مواجهة الإرهاب.. تسوية النزاعات .. وتنمية دول القارة

دبلوماسيون: «السيسي» وضع خارطة طريق بأولويات إفريقيا

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 

أكد عدد من الدبلوماسيين المختصين بشئون إفريقيا، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح القمة الإفريقية تمثل خارطة طريق توضح أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، كما تعيد رسم ملامح القارة بشكل يعبر عن طموحات أبنائها .

 

واوضحت السفيرة نميرة نجم المستشار القانوي للاتحاد الإفريقي، أن النقاط التي تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي تتماشي مع أجندة الاتحاد وأهمها السلم والأمن في أفريقيا ومجابهة تغير المناخ ودور اتفاقية التجارة الحرة في تنمية القارة.

 

وأضافت : نري من جانب الاتحاد أيضا أن الرئيس أهتم بتنفيذ أجندة 2063 وتنفيذ القرارات الخاصة بإصلاح الاتحاد ليكون أكثر فاعلية في خدمة قضايا القارة .

 

واوضحت أن موضوع العام الذي تطرق إليه الرئيس السيسي وهو»‬ تعزيز العمل الافريقي المشترك لمواجهة الهجرة غير الشرعية والتعامل مع أسبابها » مهم جدا بالنسبة لإفريقيا نظرا لوجود عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين والنازحين بسبب الحروب داخل القارة.

 

وتابعت: كما انه أمر مرتبط بالتنمية وله أبعاد أساسية، فعلي سبيل المثال تفقد القارة عقولا مميزة لدول أكثر تقدما لعدم إيجادهم فرص عمل مناسبة في بلدانها، كما تفقد أرواحا كثيرة في الهجرة عبر البحر في مراكب غير آمنة، ويعامل الناجون منها بطريقة غير آدمية في المناطق التي قد تستقبلهم أوترفض ذلك، وكل هذه الأمور يجب نقاشها للوصول لحلول قابلة للتطبيق علي المستوي القاري.

 

من جانبه اكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس وضع أجندة مصر خلال المرحلة القادمة، التي تشمل متابعة أجندة العمل داخل الاتحاد الأفريقي التي تبناها خلال المرحلة الماضية الرئيس الرواندي بول كاجامي، حيث ترتبط بإعادة الإصلاح والهيكلة المؤسسية للاتحاد والنظر في جداول الأنصبة والدور الكبير الذي بذله وزراء مالية مجموعة الـ15 الأفريقية في هذا الشأن.

 

وأضاف: لذا علي مصر استكمال الأجندة القائمة الخاصة بإعادة الإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي، بجانب مواصلة جهود الاندماج الاقتصادي الممثلة في المنطقة التجارية الحرة القارية بالاضافة للاندماج الإقليمي والبنية التحتية.

 

وشدد أن أولويات مصر ستركز علي الاستمرار في مجابهة الإرهاب وتسوية النزاعات، خاصة بعد أن تحققت العديد من الانجازات خلال الأشهر الماضية في هذا المجال، مثل عودة العلاقات الطبيعية بين ارتريا واثيوبيا والتوافق بين طرفي النزاع في جنوب السودان واتفاقية السلام المقترحة في أفريقيا الوسطي.


وتابع: تعد كل هذه مؤشرات إيجابية توحي بأننا نستطيع من خلال الرئاسة المصرية للاتحاد إسكات البنادق في سنة 2020 طبقا المبادرة الأفريقية، وفي مجال السلم والأمن فإن مصر حريصة علي تواصل إفريقيا مع شراكاءها من الدول المختلفة، لأن هذه الشراكات مهمة جدا لمواجهة القضايا والمشكلات الحالية وعلي رأسها قضية هذا العام وهي «‬ النازحين» وإعادتهم لأوطانهم ورعايتهم بعد أن تعرضوا لظروف سياسية أو إرهاب أو تغيرات مناخية من جفاف وتصحر.

 

وقال : ما أشار الرئيس إليه من وجود 18 مليون نازح و8 ملايين لاجئ توضح حجم هذه الكارثة الإنسانية التي تستلزم التزام المجتمع الدولي بتعهداته بمساندة أفريقيا في مواجهة التغيرات المناخية.. واضاف أن الرئيس تطرق أيضا لأهمية التواصل الثقافي بين دول القارة وتفعيل دور المرأة والشباب.

 

ومن جهته يري السفير جمال بيومي، أن خطاب الرئيس شامل ويضم كل التساؤلات التي يمكن أن تطرح، وتعد أبرز النقاط التي يجب أن نركز عليها خلال الفترة القادمة هي الدفاع عن الظلم الواقع علي إفريقيا في المعترك الدولي عندما يشترك الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم أو المقابلات الدولية أو مؤتمر اوروبا افريقيا، الذي جعلها مصدر للتمويل للغرب .

 

وأضاف: بجانب أن اتفاقية التجارة الحرة من تعد الاتفاقيات المضيئة لأنها تربط دول الكوميسا والتكتلات الاقتصادية الأخري في كيان واحد يضم معظم دول القارة وتجعل الرسوم والعوائق ملغاه بينهم،  بجانب الاستثمار كل هذا يمكن تحقيقه خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد.

 

وأوضح أن البنية التحتية وتعظيم المشروعات العابرة للقارات تعد مسألة معقدة للغاية، لما تحتاجه القارة من طرق ومواصلات وبنوك، لذا يجب ان نفهم أننا امام عمل ثقيل ومسئولية كبري ستتم علي عشرات السنوات.