حذر أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية طب قصر العيني د.حسام قنديل، من خطورة الأغذية المقلية وخصوصا باستخدام زيت النخيل، نظرا لأنها تؤدي إلى تحول الدهون لنوع خطير يؤدي إلى تدمير جدران الشرايين.
وأوضح د.قنديل خلال كلمته بمؤتمر قسم القلب بجامعة القاهرة بحضور الخبير الدولي التشيكي المتخصص في أمراض الشرايين والكولسترول مايكل فرابليك، أن الدهون المشبعة تنتج عن قلي الطعام في درجات حرارة مرتفعة مثل الطعمية، والبطاطس المحمرة، لافتا إلى أن أغلب أنواع البطاطس المعبأ المقلية والتي تباع بالأسواق مصنعة بزيت النخيل وهو أسوأ أنواع الزيوت ومحرم في بعض الدول الغربية.
وأشار "قنديل" إلى أن الخطوط الإرشادية الجديدة أكدت على عدم وضع حد أقصى لتناول الأغذية المحتوية على الكولسترول، وهو ما يتناقض مع الفكرة القديمة بأن تناول البيض يزيد من خطورة أمراض القلب والشرايين التاجية ، موضحا أن تناول بيضة واحدة يوميا لا يشكل خطورة على صحة الإنسان العادي وليس ممنوعا لمرضى الشرايين التاجية.
لافتا إلى أن المرضى المصابين بالشرايين التاجية يجب أن يهتموا بتناول الأدوية المخفضة للدهون مثل مجموعة ستاتين بالجرعات المناسبة، أكثر من الحرص على تناول غذاء خالي تماما من الكولسترول وبالتالي يمكنه تناول بيضه في اليوم مثل الإنسان الطبيعي بدون حدوث أي زيادة في المخاطر التي تصيب الشرايين التاجية، وهذا ينطبق على معظم الأغذية التي تحتوي على دهون مثل اللحوم الحمراء ، والكبدة والجمبري.
وأكد أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية طب قصر العيني أن الإستراتيجية الجديدة لعلاج أمراض القلب ترتبط بشكل لصيق بتنظيم المعيشة، والخروج من إطار المساحات الضيقة في القاهرة المدن المزدحمة ، موضحا أن الاتجاه إلى المناطق المفتوحة والعيش في مساحات واسعة مثل صحراء سيناء وسيوه والوادي الجديد ينعكس بشكل إيجابي على صحة القلب، مشيرا إلى رغبته في أن تكون تلك هي سياسة الدولة الجديدة التي يتم تدعيمها بتقديم خدمات وحوافز مادية.
وطالب برفع الدعم تماما خلال ٥ سنوات عن من يصروا على العيش في القاهرة، لافتا إلى أن هذا النظام مطبق في بعض العواصم العالمية ذات الكثافات المرتفعة للسكان، ومن بينها باريس وطوكيو.
وقال إن علاج القلب في مصر يعتمد على عدد من المراكز المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان، وغالبا تعمل جميعها بالتبرعات والجهود الذاتية في أكثر الأحول.
وأشار إلى أن معدل الوفيات بسبب أمراض الشرايين قد انخفض بشكل واضح بسبب تطور العلاجات واستخدام الدعامات وتوفر القسطرة على مدى ٢٤ ساعة في بعض المراكز لإنقاذ حالات الجلطة الحادة، وتطور خدمات الرعاية المركزة، إلا أن المرض نفسه انتشر بصورة كبيرة ويظهر في سن أصغر مع مرور الوقت بسبب ارتفاع نسبة الانتقال إلى الحضر وهي أحد الأسباب الهامة للإصابة بأمراض القلب بسبب انخفاض الحركة في المدينة.
وأضاف أن تناول الأغذية المحفوظة سابقة الإعداد ترفع من نسب الإصابة بأمراض الشرايين، وفي العالم الغربي وأمريكا تزداد بصورة واضحة بعد سن ٦٠ عاما، بينما في مصر تظهر في سن مبكرة تصل إلى الثلاثينات من العمر وتزداد مع السن، مشيرا إلى فرق يصل لـ٢٠ عام في الإصابة المبكرة وخصوصا بين الرجال.
من جانبه أشار أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة القاهرة د.هشام صلاح الدين، إلى أن أمراض القلب تمثل السبب الأول للوفاة في مصر ومعظم دول العالم، حيث أن حوالي ثلث حالات الوفيات سببها القصور الحاد في الشرايين التاجية، والجلطات الدماغية.
وأوضح أن هناك عوامل متعددة تزيد من خطورة وحدوث أمراض القلب من بينها ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول والدهون بالدم ، والسكر، و التدخين، والطعام غير الصحي، وقلة الرياضة.
وأشار إلى أن الخطوط الإرشادية الأمريكية لعلاج ارتفاع الكولسترول أظهرت أن هناك ٤ أنواع من المرضى يحتاجون لعلاج الكولسترول باستخدام عقارات ستاتين منهم مرضى قصور الشرايين التاجية، والسكتة الدماغية، وتصلب الأوعية الطرفية، ومرضى السكر، والمرضى الذين يعانون من ارتفاع شديد في نسب الكولسترول، والذين يعانون من ارتفاع متوسط في نسبة الكولسترول مع وجود عوامل خطورة تجعلهم عرضة للوفاة خلال ١٠ سنوات قادمة؛ ويستثنى من هؤلاء من لديه أسباب تمنعه من استخدام هذا العقار .