وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان 300 ألف لولب نحاسي لقطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان نظرا لزيادة الطلب على اللولب في محافظات الوجه القبلي.

يأتي ذلك من خلال خطة عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2016 والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة الوعي بأهمية استخدام الوسائل طويلة المفعول والممثلة في اللولب والكبسولات تحت الجلد "امبلانون"، حيث توفر هذه الوسائل للسيدات فترة حماية طويلة وفى نفس الوقت آمنة وتستطيع السيدة أن تتوجه للطبيب لإزالتها في أي وقت إذا رغبت في الحمل مرة آخري.
ويعتبر اللولب النحاسي من أكثر وسائل تنظيم الأسرة استعمالا في العديد من الدول وتعتبر مصر من أكثر الدول استخداماً لهذه الوسيلة ويمثل أكثر من 30% من إجمالي الوسائل المستخدمة.
ويمكن تركيب اللولب في أي وقت يمكن استبعاد وجود حمل فيه، أو بعد الدورة الشهرية مباشرة ويستمر حتى 12سنة طبقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وهو وسيلة فعالة بنسبة 99% ويمكن تركيبه بعد الولادة مباشرة خلال 48 ساعة وقبل مغادرة المستشفى أو أثناء إجراء العملية القيصرية ويكون ذلك بالتنسيق مع الطبيب المعالج، حيث يقوم الطبيب بتقديم المشورة للسيدة الحامل أثناء متابعة الحمل والتأكيد على أهمية المباعدة بين الولادات لمدة 3 سنوات على الأقل للحفاظ على صحة الأم والطفل. وفي أغلب الأحوال يتم التركيب بعد 4 أسابيع من الولادة ويجب على السيدات ألا يتأخرن عن ذلك لتجنب الحمل غير المخطط له.

وعن الآثار الجانبية للولب فهي بسيطة ويمكن علاجها بالمشورة وتوفير المعلومات المتعلقة بالوسيلة وفى حالات قليلة تحتاج السيدة إلى بعض الوصفات الطبية أو تغيير الوسيلة. وتتمثل الأعراض في الشعور ببعض الآلام أسفل البطن والتي تزول خلال أيام أو أسابيع ويمكن استخدام المسكنات وكذلك زيادة في كمية الدورة الشهرية أو عدد أيامها وذلك في حالات قليلة وتختفي بعد 3-6 شهور وتتعود السيدة على التغيرات الطارئة على الدورة الشهرية.
ومن أكثر الشائعات والمعلومات المغلوطة حول اللولب انه يتحرك في الجسم أو يسبب مضايقات للزوج أثناء العلاقة الزوجية ، وهذه كلها معلومات مغلوطة ولا تستند على دليل طبي ويجب تثقيف السيدات والبنات المقبلات على الزواج وتزويدهن بالمعلومات الطبية الصحيحة حول وسائل تنظيم الأسرة من خلال برامج التثقيف الصحي التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان وعن طريق تقديم المشورة الجيدة للمترددات على عيادات تنظيم الأسرة.

يعتبر توفير المعلومات والخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة من أهم أنشطة صندوق الأمم المتحدة للسكان والذي يعمل في أكثر من 150 دولة حول العالم على إتاحة الفرصة للنساء لاتخاذ قرارات مبنية على المعرفة بخصوص الحمل والإنجاب والمباعدة بين الولادات كأحد حقوق المرأة والأسرة في الحصول على الخدمة والمعرفة المتعلقة بصحتها الإنجابية. ويدعو الصندوق الحكومات إلى العمل على شمول خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ضمن برامج التأمين الصحي الشامل لتلبية احتياج النساء الفقيرات وقاطني الأماكن المحرومة والمهمشة ومساعدتهن على الاستفادة من خدمات تنظيم الأسرة الاختيارية والمبنية على المعرفة.

من الثابت علميا وطبقاً لكل الدلائل والبراهين الطبية أن ممارسة تنظيم الأسرة له فوائد صحية ويساعد على خفض وفيات الأمهات بنسبة 30% عن طريق المباعدة وتجنب الولادات المتكررة وتأثيرها السلبي على صحة الأم والطفل، ويساعد أيضاً على خفض وفيات حديثي الولادة حيث تستطيع الأم التي تمارس المباعدة بين الولادات أن تعتني بنفسها وبصحتها أثناء الحمل وبالطفل بعد الولادة مما يؤدي إلى الحفاظ على حياته وصحته