وداعاً صديقي الشهيد 12/12/2011 06:26:24 م محسن الهواري نقف في مشهد رهيب لنلقي النظرة الأخيرة علي جثمان الفتي الطيب أحمد صالح الذي راح شهيداً في أحداث شارع محمد محمود. كان الألم حاداً وقاسياً،يعرفه من يفكر لحظة في حال أم تنتظر جثمان إبنها كي تحمله إلي القبر،الأب المسكين يقف مذهولأ  لم يستوعب ماحدث وأنه لن يري إبنه بعد اليوم،لاشيء هناك سوي الدموع في كل الوجوه الصامته للواقفين أمام مشرحة زينهم. الآن أريد أن أقول لكل أسرة أحمد ،لعم صالح الأب المصري الطيب، لأمه المكلومه ،لصديقه الذي جلس يبكي بجوار جدار المشرحة، للطفلة الصغيرة التي كانت ترتعش من البرد ولاتكف عن البكاء،لكل هؤلاء : نحن جميعا أحمد صالح. فمنذ أن ظهرت صورته علي صفحتنا الرئيسية حتي شعر كل واحد منا بمرارة الفقد،وبحزن كبير علي هذا الفتي الذي يشع الأمل من ملامح وجهه الأبيض. أنتم لستم وحدكم فنحن جميعا معكم،قلبا واحداً يجمعنا الإخاء في الحزن. ستجدون في كل  واحد منا شيء من أحمد فبيننا من يحمل روحه الطيبة،ومن يحمل في قلبه بنفس القوة أحلاما بتغيير مصر،فينا من يشبهه في ملامح وجهه الأصيلة،منا من في نفس سنه،كلنا مسكونون بالروح العظيمة التي سكنته،الروح المشتاقة للحرية،الحالمة بعالم أفضل،جميعنا في عيوننا نفس النظرة المتطلعة لمصر وطنا جديداً. إلي أسرة الشهيد المسافة بين اليوم وغدا هي ذاتها المسافة بين الأمس واليوم،لحظات قصيرة ثم نلتقي من جديد،فالموت هو خطوتنا الأولي دائما في طريق الخلود. لقد سألكم أحمد وأنتم تحاولون منعه من النزول للتظاهر: تختارون الجنة أم تختارون النار؟ لقد إختار وأخترتم معه الجنة ونعم الإختيار