صاحبة جائزة الدولة للإبداع الفني: أحلم بالوصول للعالمية

 سامية عبد المنصف
سامية عبد المنصف

لا تعترف بفرق بين النساء والرجال بل تجد متعتها فى مهنة صعبة لا تفضلها أغلب بنات حواء وهى النحت، تؤمن بأن أبلغ رد على مقولة »عفوا هذه المهنة للرجال فقط« هو تكريمها باعتبارها أول نحاتة مصرية تحصل على جائزة الدولة للإبداع الفنى عن مشوارها فى مجال النحت وأن وقوفها وهى تحمل الصاروخ وتعمل فى الأحجار القاسية مثل الجرانيت والرخام أبلغ تشجيع لكل فتاة تخشى تحقيق حلمها والعمل بالمهن التى يراها المجتمع ذكورية.

إنها سامية عبد المنصف المعيدة بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة والتى تكمل دراساتها العليا حاليا بإيطاليا.

وتقول سامية ذات الـ ٣٤ عاما ابنة البدرشين، إنها منذ الطفولة كانت تدخر مصروفها الشخصى لتشترى به ألوانا وأوراقا للرسم إلا أن التحاق ميس مريم المعلمة خريجة كلية التربية الفنية بالزمالك للعمل بمدرستها كان له أثر أكبر فى نفسها وجعلها تحب الرسم والفن أكثر فهى أول من علمها الرسم على الزجاج والخزف وعرفت سامية منذ ذلك الوقت أن الفن هو طريقها ومستقبلها، وعقب حصولها على شهادة الثانوية العامة خاضت سامية امتحان القدرات والتحقت بكلية التربية النوعية وكانت الأولى على دفعتها طوال الأربع سنوات الدراسية بالكلية حتى التخرج والعمل معيدة بالكلية وقررت سامية أنها خلقت فى الحياة لهدف ولنقل رسالة الفن السامية ولن تكون مجرد عابرة فى الحياة وتكتفى بالعمل التقليدى والزواج.

وبدأت سامية فى ممارسة فن النحت وكانت من أوائل السيدات اللاتى عملن باستخدام الأحجار الكبيرة مثل الجرانيت رغم صعوبته وواجهتها صعوبة اختيار مكان العمل حيث إن العمل بالصاروخ فى الأحجار الكبيرة يصدر أصواتا عالية وينتج عنه غبار كثير فلم يكن أمامها إلا العمل أمام منزلها بالبدرشين ورغم بساطة المكان والسكان إلا أن أهلها وجيرانها شجعوها وعندما كانت تعتذر لهم عن الأصوات المزعجة التى تصدرها أثناء العمل والغبار كانوا يدعمونها ويؤكدون لها أنهم ليسوا منزعجين إطلاقا حتى أنه فى أحد الأيام جاءت لها طفلة صغيرة وقالت لها إنها تحب أن تمر يوميا من أمام منزلها لتراها وهى تعمل وتنحت الأحجار وأنها معجبة بها وبعملها جدا.

وتكمل أنها حصلت على عدة جوائز من عملها أمام منزلها بالبدرشين فى الشارع وأن سيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت ٢٠١١ يعتبر نقطة تحول وانطلاق فى حياتها العملية وتشجيعها على الانطلاق خارج مصر، كما أن حصولها على جائزة الدولة للإبداع الفني على مجموع أعمالها وكونها أول سيدة تحصل على هذه الجائزة عن مشوارها ومجموع أعمالها رغم أنها ليست خريجة فنون جميلة ودرست النحت بالكلية لمدة فصلين دراسيين فقط كان له أبلغ الأثر فى نفسها وشكل حافزاً لها لتعمل وتتفوق أكثر لتثبت ذاتها وتحقق أحلامها.


وتقول إن تحقيق حلمها والعمل بالنحت فى الأحجار الكبيرة الصعبة لم يكن سهلا إلا أنها صممت على تحقيقه والتفوق فيه وعلى الرغم من أن والدها يعمل بأحد المصانع للحديد والصلب وحلوان ووالدتها ربة منزل ولا تعمل إلا أنهما لم يقفا أمامها أو أمام أى من أشقائها وشقيقاتها السبع وساعدوهم جميعا حتى تخرجوا من الجامعات وخلق ذلك بداخلها روحا تسعى لمساعدة الجميع فتطوعت فى مستشفى ٧٥٣٧٥ لعلاج الأطفال مرضى السرطان بالفن وكذلك فى معهد الأورام لخدمة المجتمع.


