أعلنت مستشفى مصر الطيران عن نجاح علاج 20 مريض بجلطات المخ الحادة عن طريق شفط الجلطة لأول مرة بالقسطرة بدلا من إذابتها.

ترجع أهمية شفط الجلطة خلال 6 ساعات إلى أن المريض يشفى تماما ويعود مره أخرى لعمله على عكس ما كان متبعا في إذابة الجلطة والتي كانت آثارها تصل إلى الوفاة أو الحاجة لعلاج طبيعي لشهور أو سنوات.
وقال استشاري أسطره المخ ومدير وحدة الأشعة التدخلية بمستشفى جامعة عين شمس التخصصي د.أحمد السروي إن القسطرة مصطلح شهير جداً الآن في مجال الطب، فقد أضافت بديلا فعالا وأكثر أماناً للعديد من الأمراض التي سبق وكانت تعالج بالجراحة أو كان يصعب علاجها؛ وهي من أهم مجالات الأشعة التدخلية في قسطرة المخ.

وأضاف أن من أهم التقنيات الحديثة التي يتم تطبيقها الآن بواسطة الأشعة التدخلية هي علاج الجلطة المخية وسحبها من داخل الشرايين الدقيقة بالمخ في أول 6 ساعات من حدوث الأعراض، مما يتيح للعديد من المرضى فرصة كبيرة للشفاء التام من الجلطة وعودة تدفق الدم في الشرايين المسدودة المؤدية لنسيج المخ قبل موت الخلايا، ويتم شفط الجلطة المخية من خلال إدخال قسطرة من فتحة قطرها 2مم في أعلى شريان الفخذ وتوجيهها داخل شرايين الجسم تحت الأشعة حتى تصل إلى شرايين المخ، ثم بعد ذلك يتم منها إدخال جهاز السوليتير لسحب جلطات المخ مما يتيح سحب الجلطة خارج المخ و خارج الجسم من خلال القسطرة.

وأشار د.أحمد السروي إلى أن جهاز السوليتير لسحب جلطات المخ هو أحدث تقنية في العالم، ويؤدي الآن إلى ثورة في العالم كله في علاج جلطات المخ في أول ٦ ساعات من ظهور أعراض الجلطة، واستخدام هذه التقنية، أي سحب الجلطات من المخ فور حدوثها قبل موت خلايا المخ يتيح الشفاء الكامل من الأعراض التي عادة تؤدى إلى عجز شديد أو الوفاة، مضيفا أن العمل بهذا البرتوكول في علاج الجلطات بدأ في مصر منذ حوالي عام ونصف في المركز الطبي العالمي ومستشفى جامعه عين شمس التخصصي.

ولفت د.أحمد السروي إلى أنه قام مع الفريق الطبي بالمركز الطبي العالمي ومستشفى عين شمس التخصصي بعلاج ٢٠ حالة بهذه التقنية بنِسَب نجاح ٩٠٪، وهي تماثل نسب النجاح العالمية ، مضيفا أنه تم عرض هذه النتائج في الدورة التدريبية والإعلان عن بدء هذه العمل بسحب الجلطات المخية بواسطة الأشعة التدخلية باستخدام جهاز السوليتير في مستشفى مصر للطيران والمستشفى الجوي.

وتعد السرعة في العلاج من أهم الإجراءات في علاج جلطات المخ حيث أن خلايا المخ الميتة لا تتجدد، ويضطر المريض إلى التأقلم على الحياة مع الإعاقة أو العجز الذي سببته الجلطة، إذا لم يحدث وفاة، لذلك فإن التشخيص المبكر يساعد في بدء العلاج بسرعة.

ويبدأ التشخيص عادة من قبل المريض نفسه أو أسرته أو أصدقائه، عندما يبدأ في ملاحظة بعض التغيرات مثل عدم القدرة على الكلام أو ضعف في تحريك أحد الأطراف أو تغير في طريقة المشي أو تغير في تعبير الوجه كاعوجاج الفم أو ارتخاء أحد الجفون أو اضطراب في الإبصار، ولابد من التحرك السريع عند ملاحظه أي من هذه الأعراض والوصول إلى المستشفى.

ويتم إجراء الفحوصات للتأكد من التشخيص مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي على المخ لتشخيص الجلطة ومكانها وتحديد عمرها ثم يبدأ العلاج، بسحب الجلطة المخية عن طريق الأشعة التدخلية واستخدام جهاز السوليتير الذي يمثل ثورة في علاج جلطات المخ تؤدي إلى الشفاء التام إذا حضر المريض للمستشفى فور ظهور الأعراض.