الربيع العربي يطلق شرارة الثورة في 2011 26/12/2011 04:18:43 م دينا توفيق ساعات ويرحل عام 2011 دون أن يطوي صفحاته علي ما فيه من أحداث غيرت العالم وسطرت تاريخاً جديداً للأمة العربية بعد أن هبت رياح التغيير علي بلدان المنطقة التي انتفض أهلها لكرامتهم وحرياتهم . سيرحل عام 2011 بعد أن زرع الحلم بتحقيق الاستقرار للثورة المصرية "ثورة اللوتس"، مثلما باتت تونس اليوم الملهمة الأولي للثورات العربية، التي حققت اسقراراً بعد إجرائها الانتخابات التشريعية ثم اختيار رئيس يدير البلاد. تونس ثورة الياسمين هي ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 18 ديسمبر تضامنًا مع الشاب محمد بوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر  تعبيرًا عن غضبه علي بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي فيما توفي بوعزيزي يوم الثلاثاء 4 يناير نتيجة الحروق في مستشفي بن عروس للحروق البليغة. أدي ذلك إلي اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر وخروج آلاف التونسيين الرافضين للبطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلي والجرحي من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، وأجبرت الرئيس زين العابدين بن علي علي إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادي بحلها المتظاهرون، كما أعلن عن عدم نيته للترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014 . كما تم بعد خطابه فتح المواقع المحجوبة في تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات من الحجب، بالإضافة إلي تخفيض أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضاً طفيفاً. لكن الاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتي وصلت إلي المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي علي التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلي السعودية يوم الجمعة 14 يناير. فأعلن الوزير الأول محمد الغنوشي في نفس اليوم عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس لمهامه وذلك حسب الفصل 56 من الدستور، مع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول. لكن المجلس الدستوري قرر بعد ذلك بيوم اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وبناءً علي ذلك أعلن في يوم السبت 15 يناير عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلي حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلي 60 يومًا. وشكلت الثورة التونسية المفجر الرئيسي لسلسلة من الاحتجاجات والثورات في عدد من الدول العربية. حسب فريق من مجلس حقوق الانسان فإن حصيلة القتلي الذين سقطوا خلال اندلاع الثورة بلغ 219 شخصاً بحيث توفي 174 شخصاً خلال المظاهرات التي سبقت 14 يناير و78 لقوا حتفهم في اضطرابات عمت السجون في يوم 15 يناير. مصر وبعد نحو عشرة أيام من سقوط النظام التونسي، وبعد دعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي علي الإنترنت، تظاهر الآلاف من المصريين في 25 يناير مطالبين بالإصلاحات ثم برحيل النظام، لكن الشرطة تصدت لهم بمسيلات الدموع وبالدهس أحياناً. لم ينكفئ المتظاهرون أمام قمع الأجهزة الأمنية، وواصلوا الاحتجاجات في أغلب المدن المصرية، ودخلوا في اعتصام دائم ومفتوح شارك فيه الملايين بميدان التحرير وسط القاهرة، ونظموا مظاهرات حاشدة في المدن الرئيسة الأخري، ولم تفلح سياسات الوعد والوعيد والإغراء والتهديد التي انتهجها حسني مبارك في وقف الثورة التي نجحت في الإطاحة به في 11 فبراير  بعد 18 يوما من انطلاقتها. البحرين في 14 فبراير بالبحرين، خرجت مظاهرات متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك، خرجت المظاهرات تطالب بالديمقراطية والإصلاح السياسي وتحسين مستوي المعيشة دعا إليها ناشطون بحرينيون عبر صفحة علي الفيس بوك بعنوان "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" إلي التظاهر بقوة في مختلف الميادين للتعبير عن انطلاقة حقيقية من شأنها قلب المعادلة مع النظام والاحتلال السعودي وللتأكيد بأن "الثورة لن تنتهي"، حسب تعبيراتهم. وبث الناشطون علي شبكة الإنترنت مقاطع فيديو لمظاهرات في عدة قري خارج العاصمة المنامة وقيام قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وامتدت المظاهرات في البحرين إلي شهر مارس، مما دفع السلطات للاستعانة بقوات سعودية وخليجية لمواجهتها. اليونسكو تعترف بفلسطين دولة مستقلة رفع علم دولة فلسطين للمرة الأولي يوم الثلاثاء 13 ديسمبر فوق مقر منظمة اليونسكو في باريس، وهي أول منظمة تابعة للأمم المتحدة منحت الفلسطينيين في 31 أكتوبر العضوية الكاملة رغم معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل. ورفع العلم في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة إيرينا بوكوفا. وينظر الفلسطينيون إلي انضمامهم لليونسكو باعتباره نصراً معنويا يعزز مطلبهم بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، إلا أن الولايات المتحدة تملك حق النقض الفيتو في مجلس الأمن وأعلنت بالفعل أنها ستستخدمه ضد حصول فلسطين علي عضوية كاملة في المنظمة الدولية. وقال عباس في كلمة بمقر اليونيسكو بعد حضور حفل رفع العلم الفلسطيني إن هذا اعتراف أول للأمم المتحدة بفلسطين دولة مستقلة. الثورة الليبية  اندلعت الثورة الليبية في مدينة بنغازي في 14 فبراير قبل أن تمتد إلي مختلف المدن والبلدات الليبية ليقتحم الثوار العاصمة طرابلس في 20 فبراير ويحكموا السيطرة علي معظم أحيائها. وظهرت دعوات علي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" للخروج بمظاهرات سلمية ضد نظام القذافي. في 15 فبراير وقع قتلي في بنغازي والبيضاء في "يوم غضب" دعي إليه عبر الفيس بوك بعد تفريق عنيف نفذته الشرطة ضد اعتصام في بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد التي تحولت إلي معقل للمعارضة، يطالب بالافراج عن 110 سجناء سياسيين. و قامت القوات الأمنية في 17 فبراير ، بقمع احتجاجات جديدة ضد المتظاهرين في مدن ليبية أبرزها بنغازي وسقوط مزيد من القتلي, والنظام الليبي يستخدم مرتزقة أجانب في عمليات قتل واعتداء ضد المدنيين. وقد عرض التليفزيون الليبي في 18 فبراير ، لقطات لرجال وهم يهتفون بشعارات مؤيدة للقذافي ويلوحون بالأعلام الخضراء ويرقصون حول سيارته، وفي بنغازي قالت جماعات حقوقية ومتظاهرون إنهم يتعرضون للهجمات من قوات الأمن الليبية، وقتل 20 شخصاً علي الأقل وأصيب 200 آخرين، بحسب تقارير طبية. وتواصلت المظاهرات المناوئة للنظام في 19 فبراير وأخذت تتحول لمزيد من العنف مع بقاء عدد الضحايا من قتلي وجرحي غير واضح، ووقعت اشتباكات دامية في بنغازي، فيما اجتاحت المظاهرات المعادية للنظام معظم المدن الليبية. تواصل العنف في ليبيا حتي يوم 20 فبراير ، وسيطر المتظاهرون المعارضون للنظام علي مدينة بنغازي، وظهر نجل القذافي، سيف الإسلام محذراً المتظاهرين من احتمال اجترار البلاد إلي حرب أهلية. في 21 فبراير أعلنت تقارير صحفية أن وزير العدل الليبي استقال احتجاجاً علي الوضع الدامي والاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن الليبية، وفي اليوم نفسه، وجه نجل معمر القذافي، سيف الإسلام، كلمة للشعب الليبي علي التلفزيون المحلي حذر فيه من حرب أهلية شرسة اذا استمرت الاضطرابات، وأصر علي أن والده ليس مثل الرئيسين المخلوعين مبارك في مصر وبن علي في تونس. وظهر القذافي لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في 22 فبراير لنفي شائعات بأنه فر خارج البلاد، وتعهد بأنه لن يغادر ليبيا وأنه سيموت شهيداً في النهاية. وأصدر مجلس الأمن الدولي بياناً أدان فيه العنف واستخدام القوة المفرط ضد المدنيين، وعبر عن أسفه لسقوط مئات القتلي من المدنيين. وأعلنت سويسرا في 24 فبراير، عن تجميد أصول عائلة القذافي المودعة في المصارف السويسرية، ووقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 25 فبراير ، أمراً تنفيذياً بتجميد أصول القذافي. وفرض مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير عقوبات ضد ليبيا، بما في ذلك فرض حظر علي الأسلحة وتجميد الأصول، كما أحال المجلس ليبيا إلي المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية، وأعلنت المعارضة لليبية تسمية زعيمها، وهو وزير العدل الليبي السابق، مصطفي عبدالجليل. وفي مقابلة مع كريستيان أمانبور من شبكة "إيه بي سي" يوم 28 فبراير ، قال القذافي إن الشعب الليبي يحبه وسيموت في سبيل حمايته، والاتحاد الأوروبي يفرض حظر