وتضيف أنها عند بداية عملها بالنحت واجهتها العديد من الصعوبات فلم تكن تملك المال الكافى لشراء الأحجار للعمل بها فباعت بعض مصوغاتها الذهبية وكانت تذهب لشق الثعبان لشراء الجرانيت وعانت كثيرا فى شرائه ونقله وبعد عدة سنوات من العمل أمام منزلها بالبدرشين استطاعت افتتاح الاستوديو الخاص بها، وفى بداية مشوارها العملى كانت أسرتها ترفض فكرة مبيتها خارج المنزل فكانت تضطر إلى السفر لمختلف المحافظات والعودة فى نفس اليوم مساء حتى استطاعت إقناعهم أولا بالمشاركة فى سيمبوزيوم مرسى مطروح والإقامة بها ثلاثة أسابيع ثم أقنعتهم بالسفر خارج مصر لأمريكا الجنوبية وبدأت بعدها فى التنقل من دولة لأخرى وحاليا تستكمل دراساتها العليا بمنحة من الحكومة الإيطالية وتحضر لمنحة فى ألمانيا بدءا من مارس المقبل فى إطار التبادل الدراسى بين الجامعات الأوروبية.


وتشير سامية إلى أن طريق النجاح ليس سهلا أو مفروشا بالورود فهى تعمل بإيطاليا لتستطيع استكمال دراستها فتساعد أبناء الجاليات العربية فى دراسة اللغة العربية وتعلمهم الرسم والفن وتحلم بأن تنهى دراستها وتعود لمصر لتطبق كل ما رأته وتعلمته وتساعد الطلاب الموهوبين ويكون لها ورشة بمتحف الفن الحديث لتنقل من خلالها خبراتها وتترك بصمتها وأعمالها بقصر ثقافة البدرشين مسقط رأسها، وتؤكد أنها فخورة بنفسها وبعملها رغم صعوبته واضطرارها للعمل للإنفاق على إقامتها واستكمال دراساتها العليا بإيطاليا وأنه رغم تعرض أسرتها وخاصة والدتها للانتقاد خاصة أنها تخطت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج إلا أن اسرتها سعيدة بنجاحها وحلمها أن تزور جميع بلدان العالم حيث إنها زارت حاليا ثلثى العالم وتتمنى زيارة بقيته وهى الدول الآسيوية وخاصة اليابان.


وحصلت سامية عبد المنصف على جائزة الدولة للإبداع الفنى لسنة ٢٠١٤ وأوسكار صالون القاهرة (٢٣) وميدالية وشهادة تقدير لجمعية محبى الفنون الجميلة ٢٠١٣ وجائزة اقتناء CIB بصالون الشباب (٢٢) ٢٠١١ وجائزة النحت لصالون جمعية محبى الفنون الجميلة (٥١) ٢٠١١ وجائزة النحت بملتقى الفن والجماهير بشارع المعز ٢٠١٠ والجائزة الكبرى ودرع جمعية محبى الفنون الجميلة باليوبيل الذهبى ٢٠١٠ وجائزة النحت وميدالية جمعية محبى الفنون الجميلة لصالونها الـ (٤٩) ٢٠٠٩ وجائزة اقتناء بصالون الشباب (١٩) ٢٠٠٨ وجائزة النحت ببينالى بورسعيد القومى ٢٠٠٧ وشهادات تقدير وامتياز لصالون شباب الأسكندرية الدولى الثالث والرابع والخامس والسادس ٢٠٠٨، ٢٠٠٩، ٢٠١٠، ٢٠١١ وعدد من شهادات التقدير من الأمم المتحدة والجامعة الأمريكية وقطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة لقصور الثقافة وساقية الصاوى.


سامية عبد المنصف تحدثت عنها العديد من الصحف العالمية واعتبروها مكملة لمسيرة أجدادها من قدماء المصريين نظرا لتخصصها فى الأعمال الصرحية العملاقة وكونها أنثى إلا أن هذا لم يقف عائقا أمام تصدرها قائمة النحاتين فى العالم، وتحلم سامية بأن تعمل فى مشروع قومى لتجميل مصر وأن يكون لها تصميم فى أحد الميادين المصرية