المثقفون يرصدون أهم أحداث 2011 الثقافية 21/12/2011 12:23:21 ص محمد سرساوي حمل عام 2011 مفاجأت منها السارة والمحزنة للكتاب والادباء والمفكرين والمثقفين ورصد المثقفون اهم احداث 2011 الثقافية في خروج المثقف عن صمته في ثورة 25 يناير والاحتفال بنجيب محفوظ وبداية رسم الجرافتي علي الجدران قامت "بوابة أخبار اليوم" بجمع أراء المثقفين عن الأجواء الثقافية لعام 2011 وكيف يراها المبدعون؟ بداية يقول الروائي أحمد زغلول الشيطي ان أهم الاحداث الثقافية للعام 2011 هي خروج المثقف من عزلته في القراءة والكتابة ونزوله الي الشارع ويصبح جزء ا من الشعب المصري ليصنعوا ثورة 25 يناير وتجسيده لحالة ابداعية مصرية خالصه في ميدان التحرير وجميع ميادين مصر في الفترة من 25 يناير حتي 11 فبراير 2011  يقول  الشيطي انه رافق تحركات الملايين حالة من التنظيم تشتمل علي الاعاشه وعلي تطوير الموقف السياسي وعلي تصعيد الضغط و تقديم التضحيات اللازمه بلا تردد ورغم ان الثورة لازالت في الميدان تصارع من اجل تحقيق اهدافها وتحقيق الانتصار علي الثورة المضادة  يقول  الشيطي ان الثورة  اظهرت سوء المؤسسة الثقافية الرسميه بدءا من قبول جابر عصفور احد دعاة ما يسمي التنوير في عهد مبارك كرسي الوزارة في الوقت الذي تقتل فيه حكومته الناس في التحرير فيما سمي بموقعة الجمل ثم استقالته حين فطن ان حكم مبارك صار في ذمة التاريخ، ثم تعيين محمد الصاوي وزيرا للثقافة وسط رفض شامل من المثقفين ثم تعيين عماد ابو غازي وزيرا واستقالته اثناء مذبحة محمد محمود وكأن موقعة الجمل لم تكن كافية ليحدد موقفه من النظام ثم قبول د شاكر عبد الحميد ان يكون وزيرا للثقافة في حكومة الجنزوري المرفوضة من ميدان التحرير.  اللافت ان بعض المثقفين الذين يناصرون الثورة ويرفضون حكومة الجنزوري رحبوا بتعيين دكتور شاكر وزيرا الامر الذي يذكر بالممارسات القديمة ايام حكم مبارك والتي تعتمد علي تبادل المنافع  يري الروائي طارق أمام ان أفضل ما جاء في 2011 وهو احتفال الشعب المصري بمئوية نجيب محفوظ الذي مهد اكتشافه مرة أخري للمثقفين والقارئ العادي لأن رغم شهرة نجيب لم يقرأ أحد  يتابع امام  أن عام 2011 شهد التنفيذ الحقيقي للعديد من المشروعات الثقافية مثل ظهور فن الجرافيتي وانتشاره علي كل جدران مصر، الذي  كان من الأدوات التي عبر بها المصريون عن القمع والأضطهاد من النظام السابق وكان من النادر أن تري هذا الفن مرسوما علي أي حائط في الشوارع المصرية أضاف امام ان تأسيس مجلة الكوميك أو القصص المصورة "توك توك" التي نفذها من قبل فنانين  مصريين مثل عبد الله وقنديل ومخلوف ومحمد توفيق وغيرهم بأن انتجوا مجلة عن الكوميك بعد استخدم هذا الفن الموجه للكباروليس للصغار بعدما كان يستخدم فن الأستكشات في الصحف المصرية المستقلة أو قصص مصورة في مجلات الاطفال ويصبح أمتدادا لفن الكوميك المصري بعد تجربة الرواية المصورة "مترو" لمجدي الشافعي وفيما يتعلق بالكتب التي اهتم بها امام هذا العام كتاب" محطات من السيرة الذاتية" للروائي السوداني طارق-الصادر عن دار العين- يحكي الطيب سيره الذاتية، ومن  النادر ان تري كاتبا عربيا يكتب عن سيرته الذاتية،  وأن الكتاب لا يطمح في الكشف عن حياة المؤلف، لكنه يحمل بين طياته طموحا لتجاوز البوح والفضفضة الي محاولة تحويل الحياة الواقعية الي نص لا يخلو من التخيل   ويختار أمام رواية "عطلة رضوان"لهذا العام لعبده جبير التي ظهرت أخيرا في المكتبات بعدما واجهت  