«الشرقية».. مدرسة كفر صقر من أطلال إلى تحفة معمارية

مدرسة كفر صقر
مدرسة كفر صقر
ظل مئات من طلاب وطالبات مدرسة كفر صقر الثانوية الزراعية المشتركة سنوات طويلة يتلقون دروسهم داخل فصول عشوائية مهينة مشيدة بالدبش الأبيض، ومسقوفة بالسدة والخشب بعد إصابة مدرستهم بالشيخوخة وتصدعها وصدور قرارات بإزالتها.

وبعد مرور ما يقرب من ١٧عاما شعر المسؤولون بالمأساة التى يعيشها طلاب وطالبات تلك المدرسة بعد ان اولت القيادة السياسية جل اهتمامها بالتعليم الفني، فتم إدراجها فى خطة هيئة الأبنية التعليمية لإنشاء مدرسة جديدة بتصميمات معمارية رائعة تضم جميع الأقسام الدراسية التي تساعد على تخريج أجيال تسهم في التنمية الزراعية بشتى أنواعها، ومنذ شهور قليلة تم الانتهاء من تلك المدرسة لتخرج في أبهى صورها ولم يتبق سوى تزويدها بالأثاث لينتظم بها الطلاب وليودعوا أيام العذاب التي عاشوها.

إنشاء المدرسة

قصة المدرسة يرويها المهندس رمضان عبدالله رئيس مجلس الآباء، فيقول تم إنشاء المدرسة عام ١٩٦٧على مساحة ٧٢٠٠ متر مربع لاستيعاب طلاب التعليم الزراعي من مراكز كفر صقر وأولاد صقر وابو كبير والابراهيمية وههيا والسنبلاوين البالغ عددهم 3 الاف طالب وطالبة ينتظمون فى ٥٠فصلا دراسيا.

وكانت تضم١٠ أقسام للألبان والصناعات الغذائية والكيمياء والبيولوجى والبساتين والانتاج الحيوانى والداجنى والمحاصيل والهندسة الزراعية والاقتصاد الزراعى والمناحل وتم شراء ٢٦ فدانا من الهيئة العامة للإصلاح الزراعى وتخصيصها كمزرعة للمدرسة لتدريب الطلاب عليها وسارت الأمور بصورة طبيعية.

وبعد مرور بضعة أعوام بالتحديد عام ٢٠٠٠ أصيبت بعض مباني المدرسة بتصدعات وشروخ وتم اخطار الجهات المسؤولة التى بادرت بإزالة مبنى الصناعات رقم ٢ومبنى الورش رقم ٣ و٢٠ فصلا دراسيا، وعندئذ طالبنا بإنشاء مدرسة جديدة، إلا أن ذلك المطلب ظل حبيس الأدراج بدعوى عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لذلك وبعد مرور ٤ أعوام امتدت الشروخ والتصدعات إلى باقى المدرسة وتم إزالة ٨٥٪ من مبانيها لم يتبق سوى ٨ فصول فقط من إجمالى ٥٠ فصلا وتعالت استغاثاتنا للمسؤولين دون جدوى.

الآباء ورجال الأعمال

ويقول المحاسب محمد حلمى نائب دائرة كفر صقر، إنه نظرا لتعذر نقل طلاب وطالبات المدرسة إلى مدارس أخرى لاكتظاظها جميعا بالطلاب وعملها على فترتين تم توجية الدعوة لأعضاء مجلس الأمناء والآباء ورجال الأعمال وأهل الخير وهيئة التدريس بالمدرسة للتبرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتم جمع تبرعات قدرها ٤٥ ألف جنيه وبناء فصول خشبية وأخرى بالطوب الأسمنتي وتغطيتها بأسقف من الصاج والعروق الخشبية.

كما تم بناء سور حولها للحفاظ على حرم المدرسة وعدم تسلل أي عناصر تخريبية بداخلها وبدأنا رحلة مكوكية للطرق على أبواب المسؤولين لعرض مشكلة تلك المدرسة والمطالبة بإنشاء مدرسة جديدة على أطلال المدرسة القديمة رحمة بهؤلاء الطلاب والطالبات الذين يتلقون دروسهم في ظروف قاسية.

وفور علم اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية بتلك المشكلة أجرى اتصالا عاجلا بوزير التربية والتعليم ورئيس هيئة الابنية التعليمية لادراج تلك المدرسة فى الخطة العاجلة فتم الاستجابة لمطلبه وبادر المحافظ باصدار التراخيص اللازمة لبناء المدرسة وازالة كافة المعوقات وقد تحقق الحلم بالبدء فى انشاء المدرسة فى شهر نوفمبر من العام الماضى وبعد مرور شهور قليلة خرج المبنى الجديد للمدرسة الى النور فى ابهى صوره حيث تم تنفيذها بأحدث الرسومات المعمارية بتكلفة ٨ملايين جنيه ويتكون المبنى من ٥ طوابق تضم ٣٥ فصلا، كما تم إنشاء معمل للألبان والصناعات الغذائية ووحدة نحلية وصوب زجاجية وخشبية ومعمل للأحياء وملحقاته وآخر للهندسة الزراعية. 


ويقول المهندس صلاح عبد الجواد عضو مجلس أمناء المدرسة: "لقد كان طلبة وطالبات المدرسة يعانون الأمرين أثناء تلقيهم دروسهم حيث كانت الأمطار تهطل على رؤوسهم فى الشتاء خلال جلوسهم فى الفصول العشوائية المقامة فى فناء المدرسة وكان المعلمون يبذلون جهودهم رغم تلك الظروف الصعبة ولكن الحمد لله لقد زال الكابوس من فوق رؤوسنا جميعا بإنشاء المبنى الجديد الذى يمثل نقلة حضارية وصرحا تعليميا كبيرا لم نكن نحلم به وأصبحت المدرسة الجديدة أشبه بالجامعة بالمنشآت العملية المزودة بها، وهذا لم يكن ليتحقق إلا فى ظل توجيهات القيادة السياسية بتوفير المناخ المناسب للنهوض بالتعليم الفني.


الفصل العشوائي


ويقول المهندس عثمان لطفى محمد عضو مجلس الأمناء، غن الطلبة عاشوا سنوات عجافا وفترة معاناة رهيبة حيث كانوا يتلقون دروسهم فى وسط أجواء صعبة فى الصيف والشتاء يكفى القول إنه تم طلاء حائط الفصل العشوائى باللون الأسود لاستخدامها كسبورة وكان الوضع مهينا بالنسبة للجميع ولكن الحمد لله تم إزالة الهم والغم من فوق رؤوسنا بعد إعاده بناء تلك المدرسة التى تمثل تحفة معمارية تخدم البيئة المحيطة بها بإنتاج السلع الغذائية وبيعها للمواطنين بأسعار تنافسية. 


ويضيف تيسير شعبان عضو مجلس الأمناء ووالد إحدى الطالبات بالمدرسةن أن إنشاء مدرسة ثانوية زراعية جديدة كان بمثابة حلم للجميع طال انتظاره ولكن بعد ثورة يونيو المجيدة تحقق هذا الحلم وتم ادراج عملية البناء فى خطة هيئة الأبنية التعليمية وتوفير الاعتمادات اللازمة لها وخلال عام واحد خرجت للنور فى أبهى صورة وننتظر وصول الأثاث لانتقال أبنائنا بها.