في ذكراه..إحسان مازال يصنع الحب 15/01/2012 02:25:47 م محاسن الهواري يرتبط إسم إحسان عبدالقدوس دائما في نفسي بفصل الشتاء،ربما لأنني قرأت أول كتاب له وهو "صانع الحب" في إحدي ليالي الشتاء الباردة. وربما أيضا لأنه قد ولد في فصل الشتاء وتحديدا في 1 يناير 1919 كما شهد نفس الشهر- بعد حياة دامت أكثر من واحد وسبعين عاما - وفاته التي كانت في 12 يناير 1990. كان غضبي كبيرا وأنا أجد كتابا بعنوان "صانع الحب" لأنني أؤمن أن الحب لايصنعه أحد،فهو يخلق مثل كل الكائنات،إنه قوة يخلقها الله قوة تنصهر فيها روحان فتصبحان روحا واحدة تسكن جسدين،ولهذا يكون الألم عظيما عندما يموت الحب لأن الأرواح وقتها تتمزق. والحقيقة أن كل غضبي وقتها قد تلاشي بعد قراءتي للصفحات الأولي للكتاب لأن الرجل قد أكد صدق إعتقادي وهو أن الحب لايصنع. فقال في مقدمة الكتاب "من السهل أن تصنع الحب أي تفتعله ولكنه في هذه الحالة لايدوم إلا حيثما تدير عينيك إلي الناحية الأخري..أما الحب بكل معانيه، الحب الذي وجد مع الحياة فأضاءها بنور الله، فقد عرفته ولكني لم أكتب عنه لأنه أقوي من قلمي. وقد جاءت كل كتب إحسان عبدالقدوس التي قراتها بعد ذلك لتؤكد نفس المعني بطريقة أو باخري فهناك كتابه "بائع الحب" وكتابه "رائحة الورد وأنوف لاتشم" وروايته "ومضت أيام اللؤلؤ" وغيرها. وهكذا نجد أن الرجل في ذكراه - ومع قراءتنا لكل كلمة كتبها- مازال قادرا علي أن يحلق بقلمه في ارواحنا ليرصد عن قربلهفتنا إلي الحب الذي لايصنع..الحب الذي يتخطي حدود العقل والمكان والزمن.