عادات وتقاليد رمضانية توارثتها الأجيال، ومهما تطورت العصور لايزال المصري مرتبط بها إرتباطاً وثيقاً ، منها تعليق الزينة ، وفرش الموائد الخيرية ، ومنها تقديم القطايف والكنافة عقب كل إفطار .

وخلال السنوات الأخيرة ، ظهرت الآلات الحديثة لصنع الكنافة ، مما أدى لإنخفاض ثمنها ، إلا أن هناك عائلات إستمرت في التمسك بصناعة "الكنافة اليدوى" بالرغم من صعوبتها وعملها الشاق ، بجانب غلو ثمنها مقارنة بـ"الكنافة الآلي" .

ومن أقصى جنوب البلاد، كان لبوابة أخبار اليوم لقاءً مع "المدهش" ، عائلة أسوانية  توارثت صناعة الكنافة منذ عقود طويلة ، لتربي أجيالاً إستمرت في إستخدام الطريقة اليدوية بالرغم من إندثارها .
في البداية قابلنا الحاجة " فاطمة المدهش" ، والتي ورثت  المهنة عن جدها و أبيها " عطية محمود المدهش"  أقدم صانع كنافة بأسوان ، فقد عملت الأسرة بالمهنة منذ بناء السد العالي .
أكدت لنا فاطمة أنه لم يتبق  صانعي كنافة يدوية بأسوان سوى عائلتها وعائلة أخيها ، والذي ورث المهنة أيضاً عن أبيه "المدهش"، وييفرشون كل عام علي بعد عدة أمتار فتماسك الأسرة لازال متواجداً حتى اليوم .
وعن سر تمسكهم بالمهنة رغم اندثارها، أوضحت فاطمة أنها لا تملك سواها ، وأنه عمل عائلي ورثوه بفخر  ، مشيرة أن لديها 5 أولاد و3 فتيات وجميعهم تربوا وتزوجوا من الأموال التي تأتي من صناعة الكنافة اليدوي.
وأضافت فاطمة أنها تقف كل عام لبيع الكنافة ويعاونها ابناؤها طوال اليوم ، وعند إنتهاء الموسم ينصرفون لأعمالهم الأخري ، فنهم المقاول ومنهم السائق .
أما عن سر إقبال الأهالي على الكنافة اليدوي قالت فاطمة " الطبيعي يكسب إحنا بنحط الماية على الدقيق وبس، لكن الآلي في مواد بتتحط عشان العجينة تسلك وكدا الطعم بيتغير خالص" .
وتضيف " كيلو الكنافة اليدوي بـ 12 جنيه ، والآلي بـ 7 جنيه ، ومع كدا لسة الناس حابة حاجة زمان والشغل المظبوط اللي على أصوله ".
وعلى الجانب الآخر قابلت "بوابة أخبار اليوم "  ولدها "عمرو محمود " سائق ، ويعمل بصناعة الكنافة طول شهر رمضان الكريم ، يبلغ من العمر 30 عاماً قضى منها 15 عاماً في هذة المهنة مع أمه وجده.
يقول لنا عمرو " المهنة مش هينة لكن ربنا بيسهل الوقوف قدام النار والحرارة ، وبالرغم من إننا في الصيف لكن الشغل ولا بيأثر فينا ، بنحبه وبنعمله بكل إخلاص".
ويضيف " صناعتها مفيش أسهل منها  بنشغل الفرن البلدي والمصنوع مخصوص للكنافة ، وبنملى  الكوز بالعجين ونبدأ نوزعه على الصاجة ، وفي أقل من ثانية بنشيلها ، ونمسح الصاغة ونضفها ونرش زيت ونبدأ نكرر الخبز تاني".
 ولفت عمرو أن هناك طعم مميز في الكنافة اليدوي لذا لازال الأهالي يقبلون عليها ، وأنهم يعملون طوال اليوم في شهر رمضان ، فينهون العمل بعد السحور ويتجهوا لمنازلهم.
ومن الزبائن أكد الحاج محمود أكرم أنه تعود كل عام على شراء الكنافة اليدوي ، لان الآلي لا مذاق له ، كما انه يباع طوال العام في محال الحلويات ، أما اليدوي فيحلو في رمضان .
ووافقه الرأي حسام أكمل مشيراً أن أهالى أسوان ذواقين ويعرفون قيمة الكنافة اليدوي، وأنه مهما غلى ثمنها سيشترونها فلها مذاق ممتع ، كما ان لها عدة إستخدامات مختلفة عن مذاقها كحلوى ، منها أكلها مع اللبن الدافئ.