أصبح رفع الوعي الصحي لدى فئات المجتمع بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ضرورة ملحة، بعد بلوغ نسبة الإصابة بهما نحو 2% من الشعب المصري بما يقدر بنحو مليون و800 مصاب - كل على حدة.

ويصيب مرض كرون أي جزء في الجهاز الهضمي من الفم وحتى الفتحة الشرجية، بينما يصيب التهاب القولون التقرحي القولون بشكل رئيسي، وهما من أهم العوامل وأخطرها التي تسبب التهابات الجهاز الهضمي.

ويعد مرض كرون أكثر شراسة من مرض التهاب القولون التقرحي، ويتشابه كلاهما في كثير من الأعراض وطرق العلاج، ويتم تأكيد التشخيص باستخدام منظار القولون لمعرفة ما إذا كان يعاني منه المريض هو كرون أم التهاب القولون التقرحي، وكلاهما يمكن أن يصيب كل الأعمار، ويكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة في العقد الثالث من العمر.

وتُمثل زيادة الوعي والتعرف على أعراض المرض، أول خطوة على طريق العلاج وتحسين جودة حياة المريض وإنتاجيته وممارسة دوره الطبيعي في المجتمع.

وفي هذا الإطار، شهد الجمعة 26 فبراير، تنظيم اليوم التثقيفي برعاية برنامج "عيش" وشركة أبفي، كما عُقدت ندوة علمية لأستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس د.عمرو فطين، وفتح باب المناقشة للرد على كل التساؤلات الخاصة بالمرضين.

ويعاني المصاب بأمراض التهابات القولون المناعية من ارتفاع أسعار العلاج، حيث يضطر المريض لاستخدام أدوية بيولوجية عن طريق الحقن باهظة الثمن بعد فشل الأدوية المثبطة للمرض أو في الحالات الشديدة، وهذه الأدوية لا يستطيع المريض تحمل نفقاتها.

وأكدت الدراسات، أن سبب مرض كرون والتقرحي غير معروف حتى الآن، حيث أن هناك عدة أسباب قد تتضافر معًا لظهور هذا المرض ومنها: "عوامل وراثية، عوامل بيئية وجراثيم معوية".

وتابعت: "قد يتأخر تشخيص مرض كرون والتقرحي أو يتم تشخيصهما بالخطأ وذلك لتشابه أعراضهما مع كثير من أمراض الجهاز الهضمي، حيث أن نسبة وعي المجتمع بأعراض ومسببات المرض ليست كبيرة بما يكفي للتوجه للطبيب المختص في مرحلة مبكرة من المرض، حيث تختلف أعراض داء كرون والتقرحي من شخص لآخر، الأمر الذي يستدعي رفع التوعية بهما للتعرف على سبل التغلب عليهما، وكيفية التعايش مع المرض وطرق علاجه".

ويشمل داء كرون والتقرحي، أعضاء من خارج الأمعاء مثل: "الجلد، المفاصل، العينين، حصى الكلي، حصى المرارة واضطرابات شتى في الكبد"، وعندها تزيد فرصة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة "سرطان القولون أو سرطان الأمعاء الدقيقة".

وتتراوح الأعراض التي تصاحب داء كرون والتقرحي ما بين المعتدلة والحادة جدًا، وقد تظهر هذه الأعراض بصورة تدريجية أو بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وتكون الأعراض في صورة ألم بالبطن مع حدوث إسهال ونزيف من الجهاز الهضمي وأحيانا ارتفاع في درجة الحرارة مع شعور بالتعب والإرهاق بجانب فقدان للشهية والوزن وتقرحات حول فتحة الشرج، وهناك أيضاً مضاعفات ثانوية مثل الالتهابات في العين ومشاكل في الجلد والتهاب الفم والتهابات المفاصل.

وأثبتت الدراسات أن المريض المصاب يكون أقل نشاطًا في عمله مقارنة بالأصحاء، فأثناء فترة نشاط المرض يتغيب المريض عن عمله أو دراسته إذا كان طالبًا بسبب الحرج الذي يشعر به المريض بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، حتى أنه في بعض الأحيان قد يتغيب عن مناسبات اجتماعية مما ينعكس بالسلب على نمط حياته واندماجه في المجتمع، بالإضافة إلى التأثير على الطاقة الإنتاجية والاقتصادية، حيث إن معظم المصابين في العقد الثالث من العمر والذي يعتبر الفئة العمرية الأكثر إنتاجًا في أي مجتمع.

كما أن إجراء بعض التغييرات في نظام حياة المريض من شأنه أن يخفف من حدة الأعراض، كالتغيير في النظام الغذائي، والمحافظة على الترطيب السليم والإقلاع عن التدخين؛ إذ قد يؤدي التدخين إلى زيادة في داء الكرون لذلك ينصح بعدم التدخين.

وينصح بتناول وجبات صغيرة متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة، ما يساعد في حال انخفاض الشهية، وضرورة إتباع نظام غذائي متوازن مع التحكم بكمية الطعام المتناولة، مع ممارسة الرياضة بانتظام.

وتُعتبر أدوية المناعة هي الأساس في علاج مرض كرون و التقرحي، وقد توصل العلم الحديث إلى أحدث طرق العلاج التي تؤخذ عن طريق حقن تحت الجلد بسهولة للتحكم في أعراض المرض، وجرى تصميمه لاستهداف جزء من الجهاز المناعي المسمى عامل نخر الورم "تي ان اف"، حيث أن زيادة عامل نخر الورم "تي ان اف" هي العامل الرئيسي في عملية الجهاز المناعي التي تؤدي إلى التهاب الأمعاء في حالة كرون والتهاب القولون التقرحي.

وأشارت شركة أبفي للأدوية – الراعية للحدث - إلى أنه سيتم تكرار فعاليات الأيام التثقيفية للتوعية بالمرض في مختلف أنحاء الجمهورية تباعاً وذلك برعاية الشركة وبرنامج عيش، بهدف الوصول لمجتمع أكثر وعيًا وحياة صحية أفضل.