قيادات كنسية: الفتنة الطائفية بمصر داء يحتاج لدواء عاجل 2013- م 02:46:34 الاثنين 08 - ابريل الأنبا باخوميوس حسنى ميلاد عبر عدد من قيادات الكنيسة المصرية ورموزها، عن استيائهم الشديد من حادثي الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية من قبل مجهولين، وكنيسة مار جرس بالخصوص، وحرق منازل ومحلات الأقباط. ووجه الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة والمدن الغربية الخمس، الشكر للرئيس مرسي على اتصاله بقداسة البابا تواضروس، الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، وقال: "الأهم هو تحقيق العدالة ومحاسبة المتسببين في الاعتداء على مقر الكاتدرائية التي تعد رمزاً للأقباط في العالم أجمع". أضاف، الأقباط يعشقون مصر ويحبون أخوتهم المسلمين، ولكن هناك من يريد تعكير صفو العلاقة التي استمرت 14 قرناً من الزمان. وطالب باخوميوس،  قوات الأمن التي انسحبت لأكثر من 3 ساعات من أمام الكاتدرائية بأن تقبض على الشباب الذين تعدوا على المتظاهرين وألقوا بقنابل الغاز على المقر البابوي، وقال: "عدم تقديم أحد للعدالة وعدم محاسبة أي من الذين تعدوا على الأقباط وكنائسهم في الأحداث يشجع على استمرار الأحداث". بينما قال الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر، أن الأحداث التي وقعت داخل وفي محيط كاتدرائية العباسية، هي أحداث مؤسفة لم نشهدها من قبل، وتنذر بانزلاق مصر لسلسلة من الفتن التي لا يحمد عقباها، لأن كاتدرائية العباسية للأقباط تعد رمزاً لكل مسيحي مصري بما تحمله من تاريخ وحصن روحي كبير. أضاف، إننا نحمل وزارة الداخلية المسئولية، لأنها لم تستبق الأحداث وتؤمن وتحصن الكاتدرائية على الرغم من علمها المسبق بجنازة قتلى أحداث الخصوص، وهذا يعد استخفافاً خطيراً وعدم تقدير من قبل أجهزة الداخلية التي من المفروض أنها تعمل بحرفية أمنية منظمة، فما نشهده اليوم هو انهيار لسيادة القانون. تابع: "نشعر أن جميع كنائسنا باتت مهددة وغير آمنة، ومن المثير للدهشة أيضاً أن الرموز الدينية الكبرى من كاتدرائية العباسية وقبلها مشيخة الأزهر صارت مستهدفة من قبل من لا يريد سلاماً لمصر". وقال د.فريدي البياضي، عضو مجلس الشورى، لا يمكن أن نظل ندفن رؤوسنا في الرمال وننكر وجود مشكلة طائفية، فأنا كطبيب لا يمكن أن أعالج المريض إلا إذا قمت بتشخيصه، ومشكلة الخصوص حتى وإن بدأت بمشاجرة عادية لكن كل التداعيات التي تلتها تنم عن وجود داء تعصب طائفي. وتحدث غاضباً: "لماذا كلما تحدث مشكلة بين مسيحي ومسلم يتم الاعتداء بعدها على كل المسيحيين، وتحرق بيوتهم وكنائسهم؟". أضاف، أن الخطاب الديني يجب تنقيته ومحاسبة كل من يحرض على الكراهية والقتل فمن أمسك بمكبر الصوت بمسجد الخصوص ودعا لقتل المسيحيين هو شخص معروف يجب أن يقدم للمحاكمة كقاتل. وقال، من الواضح أيضاً أن الأمن عاجز عن القيام بدوره، وأنا كنت حاضراً في جناز تشييع الشهداء من الكاتدرائية وتم ضرب رصاص حي تجاهنا أثناء خروجنا في الشارع وكان الأمن مشاهداً إن لم يكن مساعداً للمعتدين. أضاف، لقد غابت ثقافة القانون بعد أن غابت ثقافة المواطنة وأخشى أن يؤدي ذلك لغياب الوطن. وأعرب القس أندرية زكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، عن شديد أسفه لاستمرار مسلسل الأحداث الطائفية التي تقع بين الحين والأخر، والتي تتحول من مشكلة اجتماعية، إلى أحداث طائفية يسقط فيها العشرات من الضحايا ما بين قتلى وجرحى. وأكد فى البيان الذى أصدرتة الطائفة أن كل ما يحدث من اعتداءات على الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة بعيد كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية، ودعا لسرعة تحرك كافة القوى، وبخاصة مؤسسات الدولة المعنية، لحماية الوطن من كافة أشكال العنف، وضرورة تفعيل القانون بكل حزم على الجميع.