عقدت الجمعية المصرية للسكر والغدد الصماء في الأطفال والمراهقين، مؤتمرها الدولي العاشر برئاسة د. منى سالم ، الجمعة 15 إبريل ، والذي يعد التعاون الثاني مع الجمعية العالمية لسكر الأطفال ISPAD .

يهدف المؤتمر إلى مناقشة أحدث سبل التشخيص والعلاج عند الأطفال لتجنبهم مضاعفات مرض السكر، وتثقيف وتوعية الأطفال وذويهم بمرض السكر ومخاطر هبوط وارتفاع معدل السكر ، إلى جانب الجديد في العلاج والتشخيص ، وعلاج غيبوبة السكر الكيتونية بشكل علمي و على أساس المعايير الدولية الحديث ، وسبل متابعة معدلات السكر بالدم وضبط جرعات الأنسولين.

وأشارت أستاذ طب الأطفال كلية طب جامعة عين شمس ورئيس المؤتمر د.منى سالم إلى ارتفاع نسب انتشار مرض السكر في مصر بصورة كبيرة لتصل إلى المرتبة التاسعة في العالم من حيث عدد مرضى السكر ، والمتوقع أن تصل إلى المركز الثامن بحلول عام 2030، كما أن نسبة الأطفال المصابين بالنوع الأول بلغت ٨ من عشرة في الألف، وهي نسبة مرتفعة جدا.

أوضحت د.منى سالم أن الجمعية المصرية لسكر الأطفال تأسست عام 1990 وهى تهتم بمرض السكر والغدد الصماء في الأطفال، ومن أنشطتها عقد مؤتمرات تعليمية للأطباء المتخصصين في مرض سكر الأطفال وتستضيف أساتذة من الخارج بجانب المصريين والعرب لهذا الغرض.

ومن جانبها صرحت أستاذ طب الأطفال وسكر الأطفال جامعة عين شمس وعضو اللجنة القومية للسكر د.منى السماحي ، أن وحدة سكر الأطفال تقيم جلسات تثقيفية للمرضى وأسرهم بصفة دورية داخل العيادة ، كما تقوم بتعليم كيفية التعامل مع السكر خارج المستشفى بطرق غير تقليدية ، تشمل تنظيم الرحلات والمعسكرات لدعم التواصل بين أطفال بعضهم البعض ومع المجتمع الخارجي مما يزيد ثقتهم في أنفسهم ، وتكون المادة العلمية بالنسبة لهم مادة سهلة وغير مجهدة.

وأضافت د.منى السماحي ، أن وحدة سكر الأطفال بالجامعة تقوم بتدريب كوادر على التعامل وتثقيف أطفال السكر وذويهم وذلك من خلال فريق متكامل يشمل الطبيب ، والممرضة المدربة ، المثقف الصحي والأخصائي الاجتماعي ، مما يجعل التعامل والتعايش مع هذا المرض شىء ممكن.

وتقوم الجمعية بتنظيم دورات تعليمية لأطباء المدارس لأن الأطفال المرضى يقضون وقتا طويلا بمدارسهم ، مما يستلزم أن يكون أطباء المدارس على علم بكيفية التصرف عند حدوث ارتفاع أو هبوط بالسكر في الدم ، كما قامت الجمعية بالاشتراك مع المعهد القومي للسكر بوضع كافة الخطوط الإرشادية للأطباء حول كيفية التعامل مع مرض السكر ، وجاري طباعته لتوزيعه على الأطباء والمستشفيات المهتمة بهذا المرض.

جدير بالذكر أن الجديد هذا العام هو عمل ندوات تثقيفية عن مرض السكر للأطفال وذويهم هذا بجانب رفع الوعي لدى 500 طبيب ، إلى جانب التعاون المستمر بين الجمعية في مصر وجمعيات العالم المهتمة بهذا المرض مثل الجمعية العالمية لسكر الأطفال ISPAD والجمعية العالمية للغدد الصماء ESPE.

ومن جانبها أشارت أستاﺫ طب بمستشفى الأطفال أبو الريش جامعة القاهرة وسكرتير المؤتمر د.منى ممدوح ، إلى أن المؤتمر يعد استكمالا لرسالة الجمعية التي بدأت عام 1999، وهو معني بالتعليم الطبي المستمر للأطباء من جميع أنحاء الجمهورية بحضور ومشاركة الأساﺘﺫة بالجامعات والاستشاريين والأخصائيين والشباب من الأطباء اﻟﺫين يتعاملون مع الأطفال المصابين بمرض السكر من النوع الأول وﺫويهم.

وأشارت إلى أن المؤتمر يعتمد على ثلاثة محاور أساسية وملحة في الوقت الراهن، أولها التساؤل الدائم للأطفال وذويهم ماذا بعد العلاج بالأنسولين؟ .. هل من شفاء دائم للسكر؟ ويلقى تلك المحاضرة أحد الأساﺘﺫة المتخصصين المدعوين من الخارج و أحد أعضاء الجمعية الدولية لسكر الأطفال والشباب ، ليتعرف الأطباء على ما توصلت إليه الأبحاث، وسبل العلاج بما فيها زرع الخلايا بأنواعها التي مازالت في إطار الأبحاث العلمية ، مضيفة أن المحور الثاني يتعلق بتشخيص وعلاج غيبوبة السكر الكيتونية بشكل علمي وعلى أساس المعايير الدولية الحديثة خاصة أنها مازالت تحدث بنسبة 40 إلى 50٪ بسبب تأخر تشخيص السكر لدى الأطفال ولها مضاعفات خطيرة ؛ أما المحور الثالث فيتعلق بسبل المتابعة لمعدلات السكر بالدم وضبط جرعات الأنسولين على أسس علمية وطبقا للمعايير والتوصيات الدولية التي تحقق معدلات السكر المنشودة لدى الأطفال و الشباب اﻟﺫين لديهم سكر من النوع الأول.

ولفتت رئيس الجمعية د.ايزيس غالي ، إلى أن إصابة الأطفال بمرض السكر قد يؤدي لإصابتهم بأعراض أغلبها ليست خطيرة، ولكن المشكلة الرئيسة تكمن في المضاعفات التي تحدث على المدى البعيد، نظر لأن المرض يؤثر على أجزاء الجسم وأجهزته المتنوعة ببطء شديد، وبدون أن ينتبه المريض لما يحدث له من تغيرات، فقد يصاب بضعف في النظر ، وقد تحدث مضاعفات مزمنة في القلب أو ارتفاع ضغط الدم، أو اعتلال الأعصاب، أو الفشل الكلوي.

وشددت د.ايزيس على أهمية الوقاية عن طريق ضبط مستوى السكر في الدم عن طريق العلاجات المناسبة ومتابعته له أهمية كبيرة لتجنب حدوث المضاعفات التي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، وتؤثر على حياة المريض اليومية، وقد أثبتت الدراسات أن المحافظة على مستوى منخفض وثابت لسكر الدم يساعد على عدم حدوث المضاعفات أو تأجيل حدوثها لمدة أطول