يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة والتي تؤثر على قدرة الجسم في التعامل مع الجلوكوز في الدم ، وينذر ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري بتزايد خطر الإصابة بمضاعفاته .
ويعد النوع الثاني من مرض السكري النمط الأكثر شيوعًا وانتشارًا ، حيث يؤدي في كثير من الحالات إلى حدوث مضاعفات مزمنة تشمل الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، واعتلال الأعصاب.
نظّمت شركة "بوهرنجر إنجلهايم"، للمستحضرات الدوائية، جلسة علمية حضرها أكثر من 500 طبيب من كافة أنحاء مصر من بينهم أطباء متخصصون في الغدد الصماء، وآخرون متخصصون في الطب الباطني والرعاية الأولية، وذلك في إطار الاحتفال بإطلاق العقار الجديد المثبط لإنزيم الببتيديز ثنائي الببتيد DPP-4 للمرضى المصابين بالنوع الثاني من السكري في مصر.
أكدت الشركة على أهمية إتباع برامج علاجية آمنة وفعّالة للمرضى، بالإضافة إلى مساعدتهم على فهم طبيعة مرضهم.
عقدت الفعالية بهدف توفير منبر يشجع على إجراء المناقشات العلمية ومشاركة الآراء والرؤى بخصوص مدى فعالية عقار "ليناجلبتين" المثبط لإنزيم الببتيديز ثنائي الببتيد DPP-4 ، والذي طرحته الشركة مؤخرًا لعلاج المرضى المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري.
قال عميد المعهد القومي لمرض السكري والغدد الصماء د.هشام الحفناوي: "يمثل ارتفاع معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكري في المنطقة مصدر قلق بالغ؛ حيث لا تقتصر مضاعفاته على الزيادة الكبيرة في معدلات الإصابة بأمراض الكلى أو أمراض القلب والأوعية الدموية فحسب، بل تمتد تأثيراته السلبية لتشمل المجتمع بأسره بسبب ارتفاع معدلات الإنفاق على وسائل العلاج ؛ وقد بدأ المرضى في التعامل مع مرض السكري كأحد الأمراض المرتبطة بنمط الحياة الذي يعيشونه، وذلك دون إدراك طبيعة المضاعفات الخطيرة الناجمة عنه والتي لابدّ من السيطرة عليها كي لا تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياتهم؛ ومن ثم، وضعنا على رأس أولوياتنا مساعدة المرضى على فهم المرض واتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة".
يخرج عقار "ليناجلبتين" المثبط لإنزيم الببتيديز ثنائي الببتيد (DPP-4) والمستحدث لعلاج البالغين المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري عبر الصفراء والقناة الهضمية وليس عبر الإخراج الكلوي ولا يتم استقلابه في الكبد. وتسمح هذه الميزة باستخدام الدواء حتى في الحالات التي يعاني فيها المرضى من الفشل الكلوي أو الكبدي، بينما لا يمكن استخدام العلاجات التقليدية مع هؤلاء المرضى دون الخضوع لمراقبة ، تغيير أو تنظيم الجرعة اليومية .الأدوية الجديدة هى وصفات طبية ولا يمكن تناولها دون أذن الطبيب المعالج.
ومن جانبه، قال مدير شركة "بوهرنجر إنجلهايم" في مصر د.محمد السحار: "نحن في الشركة ، نؤمن بأهمية الاستثمار في الأبحاث والتنمية؛ حيث نهدف في المقام الأول إلى توفير منهج مبتكر للتعامل مع النوع الثاني من مرض السكري، وذلك وفاءً بالتزامنا في تلبية الحاجات المختلفة للمرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني. فمن خلال الأبحاث والتعاون، أثمرت جهودنا نطاقًا واسعًا من المستحضرات العلاجية وإصرارًا مستمرًا على توفير الحلول الملائمة لمرض السكري من النوع الثاني في مصر. ولن يتأتى ذلك من خلال توفير العلاجات فحسب، ولكن أيضًا من خلال التعاون مع الحكومة، والمؤسسات، ومقدمي خدمات الرعاية الصحية لخدمة المرضى وفقًا لاحتياجاتهم المختلفة".
وفي ذات السياق قال أستاذ الطب وأمراض السكري في جامعة القاهرة د.محمد خطاب: "تدعم المستحضرات العلاجية الجديدة، مثل مثبطات إنزيم الببتيديز ثنائي الببتيد DPP-4 البرامج العلاجية التي تناسب كل مريض على حدا، ومن ثم تحقق نتائج أفضل؛ فمن خلال استحداث علاجات جديدة، أصبح التحكم في مستوى السكر "الجلوكوز" في الدم أسهل بالنسبة لمرضى السكري".
وأثناء الفعالية، أكدت أستاذ الباطنه العامه والسكر بجامعة القاهرة د.إيناس شلتوت، على أهمية تعزيز العلاقة بين الأطباء والمرضى؛ قائلة: "يعتبر تشخيص المريض بالإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري من اللحظات الصعبة والحساسة في حياة المريض ؛ كما أن اكتشاف المرض في مراحل مبكرة يساهم بشكل كبير في قدرة المريض على تفهم أبعاده والعمل على السيطرة عليه، لذا ينبغي أن يحصل المرضى على الكثير من المعرفة والدعم، وخاصة في المراحل الأولية؛ وهذا ما يقوم به الطبيب بشكل كبير حيث يعمل بشكل أساسي على فهم الأبعاد النفسية لكل مريض وشرح الخطوط العريضة لعلاج مرض السكري ، إلى جانب التأكد من إتباعهم البرنامج السليم لإدارة المرض بأفضل طريقة ممكنة" ، مؤكدة على ضرورة التحاور مع المرضى خاصة في المراحل الأولية للتأكد من التزامهم بإتباع نظام غذائي صحي، وزيادة نشاطهم الرياضي، وتقبلهم للتغييرات في العلاج للسيطرة على المرض.
يذكر أنه يوجد أكثر من 35.4 مليون حالة إصابة بمرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2015، من بينهم 7.8 مليون حالة إصابة في مصر. كما اكتشف الاتحاد الدولي لمرض السكري في نفس العام وجود 78,184 حالة وفاة في مصر ناجمة عن الإصابة بهذا المرض.