"التوحد".. كثيرا ما نسمع هذا المصطلح ولا نفهم من الذي يطلق عليه هذا الاسم، وأحيانا أخرى نرى بعض الأطفال ممن يعانون من هذا الإضطراب ولا نعرف كيفية التعامل معهم. وهذا ما دفعنا لتوضيح هذا المفهوم والتعرف على كيفية التعامل مع "الطفل التوحدي" الذي يظهر غالبا، في إنعزال عن غيره، حيث ينشغل بنفسه، وقليلا جدا ما ينتبه للآخرين أو يتعامل معهم، إلا أن التأهيل النفسي غالبا ما يساعده في تخطي هذا الأمر، والوصول إلى الصحة النفسية. وقالت معالج إضطرابات اللغة والكلام، د.أمل زكي، في حوارها الخاص لبوابة أخبار اليوم، عن  "التوحد"، هو مصطلح يتردد كثيراً في الأونة الأخيرة، يطلق عليه البعض مرض التوحد والبعض الآخر يطلق عليه إعاقة والبعض يطلق عليه إنطواء، ولكن بحكم عملي طيلة 5 سنوات في علاج الإعاقات وإضطرابات اللغة والكلام أرى إنه ليس مرض بل إضطراب نمائي شامل يصيب مهارات الطفل في كل المستويات سواء كانت إجتماعية أو تخص الإدراك أو اللغة، فالمرض مثل الأنفلونزا، مرض السكر، السرطان، وغيرها  يتم أخذ عقاقير لها فنشفى منها، أما التوحد فلا نتعامل معه بهذا الشكل. وأشارت زكي، إلى أن التوحد حالة غامضة، وإضطراب في اللغة والكلام، لا يأخذ الطفل دواء فيشفى منه، بل يحتاج إلى مدارس تأهيلة وأخصائي تخاطب كي يتم تطويره إدراكيا ولغويا، فهو إضطراب يتحسن خلال علاجه الطفل من حالة إلى حالة ولكنه لن يصل ليصبح طفل طبيعي مئة بالمئة . وأوضحت، أن التوحد ليس حالة إنطواء بل حالة "إنعزالية"، قائلة :"الطفل يعيش داخل قوقعة ولا يرغب في الخروج منها، دون قصد منه، ولعل أبرز السمات التي يجب على الأم الالتفات لها أن طفلها ليس لديه تواصل بصري، ولا يتكلم ولا يتواصل لغويا تماما". وتابعت، هذه سمة ليست موجودة في كل الحالات، ولا يستخدم التوحدي - لغة الجسد كباقي الأطفال، وليس لديه قدرة على التقليد سواء للحركات أو تنفيذ الأوامر البسيطة أو تقليد اللغة والأصوات، ويقوم بعمل حركات تسمى الحركات التكرارية، كالرفرفة أو السير على أطراف أصابعه أو سلوكيات غريبة كاصطدام رأسه بالحائط دون الشعور بالألم، ولا يستجب لإسمه كباقي الأطفال عند مناداته". وأكدت د.أمل، أنه يجب أولا التأكد من أن الطفل لا يعاني من أي مشكلة في السمع، إذا ما دخلت الأم عليه الغرفة ووجدته لا يلتفت إليها وكأنها جسم شفاف دخل وخرج من الغرفة دون وعي منه مثلا، لأن هذه أبرز السمات في الطفل المصاب بالتوحد. واختتمت د.أمل، حديثها عن التوحد، بمطالبة كل أم وأب، لديهما أطفال يظهر عليهم سمات اضطراب التوحد، الحذر من ترك الفرصة للطفل من التعمق في حالة التوحد بتركه أمام التلفزيون لساعات، أو عدم الحديث واللعب معهـ أو تركه ساعات بمفرده.