ومازال مسلسل التحرش مستمرا 2012- م 06:59:41 الاربعاء 24 - اكتوبر عمر حسام – احمد طنطاوي هو إحساس مهما حاولنا رصده فلن نفلح ..الفتاة وحدها تستطيع التعبير عن هذا الجرح الذي يلامس روحها و آخر غريب عنها يلمس جسدها بدون حق و بدون شرع و بدون إذن منها. إنه التحرش الجنسي الذي يسود في دول المكبوتين و العاجزين عن تصريف شهواتهم الطبيعية بشكل طبيعي و مشروع .. هنا في مصر " يتلذذ الطرف القوي بمعاقبة الطرف الضعيف وتحميله مسؤولية عجزه عن الزواج ومهما تفعل الفتاة ومهما تتجنب هذا الفعل الغير أخلاقي فهي ليست في منأى عنه وفي النهاية هي الطرف الملوم لأنها تركب الأتوبيس الزحمة - مع إن كل المواصلات زحمة- و لأنها ترتدي ثيابا تشف و تخف و تبرز أنها سيدة – حتى من ارتدت الخمار الواسع لم تنج من البؤساء-.   و بقدر ما حاولنا البحث في عمق الظاهرة بقدر ما انتابتنا الدهشة ونحن نسمع الردود من الشباب الذي اعترف – بجرأة يحسد عليها – أنه يمارس هذا الفعل المعتدي على كرامة الأخريات. يقول نادر عراقي : "أنا لا أغصب واحدة على شيء وأتحسس في البداية البنت التي تقف أمامي في الطابور أو المترو فإن سكتت فهذا يعني أنها "ليلة فل" وقد نتعرف آخر الخط وإن تململت وتأففت وحاولت تغيير مكانها فأنا لا أضربها على يدها وأغصبها بل أتركها وأبحث عن غيرها". و يقول مدحت صيام: "ماذا نفعل وكلنا طاقة وفتيات آخر جمال أمامنا في الفيديو كليبات ليل نهار في المقهى وفي البيت وحتى في العمل .. يا أخي الواحد بني آدم .. لحم و دم و"بيتأثر و مافيش إمكانيات " ثم إن كل البنات مثل حالتنا محتاجات للمسة حنان "ويضحك". نترك الشباب خفيف الظل يضحك ويدخن سيجارته وننتقل لأستاذ علم النفس للأطفال بجامعة عين شمس مؤمن أحمد علي، الذي أكد على أن المتحرش شخص مريض يجب علاجه منذ طفولته والنظر إلي بيئة التنشئة. و يضيف أن  المجتمع المصري مجتمع محافظ وبالتالي احتياجاته الفيسيولجية - و من ضمنها الجانب الجنسي-  تكاد تكون محظورة بشكل قاطع وخصوصا في المراحل المبكرة لتكوين وعي للفرد من الحضانة إلى المدارس ثم الجامعة ومن هنا يتفاجأ الشخص في الجامعة بأن هناك تخاطب بين الجنس الأخر الذي فرض عليه التعامل معه. ومن هنا يلجأ الشخص  إلى  إشباع غرائزه عن طريق أساليب غير مشروعة حيث يبحث عن الأماكن المزدحمة أو الأوقات التي يغيب عنها رجال الشرطة مثل الأعياد. وأوضح أن معظم حالات التحرش تكون بين سن الثانوي إلى الجامعة، حيث أن هذا السن الذي لا يستطيع الشاب فيه السيطرة الكاملة على مشاعره وغرائزه. ولعلاج هذه المشكلة يجب أن نبدأ من الأسرة التي عليها دورا كبيرا في توعية الشباب فلا يوجد شي ممنوع ولكن هناك علم يستطيع به معرفة الصواب والخطأ، وهناك جانب قانوني حيث يجب أن تكون عقوبات هذه الجرائم جادة وصارمة. من الناحية الدينية قال الشيخ محمد المهدي أن هذه المسالة تتعلق بالانفلات الأخلاقي الذي أصابنا، فيجب معالجة الأخلاق عموما عن طريق تعميق المسئولية أمام الله عز وجل وليس القانون فحسب، لأنة من الممكن أن يتحايل أي شخص على القانون.  وأشار إلى أن الخطأ في التحرش يعود على الشاب والبنات لأنها لا تعير اهتماما لملابسها وطريقه سيرها و قال إذا شعر الشاب أن التي تسير أمامه تعتبر أخته أو والدته لن يفعل ذلك.  وأتجه في كلامه إلي أن الخطأ متساوي بينهما فكثرة الخروج للبنت يعرضها للتحرش و يجب ألا تسير البنت بمفردها في الشارع ويجب أن تحافظ البنت على ملابسها و طريقة سيرها لأن طريقه سيرها وملابسها هي التي تجعل الشاب يتحرش بها.