بيع الأسلحة لليبيا وتجميد أصول وأموال القذافي وخمسة من أفراد أسرته. في 7 مارس بدأ الناتو تطبيق قرار يقضي بمراقبة الأجواء فوق ليبيا. فيما صوت المجلس الأمن الدولي في 17 مارس لصالح قرار يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا واتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين. وبدأت القوات الفرنسية والبريطانية والأمريكية في 19 مارس بأولي عملياتها العسكرية في ليبيا. وجه القذافي كلمة عبر التليفزيون الليبي في 20 مارس : وقال إن ميثاق الأمم المتحدة يمنح ليبيا الحق في الدفاع عن نفسها في منطقة الحرب، مهدداً بفتح مخازن الأسلحة أمام الليبيين .  تلا ذلك سفر وزير الخارجية الليبي، موسي كوسا إلي بريطانيا، ليعلن انشقاقه عن نظام القذافي في 30 مارس. وحث القذافي في مطلع شهر أبريل أوباما علي إنهاء عمليات القصف التي تشنها قوات الناتو علي بلاده. وشن الناتو في 7 مارس ، هجوماً بالصواريخ علي منزل في طرابلس أسفر عن مقتل الابن الأصغر للقذافي، سيف العرب، وثلاثة أحفاد. أعقب هذا سيطرة الثوار علي مطار مدينة مصراتة التي تحاصرها كتائب القذافي. وفي 22 مايو تم الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً لليبيين . وصدرت مذكرات اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية بحق القذافي وسيف الإسلام وزوج شقيقته، عبدالله السنوسي في 27 يونيو، لدورهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قمع ثورة الشعب الليبي. وفي 1 يوليو، ومن خلال رسالة صوتية بثت علي شاشة التلفزيون الليبي، هدد القذافي بنقل الحرب إلي أوروبا. في 29 أغسطس أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية أن زوجة معمر القذافي، صفية فركاش، وابنته عائشة ، وولداه محمد وهانيبال وعدد من أحفاده دخلوا الجزائر. فيما وجه القذافي في 1 سبتمبر ، رسالة صوتية، بثتها قناة الرأي العراقية من سوريا، في الذكري 42 لتوليه السلطة، حث فيها الليبيين علي مواصلة القتال. وجاءت الأنباء عن مقتل القذافي في المعارك في مدينة سرت في 20 أكتوبر في الوقت الذي ذكرت تقارير صحفية غير مؤكدة أن ابنه المعتصم قتل في المعارك ذاتها، بينما ذكرت تقارير أخري أن ابنه سيف الإسلام نجح في الفرار من مدينة بني وليد. اليمن وبالتزامن مع اندلاع الثورة الليبية كان عدد من المدن اليمنية الكبري تغلي من تحت حكم الرئيس علي عبد الله صالح الذي قدم تنازلات عدة، بدءاً من التخلي عن التمديد والتوريث، مروراً باقتراح تعديلات دستورية ترضي المعارضين، وانتهاء بالمزاوجة بين قتل المتظاهرين وأمر الجيش بحمايتهم لكن الثوار اليمنيين رفضوا الإذعان وواصلوا التظاهر في أغلب الميادين، مخيرين صالح بين التحول إلي رئيس سابق، أو إلي رئيس مخلوع وإحالته إلي المحكمة سوريا وفي سوريا انطلقت الاحتجاجات يوم الثلاثاء 15 مارس ضد القمع والفساد وكبت الحريات وتلبية لصفحة: الثورة السورية ضد بشار الأسد.علي الفيسبوك  في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية. قاد هذه الثورة الشباب السوري الذي طالب بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفع شعار: "حرية... حرية"، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي فتحول الشعار إلي إسقاط النظام السودان بدأت في السودان في 9 يناير، عملية التصويت في الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان وحق تقرير مصيره. حيث خرج نحو 4 ملايين ناخب ينتمون إلي جنوب البلاد بالداخل وخارج للإدلاء بأصواتهم علي مدي أسبوع في استفتاء طال انتظاره بشأن تقسيم البلاد إلي دولتين. وفي السبت التاسع من يوليو احتفلت جمهورية جنوب السودان، بعدما أعلن رسمياً عن انفصالها، لتصبح أحدث دول العالم، بعدما صوت 98 % من أهالي الجنوب في مطلع العام لخيار الانفصال والاستقلال عن الشمال، الذي أعلن في الثامن من يوليو اعترافه الرسمي بانفصال جنوبه كدولة مستقلة ذات سيادة، فيما أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بتشكيل قوة لحفظ السلام وإرسالها لأحدث دول العالم. وجاء هذا الانفصال وفقاً لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم عام 2005 ليضع حداً لسنوات طويلة من الحرب بين الشمال والجنوب، هي أطول حروب القارة الإفريقية استمرت لخمسة عقود