حتى لا تتوقف مشروعات الخير..

الروتين يكسر قلب 100 عروس بالأقصر ويحرمهم من هدايا «بنك حياة كريمة»

 600 جهاز كهربائي لـ100 عروس حائرة في المحافظة بسبب روتين مدير التضامن

الأجهزة ضمن آلاف جهاز توزع على ألف أسرة بمحافظات مصر المختلفة تخفيفا عنهم

تواجه مشروعات الخير في محافظة الأقصر أزمات عدة قد تمنع وصول البر إلى أصحابه، بسبب الروتين الذي يقتل فائدة أعمال الخير قبل وصولها لمستحقيها.

لا يزال 600 جهاز كهربائي تبرع بها بنك «حياة كريمة» أحد أفرع بنك الطعام لتجهيز 100 عروس من أبناء محافظة الأقصر حائرا بسبب تعنت مدير التضامن بالأقصر.

العرائس تم اختيارهن من خلال 3 جمعيات خيرية  بالأقصر، وبعد أن تم تحديد موعد الاحتفالية مع أحمد عبيد مدير التضامن منذ أسبوعين وبالتحديد يوم 27 نوفمبر الماضي، جاء أعضاء البنك المنظمين للاحتفالية اليوم، ووجدوا تعسفا من مدير التضامن عندما اتصل به مدير إحدى الجمعيات التي  قامت باختيار العرائس ليخبره بوجود ممثلي البنك فلم يوافق على مقابلتهم، وأخبرهم أنه كان  ينبغي عليهم الاتصال لتحديد موعد معه على الأقل قبلها بيوم وأن الاحتفالية تم إلغائها لأسباب أمنية، وإنه سيتم تحديد موعد آخر.

من جانبه أخبر مدير الجمعية مسؤول التضامن، بأنه سبق وأن تم الاتفاق معه من قبل على إقامة الاحتفالية وتحديد يوم غد الثلاثاء 12 ديسمبر، وأن الناس قد جاءوا بناء على الاتفاق بعد أن قاموا بشحن  الأجهزة إلى الأقصر وتم تخزينها منذ 3 أيام، بالإضافة إلى أنه تم الاتصال بالجمعيات لمخاطبة العرائس وإبلاغهن بالموعد المحدد لاستلام الهدايا، ومن الصعب تغيير الموعد خاصة وخوفا من كسر خواطرهن.
العرائس تم اختيارهن من خلال 3 جمعيات هي جمعية آل البيت بالدير والجمعية الخيرية الإسلامية بإسنا وجمعية الفاروق بالأقصر والأجهزة عبارة عن غسالة «هاف أتوماتيك» وبوتاجاز، ومُنقي للمياه «فلتر»، ومروحة، وسخان، وخلاط بالإضافة إلى 500 جهاز آخر،  سيتم توزيعها على المنازل التي سبق أن قدم فيها البنك خدمات سواء كان بإعادة إعمار أو أسقف.
 

البداية كانت منذ أسبوعين وبالتحديد يوم 27 نوفمبر الماضي عندما وصل مندوبي البنك إلى القصر وتوجهوا إلى مكتب المحافظ لمقابلته وعرض الفكرة عليه فحولوهم إلى مكتب مدير التضامن، يومها أخبرهم المدير أنه كان ينبغي أن يكون اختيار الأسر من خلاله وأنه هو صاحب تحديد الموعد ومكان التسليمـ، وما كان ينبغي لهم أن يذهبوا إلى مكتب المحافظ دون العودة إليه فهو صاحب تحديد الموعد معه، وعندما أخبروه أنهم لم يتعمدوا مخالفة البروتوكول ولكنهم ذهبوا لمكتب المحافظ كإجراء طبيعي اتبعوه في 3 محافظات قبلها هي الفيوم وبني سويف وأسوان والذين تم اختيارهم ضمن 10 محافظات أخرى ذاهبين إليها لتقديم نفس الفرصة لنفس العدد فى كل محافظة بواقع 6آلاف جهاز لألف أسرة.

حينها طلب منهم «عبيد» أن يرسلوا له «فاكس» بمطلبهم، وبالفعل تم إرسال الفاكس بتاريخ 28 نوفمبر بعد أن تم تحديد يوم 12 ديسمبر موعدا لعملية التسليم وكان من المفترض أن يعرضه على المحافظ، للحصول على موافقته وبالتالي حجز قاعة المؤتمرات بالأقصر التي ستقام عليها الاحتفالية  لتجهيزها.

وحدث صباح اليوم أن وصل وفد بنك الطعام برئاسة شهيرة المهدي مدير إدارة البرامج والمشروعات التنموية ببنك الطعام، واستقبلهم مسئولي الجمعيات الثلاث، فاتصل أحدهم بـ أحمد عبيد مدير مديرية التضامن يطلب منه لقاء المسئولين عن بنك الكرامة الذين جاءوا حسب الموعد المحدد سلفا لترتيب إقامة الاحتفالية فأخبره بأنه كان ينبغي أخذ موعد مسبق قبلها بيوم منه، وأن الحفل تم إلغائه لأسباب أمنية،  وإنه سيتم تحديد موعد آخر، فأخبره بأنه سبق وأن تم الاتفاق معه من قبل على إقامة الاحتفالية وتحديد يوم غد وأن الناس قد جاءوا بناء على الاتفاق وشحنوا الأجهزة إلى الأقصر وتم تخزينها منذ 3 أيام وأنه تم الاتصال بالجمعيات التي اختارت العرائس وتم مخاطبتهن وتحديد الموعد لاستلام الهدايا غدا ومن الصعب تغيير الموعد ، وان نفس المجموعة ستقوم بتسليم 600 جهاز أخرى لـ100 عروس بعد غد بقنا ، وان مندوبى بنك الكرامة موجودون عنده طمعا في اللقاء خاصة وأن ترتيب اللقاء محدد سلفا  فأصر الرجل على موقفة وقال كان من الأفضل إبلاغي باللقاء وحتى لوجاءوا فلن يجدوني !!

ذهب مندوبو الجمعية إلى مديرية التضامن لبيان صعوبة أمر الإلغاء بعد كل الترتيبات خاصة وأنهم قد جاءوا لتقديم الخير ومساعدة أسر محترمة وليس لأي شيء آخر، وبالطبع لم يجدوا «عبيد» الذي نفذ ما قاله من قبل أنهم لو جاءوا لن يجدوه  وبالفعل التقوا بـ أحمد حسين وكيل المديرية الذي يعرف القصة بالتفاصيل منذ وصول الفاكس مرورا بعدم اتخاذ أي إجراءات من يوم 28 نوفمبر لحظة وصوله وحتى لحظة جلوسه معهم في الحادية عشرة صباح اليوم  فتفاعل مع القصة وحادث جناب المدير تليفونيا الذي طلب منه إنهاء الإجراءات فأخبرهم بأنه لديه بعض الأوراق ثم يلتقي بهم ثانية لأنه مشغول ببعض الأعمال فأخبروه إنهم لن يتمكنوا من إقامة الاحتفالية إلا بعد تسلم قاعة المؤتمرات.

نزل مندوبو بنك الطعام إلى إحدى الكافيتريات ينتظرون نائب المدير، وطال انتظارهم، من الحادية عشرة صباحا حتى السابعة مساء موعد كتابة هذه السطور التي تضعها «بوابة أخبار اليوم» أمام محافظ الأقصر.