أثبتت بعض الدراسات أنه بعد 20 عاماً من الزواج يصبح الزوجان متقاربان في الشكل إلى درجة كبيرة للغاية لتبدو الزوجة وكأنها مرآة لزوجها، لكن هل تنطبق هذه الدراسة على الأزواج فقط أم على الأصدقاء المقربين أيضا؟

تقول خبيرة لغة الجسد ومدربة المهارات البشرية رغدة السعيد: يحدث ذلك بالفعل وبعد فترات أقل من تلك بكثير، فمن الممكن أن نلاحظ شخصين مرتبطين وهناك تشابه كبير بينهما، وهذا يكون نوعا من الألفة، وقد يصل الأمر إلى أنه حتى إذا كانوا أصدقاء مقربين يتحولون إلى نفس الشكل أو يتشابهون إلى حد كبير، لدرجة أنهم يختاروا نفس ألوان الملابس وهم غير مدركين أي بشكل تلقائي، ويشعر من يراهم أنهم متشابهين لأنهم دائما يظهرون سويا، فيصبح هناك ارتباط شرطي بأنهم شخص واحد.
تتابع: أعتقد أن 20 عاما كثيرة لكي يحدث هذا التشابه، لأنه يظهر قبل ذلك، فهذا رديف لفكرة إيجاد الشخص لنصفه الآخر، بالإضافة إلى التعود على الحياة سويا، وهو ما نسميه تواؤماً أو ألفة.
وتتفق السعيد تماما مع هذه الدراسة، نظرا لأن عادات الشخصين تتطابق بالإضافة للأسلوب الحديث وبعض الكلمات واللزمات في الحديث، وكلما زادت العشرة زادت الألفة والعادات المكتسبة والمشتركة بين الزوجين، وعلى العكس تماما فمن لا يوجد بينهما عنصر الحب حتى ولو عاشوا مع بعضهما أكثر من مائة عام فلن تجدهم متشابهين في شيء، وسنجد التضاد والندية بينهم طوال الوقت، فسيهرب الشخص من أسلوب الآخر، نظرا لأنه لا يطيقه، فالسبب في كل هذا نفسي أكثر لأن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على العين.
تضيف: للألفه نوعين أحدهما ناتج عن أن الشخصين عكس بعض تماما ولكن أحدهما يكمل الآخر بشكل كامل وهذه الندية هي ما يجذبهم لبعض مثل السالب والموجب أو النوع الآخر وهو أن يكون الشخصين منسجمين تماما ومتشابهين في كل شيء ويتشاركا في الكثير من الأشياء فتحدث الألفة بينهما.