«الحديد والصلب» قلعة صناعية عملاقة أفشلتها «الإدارة»

أرشيفية
أرشيفية
ارجع  الخبير الاقتصادي د.رشاد عبده، مشكلة شركات قطاع الإعمال وخسائرها نتيجة للسوء الإدارة ومنها شركة الحديد والصلب التابعة للقطاع الأعمال، بعد استعانة الحكومة بفكر القطاع الخاص في الإدارة وجعله ضمن تشكيل مجالس الإدارة فتلاعب بعض رجال الأعمال بالقرارات ما أدى إلى خسائر فادحة بالشركات وخفض قيمتها الحقيقة بالسوق وتطرحه الدولة بالبيع بأسعار متدنية ومن تقدم للشراء رجال الأعمال نفسه  مثل الدخيلة، وهذا خطأ إداري فادح.

وأضاف عبده، هذا ما حصل في نهاية التسعينات حيث  استحوذ رجل الأعمال "أحمد عز" على نسبة من أسهم الشركة ثم ارتفعت نسبة مساهمة "عز" حتى تعدت نصف أسهم الشركة وعين رئيسا لمجلس إدارتها حتى استحوذ عليها بالكامل وأصبحت جزء من مجموعة العز الصناعية والتي تضم مصنع العز لصناعة حديد التسليح بالسادات، ومصنع لصناعة مسطحات الصلب بالسويس، ومصنع العز للدرفلة بالعاشر من رمضان إلى جانب شركة الجوهرة للسيراميك.

وبدأت يد التخريب تعمل ضد شركة الحديد والصلب للصالح رجل الأعمال المقرب للدولة وقام عز بتغير اسم شركة الإسكندرية بعد أن استحوذ معظم أسهم شركة الإسكندرية إلى شركة عز الدخيلة في منتصف التسعينات. 

وأكد أنه رغم المساحة الهائلة للشركة الحديد والصلب إلا إن شركة الحديد والصلب التابعة للقطاع الأعمال تحقق خسائر فادحة بالنسبة للشركات الخاصة.

وأضاف رشاد أن الدولة الآن تستعرض خطط للتطوير الشركات بأسلوب التمويل ألتأجيري، مؤكدا أن هذا الاختيار حل لا يمكن أن يتم  لأن التمويل التأجيري يحتاج إلى تكاليف عالية ووجود وثيقة تأمينية وهذا الأمر يرفع من التكاليف.

والحل الأمثل هو الصندوق السيادي لتحسين أوضاع شركات قطاع الأعمال يجب عمل صناديق سيادية تجمع فيها كل الأصول المملوكة للدولة سواء من الهيئات الخاسرة، والأصول غير المستغلة.  
وأضاف رشاد أن فشل شركة الحديد والصلب ليس فقط بسبب تهالك الآلات إنما للهروب العمالة المدربة للقطاع الخاص بحثا على وراتب أعلى.

وأشار إلى قلة التدريب الموجودة لدى العمالة والنظر إلى أنفسهم كموظفين دولة لهم رواتبهم، ويجب على العمالة تخضع لاختبارات حقيقية للنهوض بالمنظومة.  
وأشار  د.رشاد إلى أن مديونية شركة الحديد والصلب للشركة "الكوك" مرتفعة جدا، مما أدى إلى توقف الإنتاج  في وقت قريب
 
الجدير بالذكر على حسب ما ذكرته الوزارة  أن الشركة القابضة للصناعات المعدنية تلقت تلقت عروضًا من 9 شركات عالمية للمشاركة في إعادة تأهيل وتطوير خطوط شركة الحديد والصلب التابعة لها.
وشملت العطاءات المتقدمة للمناقصة 9 شركات إيطالية وصينية وأوكرانية وروسية وألمانية من إجمالي 22 شركة سحبت كراسات الشروط.


نشأت شركة الحديد عام 1954، حيث كانت تمثل أول مجمع متكامل لإنتاج الحديد والصلب في العالم العربي برأس مال 2.1 مليون جنيه، وتم وضع حجر الأساس على 2500 فدان شاملة المصنع والأفران والمدينة السكنية للعمال . 

وقامت شركة ديماج الألمانية بإنشاء المصانع والأفران والخبرات الفنية اللازمة، وكانت الشركة آنذاك من أكبر شركات إنتاج الحديد.

وتبدل حال الشركة بفعل الإهمال، فعانت من الخسائر نتيجة انعدام الصيانة للسنوات وتلفت الأفران والمعدات، وبلغت خسائر الشركة مليار و500 مليون جنيه، منهم مليار لشركة الكوك، وانخفض عدد العمال إلى أكثر من النصف .