أسرة تصارع الموت 12/12/2011 12:17:39 ص عصام الشويخ جاء  إلينا يحبو حاملا طفلته علي ذراعه المصابة، وباليد الأخري يحمل أوراقه ويقول: أنقذوني قبل أن نموت من المرض قبل الجوع. الطفلة الأخري تحملها أمها مريضة القلب، والتي تحتاج الي جهاز لضبط كهرباء القلب، إنها مآساة أسرة "أحمد عبد الله" -33 عاما- والذي يسكن بمنزل والده. يروي عبد الله حكايته، ويقول: أنا متزوج ولدي ابنتين، حبيبه 5 سنوات وحنين وعمرها عام، وأسكن مع والدي بعد تركت شقتي التي كنت أعيش فيها لعدم استطاعتي دفع الايجار الشهري، وكانت عبارة عن حجرة وصالة بايجار (180 جنيها) في الشهر، وزاد ألمي حزنا علي تركها بعد أن مرضت وتوقفت عن العمل (سباك صحي) باليومية، حيث أصبت بمرض (هيموفيليا فاكتور 13) وهو من الأمراض النادرة في الدم، ولا يوجد علاج له في مصر حتي الآن، ويُحدِث سيولة في الدم والمفاصل، حيث اكتشفت المرض بعد إصابتي أثناء عملي في الساحل الشمالي وفي المستشفي أخبروني أنه لابد من اجراء عملية فورا، لأنني سأتعرض للوفاة لوجود دوالي علي الخصيتين. ولم يستطع أحد من الآطباء إجراء الجراحة، لأنه قد يأتي النزيف من أي مكان وأي منطقه في الجسم، وفي مستشفي الدمرداش قاموا بتحويلي لمعامل التحاليل بوزارة الصحة، وهناك وبعد شهر قاموا بتحويلي إلي بنك الدم التابع لجمعية الهلال الأحمر بالقاهرة، وتم حصولي علي كارنية من بنك الدم بأصابتي بهذا المرض، وتم عمل قرار تحويل لمعمل مركز المصل واللقاح وذلك للتطعيم (بالبلازما والكرايوي)، وبعد أن حدث لي انتكاسة أثناء وجودي بالمعمل تم تحويلي مسرعا لمستشفي العجوزة، بعدها رفضوا في المركز نقل الدم والبلازما، وتم عمل قرار من وزارة الصحة ولفترة معينة بأن أحصل علي البلازما والدم من المركز، وبعدها أذهب للقصر العيني القديم للتطعيم بهما، وبعدها بفترة توقف العلاج حتي الآن بحجة توقف قرارات وزارة الصحة، ولم أحصل علي أي علاج بل أنتظر الموت في أية لحظة، رغم أنني لا أعمل بسبب المرض ووجود كسر في الرجل اليسري والركبة ووجود آتلاف في جميع شرايين اليد اليمني، ولا تعمل إلا بالأطراف الصناعية وشريان توصيل للدم. ولكن من أجل بناتي رجاء مساعدة زوجتي صابرين نبيل (26 سنة) لأنها مريضة بالقلب، ومصابة بكهرباء عالية، لأن ضربات قلبها سريعة جدا وكلما يحدث لها آي مجهود او تعب شديد نذهب بها الي معهد القلب، وفي الاستقبال يتم وضعها علي جهاز ليحد من ضربات القلب السريعة وتهديء وتأخذ العلاج اللازم ورغم ذلك فقد تم منذ (7سنوات) عمل دراسة وكي بمعهد القلب، لكن في الفترة الأخيرة زادت الآلام، وبدأت ضربات القلب تكون سريعة وعالية، بل وأثناء وجودها بالمعهد توقف القلب فجأة وتم عمل صدمات كهربائية حتي استرد القلب قدرته. ورغم تناولها العلاج، تكرر حدوث ذلك، فقرر الأطباء أنها تحتاج إلي جهاز لتنظيم ضربات القلب، وثمنه حوالي (60 ألف جنيه) وما زاد الهم أكثر بأن يكون علي نفقتنا، لأن وزارة الصحة لا تقوم بتحمل ثمن هذا الجهاز، وأن ما لديها هو جهاز بمبلغ خمسة آلاف جنيها وذو وصلة واحدة، وهي تحتاج لجهاز ذو وصلتين، وهذا الجهاز يتم استيراده من الخارج، ويكون ذلك بخلاف مصاريف الجراحة والمستشفي، وهي الآن تنتظر الموت مثلي، وتم حجزها أخيرا بالقصر العيني القديم، وهذه النفقات والتكاليف لا استطاعة لنا بها. ويستكمل عبد الله حديثه: لا مصدر رزق لي بعد توقفي عن العمل، سوي معاش (160 جنيها) بجانب مساعدة أهل الخير، ولا أستطيع القيام بأي عمل، كما أن زوجتي لا تستطيع العمل لظروف مرضها، أناشد أصحاب القلوب الرحيمة لمساعدتي وانقاذ زوجتي، لأننا ننتظر الموت في أية لحظة، ومن أجل الحفاظ علي الطفلتين وحقهما في الحياة، قبل أن نتركهما في غيابات الطريق.