عقبات عديدة في النشر بسبب الرقابة منذ فترة لتسعينيات من القرن الماضي يري الناقد الدكتور حسين حموده أن ثلاث روايات هي التي لفت نظري لهذا العام وهي "بيوت بيضاء" لهدي توفيق و"أغنية مارجريت" لانا عبد الرحمن و"كعب وعروسة وحصان" لأبتهال سالم  يقول حموده يوجد قاسم مشترك بين هذه الروايات الثلاث وكل رواية تتناول هموم المرأة من زاوية مختلفة والمعاناة تحت وطأة متعددة من الأشكال والمأسي وتحت وطأة الخرافات القديمة مثل رواية ابتهال يتابع حموده حديثة: تحت وطأة العمل في ظروف خانقة أشبة بعبودية وهو السفر في بلاد النفط مثل رواية توفيق وتكون أمتداد لروايات المصرية التي تحدثت عن الغربة مثل رواية "البلدة الأخري" لابراهيم عبد المجيد يضيف حموده: تحت وطأه الخظ بكل ويلاتة مثل رواية لانا بجانب هذا القاسم المشترك مغامرة في الكتابة التي تلوح بأشكال متنوعة في كتابة هذة الروايات الثلاثة يقول الناقد الدكتور حسام عقل: أختار روايتين أراهما أفضل ما جاءوا في عام  2011 التي جاءت ببناء قصصي حديث وتمردا علي البناء القصصي الكلاسيكي وهما رواية "عناق عند جسر بروكلين" لعزالدين شكري فشير الذي أستخدم تقنيات جديدة في كتابة عن علاقة الشرق والغرب بمنظور جديد وأما الرواية الثانية جاءت "ثلاث برتقلات مملوكية" لحجاج أدول التي تعتبر أعادة أكتشاف العصر المملوكي برؤية حديثة وأستطاع حجاج أستعادة روح عصر القاهرة القديمة يقول الباحث مدحت صفوت:الحقيقة هناك صعوبة علي تحديد مفهوم رواية العام وديوان العام وكتاب العام من هذا القبيل والصعوبة تكمن في شيقين الأول في عملية المفاضلة والأخر تحديد العام ببدايته ونهايته علي سبيل المثال صدر في هذا الشهر رواية "رجوع الشيخ" لمحمد عبد النبي التي أقرأها حاليا وأري بدايتها جيدة وهل تحتسب هذه الرواية ضمن أعمال الأبداعية التي صدرت في عام 2011  يتابع صفوت حديثه:أنا أشير الي مجموعة روايات متميزه التي طرحت رؤي فنية ذات موضوعية جديدة منها "تانجو وموال" لمي خالد و"أغنية مارجريت" لانا عبد الرحمن و"حالة سقوط" لمحمود الورواري و"ساحل الغواية" لمحمد رفيع و"أجندة سيد الأهل" لأحمد صبري أبوالفتوح هذه الأعمال أعتمدت علي تقنيات روائية مركبة ومعقده وان أصحابها طروحها بشكل فني رائع وممتع يواصل صفوت حديثة:يعتبر عام 2011 عام الشعر الثورة فهناك عديد من الدواوين نشرت تدور قصائدها في فلك الثورة من زحمة هذه الدواواين تبرز الأشارة الخاصة بالشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي  يعود بأحد دواوينه بعنوان "طلل الوقت" الذي أحتوي قصائد جديدة حاصا وجود قصائد تحدثت عن ثورة 25 يناير وقصائد لم تنشر من قبل وكتبها في بدايه فترة لتسعينيات من قرن الماضي بالأضافة الي ديوان "أرفع رأسك عاليا" لحلمي سالم يمثل واحدا من الدواوين التي لم تتعامل مع الثورة بشكل سطحي يضيف صفوت: اري أفضل الكتب التي قرائتها هذا العام كتاب "ثقافة الدولة المدنية" للدكتور السيد نصر الدين السيد هذا الكتاب برغم من عمقه الشديد أستطاع أن يحول الاركان والمفردات التي تتحدث عن الدولة المدنية في شكل يتناسب مع الجمهور العادي من القراء وهو في غاية الاهمية يوضح كثير من الالتباسات ويكشف عن زيف من الأتهامات التي التصقت عبر تاريخ طويل لمفهوم دولة المدنية دون الوقوع بجانب المؤلف في فتح مهاجمة التيارات الاخري لذلك ارشح هذا الكتاب الي لجنة مكتبة الاسرة لكي يطبع طبعة شعبية للمساهمة في نشر الثقافة المدنية للجمهور المصري