سائقو الميكروباص يكسرون الإشارة فى وجه الدولة 2012- ص 11:53:02 الاثنين 12 - مارس إسراء النمر لم يجد وطناً يحتويه سوى الميكروباص، الذى يستقله فى رحلة تمتد لساعات طويلة يومياً بحثا عن الرزق، ليجد اتهامات الكثير له بالعصبية والتهور وجر الشكل. من ينظر بداخلهم ويعرف ماضيهم وحاضرهم يؤمن بأنهم إحدى فئات المهمشين فى مصر الذين يعانون من الفوضى والجهل والفقر. سائقو ميكروباص فتحوا قلوبهم لـ "بوابة أخبار اليوم" ليفسروا الفجوة التى حدثت بينهم وبين المجتمع، فيقول رشاد الشهير بين السواقين بـ "ابو الدكتور محمد" إن ما يواجهه السواق كل يوم يجعله يكفر دينه؛ فمعاملة الركاب سيئة لأنهم لا يحددون من البداية المكان المحدد الذين يريدون الوصول إليه، كما أنهم يجعلون السواق يقف كل عدة أمتار رغم تأكيده عليهم بالنزول، مما يثير الخناقات بين الطرفين. ويضيف: السواق الذى لا يتبع السرفيس هو الذى يقوم برفع الأجرة لأن السرفيس هو تحديد خط سير الميكروباص من مكان للتاني، وأغلب المواقف عشوائية وليس لها طريق محدد، لذلك يسير السواق فى الشوارع الجانبية مما يزيد من المشاكل المرورية اليومية. وينفى دور الحكومة فى تأمين السواق اذا تعرض لحادث، فلا توجد خدمات صحية لهم رغم أنهم تابعين للسرفيس، كما أن المعاش لا يتعدى الأربعين جنيه، ويستطرد: "دخلى فى الشهر ألف جنيه ولا تكفى تعليم أولادى ومصاريف الميكروباص، لولا عملى كسائق فى (بلاد برا) لم يصبح ابنى دكتور، فهناك فرق شاسع بين السواقين فى باقى البلاد وسواقين مصر".    ويشكو محمد عبد الفتاح من إضطهاد سائقى الملاكى لهم قائلا: نجدهم يقفون فجأة أمامنا مما يصيب سيارته بكسور ورغم ذلك يجبروننا على إصلاحها حتى لا يتصل أحدهم بأى شرطى يعرفه ويقوم بسحب الرخصة منه، فكل مشكلة تحدث يلقونها على عاتقنا مما جعلنا نخرج عن طوع الحكومة التى تتهمنا بالفوضى والشغب فى حين إنها لا تلتفت إلى مطالبنا الأساسية. ويستكمل السائق الذى يعانى من تضخم فى الكبد: "الزباين بتخنقنا فيختارون الميكروباص على مزاجهم، ولا يضعون فى إعتبارهم أن هناك دور، بالإضافة أنهم يريدون أن يأكلوا ويدخنوا فى قلب العربية، "ولو اتكلمت معاه يشتمك"، وأبسط حل إنى أبطل العربية فى وسط الطريق، وكل واحد يعمل اللى هوا عايزه طالما عافية". الفجوة التعليمية بين سواق الميكروباص و(الراكب او سائق الملاكى او رجل الشرطة) السبب فى خلق الخلافات التى نراها كل يوم كما يرى رمضان الذى يعمل بالمهنة منذ 23 عام، مضيفا: السواق إما معاه (ابتدائية أو إعداية) او مش متعلم خالص، وطول عمره متمرمط فى الشارع، من الطبيعى انه لا يملك مهارة التعامل مع الآخريين بإحترام، فعندما يتحدث مع زبون دكتور او مهندس يقلب الموضوع لخناقة. ويستمر: لابد أن تهتم الدولة بتعليم السواقين الذين يشعرون بالظلم والقهر طول الوقت؛ فالزبون يتعامل معاه بتعالٍ على أساس أنه شحاذ، وأن الأجرة إحسان منه، كما أن شرط إستخراج الرخصة ان يحمل السائق اى شهادة، واذا كان غير متعلم يضطر إلى الحصول على شهادة محو الأمية بـ 600 جنيه، فى حين ان الكثير لا يملكون ذلك المبلغ، مما يجعلهم يخالفون القوانين ويسيرون فى الطريق بدون رخصة، فكل هذه المعوقات وراء خلق ظاهرة (المواقف العشوائية وسائقى الميكروباص تحت عمر 18 سنة)، وهذه كارثة كبيرة فهم يستولون على جانب من الطريق مدعين أنهم يحصلون على تصريح من الحى. ويقارن محمد عطية بين الوضع قبل وبعد الثورة؛ فكانت أغلب عربات الميكروباص ملك بعض رجال الشرطة مما جعل السائق يتمتع بحصانة كبيرة أثناء سيره فى الطريق، أما الآن فالوضع أختلف تماماً وانتقلت الملكية إلى أشخاص عاديين. ويعبر عطية عن استيائه من الانفلات الأمني فى الشوارع مؤكداً على ضرورة اصطحاب السواق لأى أله حادة معه فى الميكروباص لأنه الأكثر عرضة للبلطجية فى الطريق، فيتعرضون من وقت للأخر للصوص يسرقون أموالهم وعرباتهم، نافياً امتلاكهم لأسلحة نارية حتى لا تتحول البلد إلى غابة، وأنه من حقه حماية سيارته والركاب فى الوقت نفسه.