فيديو| «كابريتاج حلوان».. «قبلة سياحية» تحولت لـ«خرابة ومأوى للبلطجية»

كابريتاج حلوان
كابريتاج حلوان
عقارب الساعة كانت تشير إلي الثانية عشر ظهرًا، عندما وصلنا إلى «كابريتاج حلوان» ذلك المنتجع الذي كثيرًا ما سمعنا عن سره «المحير» في علاج العديد من الأمراض النفسية والجلدية وأمراض العظام.. لكن لم نجد سوي بضع أحلام تكسرت علي صخرة الواقع المرير.

المكان الذي تمتد مساحته إلي 25 فدانا لم يعد سوى قلعة خاوية على عروشها، تسكنها الأشباح ليلًا وتعقد صفقة مع الشيطان، مهيأة الوضع لضعاف النفوس من مدمني المخدرات، والبلطجية، وأرباب السوابق.

وفي النهار رأينا نحن كل العجب، لم يستقبلنا سوي الصمت، عند مدخل الكابريتاج، وجدنا أبوابًا محطمة، وبضع درجات لسلم يكاد يحمل موطئ أقدامنا، اغتالته أيادي الإهمال والخراب، قبل سنوات، وصلنا لبهو كبير، متهالك الجدران، والأرضيات، لم يتبق من رونقه القديم سوي أربعة أعمدة مصنوعة من مادة الجرانيت، وفي الطابق الثاني بهو مشابه، بلا أعمدة، تمتد منه شرفة أمامية يصل مرمي النظر إذا ما وقفت لبرهة فيها إلي حيث كان يسكن أجدادنا الفراعنة في الأهرامات الثلاثة.

في الجهة المقابلة من المكان استقر حمام سباحة، كنا نتوقع أن نري فيه المياه الكبريتية التي اشتهر بها الكابريتاج منذ قديم الأزل، أو نذر قليل منها، لكن القمامة وأكوام الأتربة، والقاذورات، كانت تسيطر على المشهد، وعلى جانبي حمام السباحة، رأينا عدة غرف صغيرة أو كما كانت تسمي قديمًا «كابينة» كانت تستخدم لتغيير الملابس والاستحمام، بعد الاستشفاء بالحمام الكبريتي، لكنها كانت مجرد أطلال، في خلفية المكان ظلل النخل العالي ماتبقي من ذكريات المكان، الذي كان قبلة لكل مشتاق للتداوي بالمياه الكبريتية، التي تخرج من باطن الأرض وخصصت لها عيون نابضة بالحياة، لكنها الآن تبحث عمن يمنحها قبلة واحدة منها.

تاريخ الكابريتاج

تاريخ الكابريتاج، لا يعود لبضع سنوات، لكنه يضرب بجذوره في عمق التاريخ، وتحديدًا في فترة حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، في عام 1899، وهو من أمر بإنشائه علي الطراز الكلاسيكي العربي، في هذا الموقع بحلوان حيث مكان العين المتدفقة بأسباب الحياة، والنابضة بها.

كل الأشياء كانت تبدو جيدة في مواضعها، حتي قيام ثورة يوليو عام 1952، وهنا بدأت تطال الكابريتاج، أيادي الإهمال، حتي يومنا هذا.

مطالبات بالتطوير

في عام 2008 بدأت أصوات تنادي علي استحياء، بإعادة الكابريتاج إلي خريطة الاهتمام، وإنقاذ ما تبقي منه، حفاظًا علي التاريخ، والفكرة التي أُسس من أجلها، وفي عام 2012، أعلنت محافظة القاهرة عن نيتها في البدء في خطة لتطوير المكان، وهو الأمر الذي لم يحدث، وها هو محافظ القاهرة الحالي المهندس عاطف عبد الحميد، الذي أكد لنا أنه يعكف علي خطة لتطوير الكابريتاج، وأنه أكد علي رئيس حي حلوان، ومسئول مشروع التطوير، باستعجال تصور ودراسات المكتب الاستشاري الذي تعاقدت معه المحافظة لمشروع التطوير، تمهيدًا لتحويله إلي منتجع طبي عالمي، فهل يصدق؟

موقف الحكومة من الكابريتاج

قبل أيام تناولت الحكومة برئاسة مصطفي مدبولي، القائم بأعمال رئيس الوزراء، أمر الكابريتاج، ورؤية تطويره في الفترة القادمة، من خلال وضع مخطط عام استثماري لذلك لتعظيم الاستفادة منه.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي