سوليه: تجربة الجزائر مع الاسلاميين لن تتكرر في مصر 2012- ص 10:54:57 الاثنين 13 - فبراير رويترز  يواصل الكاتب الفرنسي روبير سوليه تعبيره عن الولع بمصر في كتاب جديد اكد فيه ان ظروف الدولة المصرية تمنع اندلاع صراع بين السلطات والاسلاميين كما حدث في الجزائر في التسعينات من القرن الماضي. وتناول سوليه في كتابه قضايا متفرقة تصب في مجري واحد لعله الروح المصرية أو الشخصية المصرية التي يقول ان ماء النيل وليس الدم هو ما يجري في أوردتها ولهذا لا يخشي علي مستقبلها من الحركات الدينية. ويري أن السيطرة علي النهر كانت سببا في توحيد المصريين منذ فجر التاريخ مستشهدا بقول الكاتب الالماني ايميل لودفيج في كتابه (النيل. حياة نهر) ان الشعب المصري تكون وتطور "بواسطة اثنين من آلهة الطبيعة فعبدهما. فهذا الشعب يدين للشمس بحبه للحياة وباعتداله في طباعه ويدين للنيل بتعلم روح الانضباط والامتثال" وكان النيل الذي رمز له بالاله "حابي" في مصر القديمة تجسيدا للخصوبة وتجدد الحياة. كما يسجل سوليه أيضا ما كتبه المؤرخ جوانفيل الذي صاحب حملة لويس التاسع "الصليبية الكارثية علي مصر (1249 ميلادية") حيث قال بعد عودته الي فرنسا ان النيل يختلف عن غيره من الانهار لان "فيضانه جالب الخير لا يمكن أن يأتي الا بارادة الله." وفي كتابه الجديد (قاموس عاشق لمصر) يسجل أن الولع بمصر الفرعونية وحضارتها "يعود الي أزمنة قديمة جدا" مستشهدا بأن الرومان نقلوا الي روما القديمة بعض المسلات المصرية واعتنقوا بعض المعتقدات المصرية ثم حصلت فرنسا "علي نصيبها" من الولع بفنون مصر القديمة منذ بداية عصر النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي. والكتاب-القاموس ترجمه الكاتب المصري عادل أسعد الميري وصدر الشهر الجاري عن المركز القومي للترجمة في القاهرة ويقع في 495 صفحة كبيرة القطع. ويضم الكتاب 144 مقالا تستعرض مصر.. تاريخا وجغرافيا وأساطير ورحالة وشخصيات بارزة ومعالم دينية ومعابد تتصدرها مسلات يري أن المصري القديم اعتقد أنها "تربط الارض بالكون السماوي" علي الرغم من أن العدد الاكبر من المسلات المصرية يعيش "في المنفي" اذ توجد مسلة في كل من باريس ولندن ونيويورك و13 مسلة في روما في حين بقي بمصر ست مسلات. ويري سوليه أن "الاصوليين عاجزون حتي الان عن اقتراح مشروع برنامج صالح للتطبيق في كل المجالات علي جميع أفراد المجتمع المصري" وبخاصة في المجال الاقتصادي الذي يراه نقطة ضعف ما يسميه بالمشروع الاصولي. وحصل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين علي أكبر كتلة في البرلمان الجديد وجاء حزب النور السلفي تاليا في الانتخابات التشريعية. ولكن سوليه لا يخشي علي مستقبل مصر من الاسلاميين.. فيسجل أن "مصر ليست الجزائر... حيث تحول الصراع بين السلطات الجزائرية والاسلاميين (في التسعينيات) الي ما يشبه الحرب الاهلية. ان وضع مصر مختلف عن الجزائر التي ما زالت منذ استقلالها سنة 1962 تبحث عن هويتها.. عربية اسلامية-أمازيجية صحراوية-غربية فرنسية. أما مصر بلد الفراعنة فهي بلد عجوز جدا" منذ توحد سياسيا في اطار دولة مركزية قبل أكثر من 5100 عام. ويقول ان المجتمع المصري "يتمتع ببنية صلبة قوية حيث تقوم الدولة المدنية فيه علي أساس متين مع اتساع نفوذ السلطات الدينية المقربة الي السلطات المدنية. انه مجتمع مستقر جدا علي قواعده الثابتة وهي القواعد التي تتمتع بتجانس ثقافي تندمج فيه الاقلية المسيحية" البالغة نحو 10 بالمئة من المواطنين. ويسجل أيضا أن الاخوان المسلمين موجودون بقوة في النقابات المهنية "وقد يبدو أحيانا أن الجيش هو الجهاز المصري الوحيد الذي يخلو منهم."