أحمد عبدالله صالح «الوريث» الذي لم يصل لحكم اليمن

أحمد علي عبدالله صالح
أحمد علي عبدالله صالح
 لم يكن علي عبدالله صالح أول رئيس لبلد عربي يحلم بمشروع التوريث؛ فمثله مثل كثير من الحكام العرب حلم وتطلع لتوريث الحكم لنجله، وأختار نجله الأكبر العميد أحمد ليكون خليفته في الحكم، وبادر بإعداده لهذا المنصب منذ سنوات.

20 عاماً كاملة مكث فيها علي عبدالله صالح على إعداد نجله سياسياً وعسكرياً، ليكون خليفته في الحكم، نرصد خلال التقرير الآتي من هو العميد أحمد صالح العسكري الحالم برئاسة اليمن.

ولد أحمد صالح في 25 يوليو 1972 بالعاصمة صنعاء، وحصل على الماجستير في العلوم السياسية من كلية القيادة و الأركان بالأردن، وفي 2006 تخرج من الكلية الحربية العليا «الأكاديمية العسكرية العليا».

عمل أحمد قائد للقوات الخاصة في 1999 التي حظيت بدعم أميركي قوي، وجاءت هذه الخطوة كأولى الخطوات المعلنة لإعداد صالح نجله للرئاسة، بعدما تم انتخابه نائبًا في البرلمان عام 1997.

جاءت مظاهرات ثورة الشباب في اليمن المنددة بالبطالة والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينوي علي عبدالله صالح تمريرها لتسهيل وصول لنجله للرئاسة، بما لا تشتهي الأنفس، ليعلن صالح رسميا في 2 فبراير 2011 أنه لم يرشح نفسه لفترة رئاسة جديدة؛ وانه لن يورث الحكم لنجله أحمد، بعد انتهاء فترة ولايته.

أحمد صالح في عهد عبد ربه منصور هادي 

أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي في 6 أغسطس 2012، عدد من القرارات لإعادة هيكلة القوات المسلحة للحد من سلطة أحمد صالح، قضت بنقل ثلاثة من أكبر ألوية الحرس مع قوات أخرى من الجيش إلى قوة جديدة تدعى قوات الحماية الرئاسية والتي تكون تحت الإشراف المباشر من رئيس الجمهورية.

زادت التوترات بين وحدات «الحرس الجمهوري» والرئيس عبد ربه منصور هادي، رفض أحمد علي التخلي عن السيطرة على ألوية الصواريخ وتسليمها إلى وزارة الدفاع، وفي 19 ديسمبر، رد الرئيس هادي بإصدار مراسيم إعادة هيكلة الجيش اليمني إلى أربعة فروع رئيسية بما فيها القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية، وقوات حرس الحدود اليمنية، مما جعل مسألة قبول أحمد أو رفضه غير ضرورية.

وفي محاولة جديد من قبل الرئيس هادي لإبعاد أحمد صالح عن الجيش وإبعاده عن المؤسسة العسكرية، أصدر قرار في 10 أبريل 2013، بتعيين أحمد صالح سفيراً للإمارات.

وهو ما اعتبره الكثير ميزة حصل عليها أحمد صالح بدلا من تقليل نفوذه، لما حصل عليه من حصانة دبلوماسية، وفي 7 ديسمبر 2015 قام هادي بإصدار قرار رقم 34 لسنة 2015م بتعيين المهندس فهد سعيد المنهالي سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية اليمنية لدى دولة الإمارات بدلاً من أحمد علي.

نفوذ صالح ونجله تساعدهم في الانقلاب على هادي
 
استغل علي عبدالله صالح، نفوذه في الجيش، ونفوذ نجله أحمد في ألوية الحرس الجمهوري بعد عزله، لدعم الحوثيون في الانقلاب على الرئيس عبد ربه منصور هادي.

فعندما كان صالح الحليف الرابح للحوثيون، قبل أن ينقلبوا مؤخراً تخطى نفوذ صالح في الجش اليمني ليصل لأكثر من 70% داخل الجيش.

وبالفعل شاركت الوحدات العسكرية للحرس الجمهوري، وقوات حرس الحدود القتال مع الحوثيين في الاشتباكات الحدودية اليمنية السعودية وحاولت استهدف المواقع العسكرية في منطقتي نجران وجيزان على الحدود.

أحمد صالح يرث الدم فقط من أبيه

فلم يرث نحل صالح من أبيه سوى الدم؛ فبعد أن تعمق في الحياة السياسية وأصبح أسمه يتردد في الشارع اليمني، وسط مخاوف من أن يصبح رئيساً لليمن، تعرض أحمد صالح لمحاولة اغتيال عام 2004، بإطلاق الضابط علي المراني 8 رصاصات عليه، وإصابته ونقله لمستشفى الحسين بعمان لتلقي العلاج.

وفي 25 مايو 2015 دكت طائرات التحالف العربي منزل أحمد علي خلال العمليات العسكرية ضد الحوثيين والقوات المؤيدة لعلي عبد الله صالح.

أحمد صالح يعود ليثأر لأبيه 

لم يغب أحمد صالح عن الساحة السياسة كثيراً، فسرعان ما نادته الأحداث، ليعود من جديد ليثأر لحلم حياته فلتربع على عرش اليمن، ويثأر ممن قتلوا أبيه «الحوثيون».

ففي أول بيان رسمي له تعليقاً على مقتل والده، أعلن صالح أنه يتقدم صفوف المعارك القادمة ضد الحوثيون، وقال «سأقود المعارك حتى طرد آخر حوثي من اليمن».

وتعهد العميد في بيان رسمي شديد اللهجة نقلته قناة العربية الإثنين 4 ديسمبر، بأن دماء والده ستكون جحيماً يرتد على أذناب إيران، داعياً أنصار  آل صالح لاستكمال المعارك ضد الحوثيون؛ لاستعادة الوطن من المليشيات الإيرانية «الحوثيون».

وطالب أحمد صالح الشعب اليمني بحماية صنعاء قائلاً «لا تمكنوا المليشيات الحوثية من صنعاء»، واتهم من وصفهم بعملاء إيران بأنهم من نشورا الفساد في اليمن لمدة ثلاث سنوات.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي