأعضاء القابلة للزراعة وتوفيرها لمئات آلاف المرضى الذين هم بحاجة إليها.
واستعرض عطا الله، تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تم البدء باستخدامها منذ حوالي 12 عاما في مجال الطب التجديدي، وشرح عملية استخدام الطابعات ووضع الخلايا فيها تماما مثلما يتم وضع الحبر في الطابعات التقليدية، لتنتج بعد ذلك بنى الأعضاء البشرية.
وذكر أن ميزة استخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد يكمن في قابلية مساهمتها في زيادة تشكيل الأعضاء وإنتاجها على نطاق أكبر، فضلا عن الدقة الكبيرة التي تتمتع بها.
واختتم عطا الله محاضرته، بالتأكيد على أن الهدف من الطب التجديدي هو خدمة المرضى وتحسين حياتهم، مشيرا إلى أن تطبيق تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في المستشفيات يأخذ وقتا طويلا يشابه عملية تطوير الأدوية، لكن هذه التقنيات سوف تتوفر قريبا في جميع المستشفيات، وبعض المشافي تستفيد منها مسبقا في مجال تشكيل أنسجة البشرة.