رغم تأكيدات وزارة الصحة بحل أزمة نقص البنسلين إلا أن الأمر يبدو مختلفا على أرض الواقع، حيث توافد عدد كبير من أبناء المحافظات الأخرى إلى القاهرة طمعا فى الحصول على حقنة بنسلين وهو ما اضطرهم إلى الوقوف فى طوابير طويلة أمام صيدلية الإسعاف بوسط المدينة، وأكد البعض انه اضطر لشراء الحقنة من السوق السوداء بمبلغ 60 جنيها.
وكان د. أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة قد أوضح انه سيتم ضخ مليونى و400 ألف فيال من مستحضر البنسلين طويل المفعول من بين 3 ملايين و300 ألف عبوة يتم طرحها تباعا خلال الاسبوعين القادمين بمستشفيات الوزارة والصيدليات بجميع المحافظات.
وأكدت الوزارة أن أزمة نقص حقن البنسلين بدأت فى الانفراج بشكل جزئى من خلال توزيع الحقن فى الصيدليات التابعة للشركة المصرية لتجارة الأدوية.
لكن فى جولة ميدانية رصدت »بوابة أخبار اليوم« طوابير «المواطنين» الذين أتوا من جميع المحافظات وتجمعوا أمام صيدلية الإسعاف التابعة للشركة المصرية لتجارة الأدوية لصرف حقنة واحدة لكل مواطن يحمل روشتة من طبيب بسعر ٩ جنيهات للحقنة.
واشتكى عدد من المواطنين من نقص حقن البنسلين خلال الفترة الماضية وعدم توافرها فى المستشفيات أو الصيدليات فى محافظاتهم مما اضطرهم إلى المجىء إلى صيدلية الإسعاف، كما اشتكوا من صرف حقنة واحدة فقط لكل مريض رغم ضرورة اعطاء الحقنة للمرضى كل 15 يوما، ويصعب عليهم السفر ذهابًا وايابا من أجلها خلال هذه الفترة القصيرة.
وأكد أحمد عزت «مدير مالى» أنه منذ شهرين يبحث عن البنسلين لزوجته دون أن يجده فى الصيدليات الخاصة أو المستشفيات ولجأ لصيدلية الاسعاف بعد أن سمع بتوافره مؤخرًا هناك.
وأوضح ربيع سليمان «موظف بالمعاش» أنه اتى من حلوان للحصول على حقنتين لنجلتيه الأولى فى الصف السادس الابتدائى والثانية متزوجة وحامل، بعد أن بحث فى جميع الصيدليات فى حلوان والمعصرة دون أن يجد حقن البنسلين.
أما أيمن البلبيسى فيؤكد انه يأتى من محافظة الشرقية لشراء الحقنة وأن سعرها كان 6 جنيهات ولكن الآن أصبحت بـ 10 جنيهات، وأضاف أن صرف الحقنة كان بكل الصيدليات ولكنها اختفت من معظم الصيدليات فى الشرقية مما يجعله يأتى لشرائها من القاهرة.
أما عبدالناصر يوسف من المنوفية فيقول: «كنت أشتريها بـ 50 جنيها من السوق السوداء وياريت الوزارة توفرها فى كل مكان» وأضاف أنه علم بتوفر الحقنة فى صيدلية الاسعاف بمقابل 10 جنيهات، فجاء لشرائها من أجل بنت أخيه التى تحتاج الحقنة كل 15 يوماً، وطالب بتوفير الحقنة فى كل مكان بالأسعار الرسمية وعدم تركها للسوق السوداء لاستغلال المواطن البسيط.. وأكدت د. إجلال فؤاد، مديرة صيدلية إسعاف القاهرة، أن الصيدلية تصرف يومياً 2000 حقنة بنسلين للمواطنين الذين يأتون من جميع المحافظات بسبب عدم توافرها فى محافظتهم وفى المستشفيات الحكومية ومستشفيات التأمين الصحى.
وأضافت أن الصيدلية تورد لها يومياً 3 آلاف حقنة بعد أزمة نقص البنسلين، وأصدرت تعليمات بصرف حقنة واحدة لكل مريض بموجب روشتة طبيب كل 15 يوما.
وأوضحت د. ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة أكديما الحالية انه تم طرح 100 ألف عبوة الأربعاء الماضى، ضمن 900 ألف عبوة كان متعاقدا عليها من الصين، وسيتم ضخ 800 ألف حقنة فى 20 ديسمبر الحالى ضمن تلك الشحنة.وأضافت أنه سيتم ضخ 2 مليون و400 ألف عبوة من انتاج شركة المهن الطبية التابعة لشركة أكديما المملوكة للدولة بمعدل 100 ألف عبوة كل يوم.
واكدت ان رئيس شركة «أكديما انترناشونال» مدحت شعراوى كان له حق استيراد وتصدير البنسلين، لأن المستحضر مسجل باسم «أكديما انترناشونال» ، غير أن «شعراوي» استغل رئاسته للشركة وقام بإنشاء شركة خاصة به تسمى (تكنو فارم) باسمه واسم أفراد من أسرته، وقام بالتنازل عن النشاط التجارى والاستيرادى من شركة أكديما لصالح شركته الخاصة، فأصبح بذلك المتحكم والمحتكر لعملية الاستيراد وتوفير البنسلين فى السوق المحلى.
وأضافت، أن رئيس الشركة السابق أبلغ المورد الصينى المسئول عن توريد شحنات البنسلين، بالتوقف عن التوريد وإلا سيقاضيه بهدف الضغط على شركة أكديما للحصول منها على تعويضات مالية، مما أدى إلى تعطيش السوق وقلة البنسلين فى جميع المحافظات.
أزمة «البنسلين» مشتعلة بين «الصحة» والمواطنين!
